... وفي اليوم الرابع من الهجمات الدامية المتبادلة، اتفقت الهند وباكستان على «وقف فوري لإطلاق النار»، أعلنه دونالد ترامب، مشيداً بـ«المنطق السليم» الذي أبدته القوتان النوويتان.
وقال الرئيس الأميركي، في منشور عبر منصته «تروث سوشال»، السبت، «بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أُعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري»، مشيداً بالبلدين «للجوئهما الى المنطق السليم والذكاء العظيم».
وجاء الإعلان في يوم تزايدت فيه المخاوف من احتمال وصول التصعيد الأسوأ منذ العام 1999، إلى حد استخدام السلاح النووي، بعدما أعلن الجيش الباكستاني أن هيئة عسكرية ومدنية عليا تشرف على الأسلحة النووية ستعقد اجتماعاً، قبل أن ينفي وزير الدفاع خواجة آصف، وجود أي تهديد نووي وشيك، واصفاً ذلك بأنه «احتمال بعيد جداً».
وعلى عكس الهند، لا تتبع باكستان مبدأ عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية.
اتفاق على وقف النار حصراً
وأعلن وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار عبر «إكس» الاتفاق على وقف إطلاق نار فوري «كامل وليس جزئياً»، مضيفاً أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية.
كما تحدث عن وجود اتصال بين الجيشين، قائلاً «تم تبادل الرسائل بين الجانبين».
وفي تأكيد هندي، أوضح مصدر حكومي أنّه تم التوصل إلى الاتفاق بعد «تفاوض مباشر»، مشيراً إلى أنّ البلدَين الجارين لم يخططا لمناقشة أي شيء آخر غير وقف إطلاق النار.
وذكرت وزارة الخارجية الهندية أن رئيس العمليات العسكرية الباكستانية اتصل بنظيره الهندي بعد ظهر أمس، وتم الاتفاق على وقف النار.
وأضافت أن الرجلين سيتحدثان مجدداً غداً.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنّ الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثّفة أجراها هو ونائب الرئيس جاي دي فانس مع رئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني شهباز شريف ومسؤولين كبار آخرين.
وكتب عبر «إكس»، «يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في مكان محايد».
وبعد الإعلان عن وقف النار، أعادت باكستان فتح مجالها الجوي بينما بقي 32 مطاراً في الجزء الشمالي الغربي من الهند مغلقاً، في حين أبلغت أربعة مصادر حكومية في الهند «رويترز»، أن معاهدة مياه نهر السند «لا تزال مُعلقة».
هجمات وهجمات مُضادة
وفي وقت سابق أمس، شنّت باكستان، في عملية تحمل اسم «البنيان المرصوص»، هجمات مضادة على الهند عقب تعرّض ثلاث من قواعدها الجوية لضربات خلال الليل، ما أثار المزيد من المخاوف من تحوّل النزاع بين القوتين إلى حرب شاملة.
وأفاد الضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الهندي فيوميكا سينغ، بوقوع «هجمات عدة بصواريخ فائقة السرعة» على قواعد جوية ألحقت «أضراراً محدودة».
وكانت إسلام آباد اتهمت نيودلهي باستهداف ثلاث من قواعدها الجوية بقصف صاروخي، إحداها في روالبندي.
وقالت مصادر عسكرية باكستانية، إن قواتها أسقطت 77 طائرة من دون طيار، في حين تحدّث الجيش الهندي عن إسقاط «300 إلى 400» مسيرة باكستانية.
وبعد تأكيد الجيش الباكستاني في بيان، أنه هاجم مدينة أدامبور الهندية في ولاية البنجاب، ما أدى إلى تدمير «منظومة إس - 400» تقدر قيمتها بـ1.5 مليار دولار، بصواريخ أسرع من الصوت أطلقتها مقاتلة من طراز «جي إف-17 ثاندر»، نفت وسائل الإعلام الهندية صحة التقرير.
والمواجهات التي استّخدمت فيها الصواريخ والمسيرات وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، هي الأسوأ منذ عقود وأودت بحياة أكثر من 66 مدنياً.
وأطلق شرارة القتال هجوم على الشطر الهندي من كشمير أودى بحياة 26 سائحاً، حمّلت نيودلهي إسلام آباد مسؤوليته.
السعودية وتركيا وروبيو شاركوا في المحادثات
أكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار، أن السعودية وتركيا ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو شاركوا في محادثات وقف النار.
كما بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، جهود التهدئة وإنهاء المواجهات العسكرية، خلال اتصالين هاتفيين، بكل من وزير الشؤون الخارجية في الهند سوبراهمانيام جايشانكار ووزير الشؤون الخارجية الباكستاني إسحق دار.
وبتوجيه من القيادة السعودية، زار وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، الهند وباكستان في 8 و9 مايو، في إطار مساعي المملكة لحل الخلافات عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية.