أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية... «العالم بحاجة للحوار»

ليو الرابع عشر في أول الكلام... «السلام عليكم»

8 مايو 2025 10:00 م

- شخصية معتدلة قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة

تصاعد دخان أبيض في الساعة 18.08 (16.08 ت غ) مساء الخميس، من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، ودقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس وارتفعت صيحات آلاف المحتشدين، لتُعلن انتخاب الكاردينال الأميركي المعتدل روبرت فرنسيس بريفوست (69 عاماً)، بابا جديداً يتولى مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، خلفاً للبابا فرنسيس.

وجاء انتخاب بريفوست، وهو أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، والذي سيحمل اسم ليو الرابع عشر، في أول يوم كامل من التصويت الذي أجراه الناخبون الكرادلة، وعددهم 133 ولا تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والذين انعزلوا عن العالم الخارجي بعد ظهر الأربعاء، خلف أسوار الفاتيكان لاختيار خليفة لفرنسيس، الذي توفي في 21 أبريل الماضي، بعد أن ترأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار شخص، لمدة 12 عاماً.

وعلى وقع هتافات الحشود، أطل البابا الجديد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، قائلاً «السلام عليكم»، ومؤكداً أنَّ «العالم بحاجة للسلام والحوار».

مسيرة دولية

ولد بريفوست، والذي كان المساعد المقرب من البابا الراحل، ويعرف بانه شخصية معتدلة قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة، في شيكاغو في 14 سبتمبر 1955، لأب فرنسي وأم إيطالية. بدأ بدراسة الرياضيات، لكنه انضم سريعاً إلى رهبنة القديس أوغسطين، ورُسم كاهناً عام 1982.

أرسلته الرهبنة إلى بيرو في مهمة، ثم عاد لفترة وجيزة إلى شيكاغو لنيل دكتوراه في القانون الكنسي، ثم عاد مجدداً إلى بيرو لعقد من الزمن، حيث ترأس معهداً لتكوين الكهنة. تركت تجربته في أميركا اللاتينية أثراً عميقاً في رؤيته الرعوية.

في 2001، انتُخب رئيساً عاماً للرهبنة الأوغسطينية لمدة 12 عاماً، حتى 2013. وفي العام التالي، عينه البابا فرنسيس أسقفاً على مدينة تشيكلايو في شمال بيرو، حيث بقي حتى 2023، وكان أيضاً عضواً في مؤتمر الأساقفة في البلاد.

منصب محوري

في يناير 2023، استدعاه فرنسيس إلى روما ليكلفه برئاسة دائرة الأساقفة (التي كانت تُعرف سابقاً باسم مجمع الأساقفة)، وهي من أبرز وأقوى مؤسسات الكوريا الرومانية، ومسؤولة عن اقتراح التعيينات الأسقفية في مناطق عدة من العالم.

بعد فترة قصيرة، تم تعيينه كاردينالاً، ما يجعله مؤهلاً للمشاركة في المجمع المغلق (الكونكلاف). ورغم حداثته في مجمع الكرادلة، فإن موقعه الاستراتيجي منحه حضوراً بارزاً بين نظرائه.

أسلوب متواضع وجامع

يتميّز بريفوست بأسلوب غير تصادمي، وقدرة كبيرة على الاستماع، وحس عالٍ بالحوار بين الثقافات، وخبرة عالمية.

يتحدث خمس لغات: الإنكليزية، الإسبانية، الفرنسية، الإيطالية، والبرتغالية. ويُنظر إلى نهجه على أنه قريب من نهج فرنسيس، خصوصاً في ما يتعلق بإصلاح الكوريا، والحكم الجماعي، والدعوة إلى كنيسة أكثر بساطة وأقل تمركزاً على السلطة.

وتوالت برقيات التهنئة على انتخاب البابا الجديد، وقال الرئيس دونالد ترامب «شرف كبير» للولايات المتحدة.

وكان ترامب، الذي مازح قبل أيام بأنه «يرغب في أن يصبح بابا»، نشر صورة أنتجت بالذكاء الاصطناعي، وهو يرتدي رداءً أبيض وغطاء رأس بابوياً، رافعاً إصبعه السبابة، على منصة «تروث سوشيال»، ثم أعاد البيت الأبيض نشرها على حسابه في منصة «إكس».