صاحب السمو يشمل برعايته وحضوره حفل تكريم المتفوقين من خرّيجي «التطبيقي»

مشعل التفوق

7 مايو 2025 10:00 م

كونا - تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيم صباح أمس «حفل تكريم المتفوقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي 2023 - 2024»، وذلك على مسرح ديوان عام الهيئة الجديد بمنطقة الشويخ.

وقد وصل موكب سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال ومدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور حسن الفجام ونواب المدير العام للهيئة.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار الدكتور عادل بورسلي، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، وكبار المسؤولين بالدولة، وجمع غفير من أهالي الطلبة الخريجين والمواطنين.

دعا خرّيجي «التطبيقي» إلى الإخلاص للهوية والانتماء وتجسيد قِيَم الولاء والعطاء

وزير التعليم العالي: الرعاية الأبوية تُؤكّد أن قيادة الوطن تضع الإنسان علماً وتدريباً وتمكيناً في صلب أولوياتها

توجّه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال، بخالص الشكر وعظيم التقدير، إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، على الرعاية السامية لحفل تكريم المتفوقين من خرّيجي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.

وقال الجلال، في كلمته، «يطيب لي أن أعبّر لسموكم الكريم عن خالص الشكر وعظيم التقدير لما تولونه من اهتمام بالغ ودعم متواصل لمسيرة التعليم العالي في وطننا الغالي الكويت، وحرصكم الدائم على تمكين الطاقات الوطنية وصقل الكفاءات البشرية وهو ما تُؤكّده رعايتكم الأبوية لهذا الحفل، والذي يعدّ مصدر إلهام وتحفيز لأبنائنا وبناتنا الخريجين والخريجات في مستهل مشوارهم العملي، بما يُعزّز في نفوسهم روح الانتماء والعطاء ويجعل من الإخلاص والعمل لوطنهم أولوية راسخة ومسؤولية وطنية كبرى وتُؤكّد أن قيادة هذا الوطن تضع الإنسان علماً وتدريباً وتمكيناً في صلب أولوياتها».

وأضاف: «اعترافاً وامتناناً لما تولونه من اهتمام ورعاية سامية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، تلك المؤسسة التي تُمثّل حجر الزاوية في إعداد الكوادر الوطنية المزودة بالعلم والمعرفة والمهارات الفنية التي تسهم بفعالية في تلبية احتياجات قطاعات الدولة المختلفة، فقد أثبتت الهيئة من خلال برامجها ومناهجها أنها رافد أساسي في تزويد سوق العمل بالكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على التكيف مع متطلبات التنمية الشاملة». وأشار إلى أن «ما نشهده اليوم من تحديث لبرامجها الأكاديمية والتدريبية وتوفير بيئة تعليمية محفزة وبناء جسور التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لتخريج كوادر متميزة ومؤهلة تحقيقاً لرؤيتها في المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات التنمية المستدامة وسوق العمل المحلي، ما هو إلا انعكاس لرؤية وطنية طموحة تسعى إلى تمكين الشباب وتأهيلهم ليكونوا شركاء حقيقيين في تحقيق تطلعات دولتنا الغالية نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة».

ولفت إلى أنه جرى العمل على إدماج خطط التحديث ضمن الإطار الإستراتيجي للهيئة «مستندين إلى رؤية طموحة تتجاوز العقبات وتستثمر الفرص وتركز على رفع مستوى الكفاءة والجودة وتحقيق التناغم بين الجانبين الأكاديمي والتطبيقي بما يعزز ثقة المجتمع في كفاءة مخرجاتنا التعليمية والتدريبية».

وأضاف أنه «لم يكن هدف إنشاء الهيئة مجرد إطار نظري بل التزمنا بجعله واقعاً ملموساً يتجلّى في الميدان، حيث سعينا إلى تطوير كلّ مسار والعمل بروح المسؤولية نحو ترسيخ نموذج تعليمي وتدريبي يسهم في دفع عجلة التنمية ويساند تطلّعات دولتنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً».

وفي كلمته للخرّيجين، توجّه الوزير إليهم بالقول: «اجعلوا من هذا الإنجاز بداية لمسيرة لا تعرف التوقف، وكونوا دائماً عند حسن ظن وطنكم بكم مخلصين للهوية التي تنتمون إليها، ومُجسّدين لقيم الولاء والعطاء فالكويت تنتظر منكم الكثير وأنتم أهل لذلك بما تملكونه من ولاء وإخلاص وعلم وحماس وقدرة على الإبداع».

وإذ شكر أيضاً الآباء والأمهات والأسر التي قدمت الدعم والمساندة وكذلك كوادر الهيئة في مختلف قطاعاتها من أعضاء هيئتي التدريس والتدريب والإداريين، ختم بالقول: «نُجدّد لسموكم الكريم بالغ الشكر وعظيم الامتنان على دعمكم اللامحدود لمسيرة التعليم وتشجيعكم الدائم لأبنائكم الطلبة، وهو ما يُشكّل دافعاً قوياً لنا جميعاً لمواصلة العمل بتفانٍ وإخلاص لتحقيق التوجيهات السامية وخدمة وطننا العزيز».

مدير «التطبيقي»: التوجيهات السامية كانت وما زالت نبراساً نهتدي به

استهلّ المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور حسن الفجام، كلمته بالتوجه بالشكر إلى صاحب السمو، قائلاً: «إن الهيئة يا صاحب السمو تثمن عالياً هذه المكرمة الأميرية السامية، فحضور سموكم يعد وسام فخر على صدورنا وموضع اعتزاز لجميع منتسبي الهيئة وذكرى خالدة في وجدان أبنائكم الخريجين وبناتكم الخريجات، وبصمة دائمة في حياتهم أبداً لا تغيب، وتعبر عن بالغ حرص سموكم على مشاركة فرحة الآباء والأمهات بتفوق أبنائهم».

وأضاف: «إن حضوركم اليوم يمثل للهيئة وصول السحاب الذي يحمل الخير ويمنح ظله الطمأنينة والاستقرار وينزل ماء طيباً على أرض الهيئة، فتنبت شجرة طيبة تثمر الهمة والعزيمة والمثابرة للعمل على تقدم وازدهار الهيئة ويدوم أثرها طوال العام وحتى لقائنا بسموكم في العام القادم بإذن الله وأنتم بموفور الصحة والعافية».

وأكد الفجام، أن الهيئة تواصل مهامها ومسؤولياتها الكبيرة لتحقق الغرض من إنشائها وهو توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية وتلبية احتياجات التنمية في البلاد، مشيراً إلى أن الكليات والمعاهد التدريبية والدورات الخاصة تساهم بإمداد سوق العمل بما يقارب عشرة آلاف خريج سنوياً، مؤهلين بالمعارف والمهارات اللازمة والكفاءة التي تمكنهم من إتقان أعمالهم.

4 غايات

وأشار إلى أنه تماشياً مع خطة التنمية ورؤية الكويت، اعتمدت الهيئة الخطة الإستراتيجية الخمسية التي شملت أربع غايات، وتفرعت منها أهداف ومبادرات لنحقق بها الرؤية والرسالة والطموحات.

وقال: لأن العمود الفقري للنجاح هو العنصر البشري يا صاحب السمو، فقد استحوذ على أهداف ومبادرات الغاية الأولى لنحقق الوصول إلى إعداد كفاءات وطنية حرفية ومهنية تتناسب مع متطلبات سوق العمل تفكر بابتكار وتعمل بمهارة وتدير بإبداع لتساهم في تحقيق أهداف الخطط التنموية للدولة.

وأشار إلى أن الهيئة تحتضن ما يقارب تسعة وخمسين ألف طالب وطالبة، وتستشعر جسامة المهام الملقاة على عاتقها، فتقوم باستمرار بتطوير المناهج الأكاديمية والبرامج التدريبية وتحديث الورش والمختبرات، وذلك لخلق توازن بين المعارف والمهارات للوصول للكفايات المطلوبة لسوق العمل لتحقيق التميز في شتى المجالات.

وأوضح أن التميز في الأداء المؤسسي في الهيئة، هو محور الغاية الثانية، إذ تم ترسيخ مفاهيم الحوكمة المؤسسية والرقمية بين منتسبيها، وشرعت في تفعيلها ضمن ممارسات العمل اليومي في الإدارة حتى باتت الهيئة من بين المراتب المتقدمة في تطبيق إجراءات الحوكمة بين المؤسسات الحكومية.

وأضاف أن التميز في البحث والابتكار هو الغاية الثالثة، فسعت إليه الهيئة بخُطى ثابتة وأسلوب بناء وروح متجددة عبر تنمية القدرات البحثية لأعضاء هيئتي التدريس والتدريب من خلال تطوير اللوائح والقرارات المتعلقة بالأبحاث، ليكون البحث العلمي مساهماً بإيجاد الحلول التطبيقية المناسبة للعديد من المشكلات والتحديات التي تواجهها مؤسسات الدولة المختلفة.

وتابع الفجام: لأن التنمية الوطنية - يا صاحب السمو - هي الوقود المحرك للأوطان، فلم تغفل عنها الخطة فقد كانت هي الغاية الرابعة وذلك من خلال ترسيخ ثقافة العمل التطوعي بروح واعية وهمة نبيلة في المجالات الإنسانية والبيئية في نفوس جميع منتسبيها، لنعزز مفاهيم الاستدامة البيئية صوناً لموارد الكويت الطبيعية ولبناء بيئة خضراء نقية وجميلة.

الركيزة الأساسية

وأضاف متوجهاً لصاحب السمو: «إن رؤيتكم وتوجيهاتكم الحكيمة وإيمانكم بأن بناء الإنسان الكويتي هو الركيزة الأساسية لبناء الوطن كان ومازال نبراساً نهتدي به في الهيئة، حيث نعزز في طلبتنا أن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالأخلاق، وأن التقدم الحقيقي لا يقاس بالمؤهلات وحدها بل بمدى تمسك الإنسان الكويتي بمبادئ دينه واعتزازه بوطنه واحترامه لتراثه وأعرافه وتقاليده الكويتية الأصيلة، لتبقى الكويت بإذن الله منارة للمعرفة ورمزاً للحضارة حاضرة بتأثيرها فاعلة بمكانتها في المحافل الخليجية والإقليمية والدولية».

الخريجون

وتوجه الفجام، بالشكر إلى الآباء والأمهات، وقال للطلبة الخريجين: «نفخر بكم والكويت اليوم تنظر إليكم بأمل كبير فأنتم الجيل القادر على صناعة مستقبلها المشرق، فكونوا كما عهدناكم قدوة في الأداء متألقين في العطاء ملتزمين بالأخلاق والمبادئ، محافظين على الوحدة الوطنية، مؤمنين بأن كل عمل صادق مهما كان صغيرا هو لبنة في بناء هذا الوطن الغالي».

وأكد أن «الكويت تستحق أن نفديها بالروح ونبذل من أجلها كل عزيز ونفيس».

كلمة خرّيجي «التطبيقي»: الكويت الحضن الدافئ وقصة نضال وشموخ

قالت الخرّيجة سارة علي رمضان، في كلمة ألقتها نيابة عن زملائها المتفوقين خريجي المعهد العالي للتعليم التطبيقي والتدريب، «الحمد لله الذي أكرمنا بنعمة العلم وأنار دروبنا بمعرفة تضيء العقول وترتقي بالأرواح مع إطلالة هذا الصباح جئنا بقلوب تنبض فرحا ونفوس مبتهجة بلقاء طال انتظاره لقاء يجمعنا بقائدنا وراعي نهضتنا».

وأكدت أن الطلبة ينعمون بالرعاية الأبوية السامية لصاحب السمو، وهم أبناء يدينون لسموه بالحب والوفاء، مضيفة: «مرحباً بكم يا صاحب السمو أباً وقائداً وملهماً لأبناء الكويت».

وأضافت: أن «قلوب الشباب كالأرض الخصبة، إن زرعت فيها الإبداع والعلم أثمرت مستقبلاً مشرقاً... وإن ثمرة التفوق لا تقطف صدفة بل تزرع بالصبر وتسقى بالإصرار وتنمو على أرض الجهد والمثابرة».

وتابعت: «نحب الكويت لأنها قصة كتبتها الأجيال بالتضحيات وسطرت بالعمل والوفاء، فأصبحت نموذجاً للوطن الذي يعطي بلا حدود ويزدهر رغم التحديات. نحبها لأنها الحضن الدافئ الذي يجمع أبناءها على المحبة والإخلاص.. نحبها لأنها ليست مجرد وطن بل قصة نضال وشموخ كتبت بعرق الأجداد وسقيت بتضحيات الأوفياء».