مبارك الهزاع / محقان / أحمد باقر وقصة الـ 160 ألف مزدوج

1 يناير 1970 07:01 ص
في مقابلة تلفزيونية مع السيد باقر في الانتخابات الماضية سُئل السيد أحمد: أنت وجهت سؤالاً إلى وزير الداخلية في 1996 ليتم تزويدك بعدد المزدوجين في الكويت, ورد السيد أحمد: نعم أتاني الجواب ولكن شفهي وقال فيه الوزير انه لا يوجد مزدوجون. بعدها باشهر عدة قام أحمد في أحد الدواوين وسرد عكس هذا الكلام وقال بأنه قد تسلم رداً من الوزير ولم يكن شفهياً ولكنه لم ينشر الرد بسبب حب الخشوم وقط العقل من بعض الأعضاء. نحن نعلم أن هذا سؤال ليس بالسهل ومرتبط به أمننا الوطني، ولا يجب أن يكون التخبط بهذا الشكل في تقديم الأسئلة، والتصرف مع الإجابات على هذا النحو. واتساءل ما أدرى باقر إن كان الوزير صادقاً أم لا، وكيف عرف أن الوزارة قامت بكل أمانة بالإجابة عنه وقدمت المعلومات من دون تحريف؟ طبعاً هذه تساؤلات بسيطة لأي شخص سمع ما قاله في المقابلة، وحتماً ستوصله قناعته إلى أن ما قاله باقر في البرنامج كان فيه مع الأسف كثير من عدم الدقة، ما يؤكد أنه لم يكن صادقاً في تلك الإجابة، وأن ما وصلني يؤكد ذلك. والسؤال المهم هو لماذا لم يقل أحمد الحقيقة في حينها بينما لا يخشى من قولها في الدواوين؟ طبعاً لا أعلم صحة هذا الكلام فأنا لم اسمعه بأذني للأمانة ولكن نقل إلي من أشخاص عدة أثق بهم، والاستدلالات جميعها تشير إلى هذه النتيجة, ناهيك عن أن العدد المذكور فيه كثير من الصحة، إذا افترضنا أن نسبة الزيادة السكانية 3 في المئة سنوياً من 1996 إلى اليوم سيكون عدد المزدوجين 240 ألفاً تقريباً وهذا الرقم هو ما يتم تداوله في هذه الأيام.

نقل إلي من مصادري عبر الستلايت أن وزارة الداخلية تعرف المزدوجين وبطبيعة الحال لا تريد حل هذه القضية لأنها ورقة رابحة تلوح بها متى ما أرادت كما تفعل مع البدون الذين لا حول لهم ولا قوة. فها هو استجواب الشيخ أحمد العبدالله مقبل وغالبية المؤيدين هم من يتم اتهامهم بالازدواجية ولهذا تلوح الحكومة بهذه الورقة كلما رأت منهم موقفاً لا يرضيها كي تلوي ذراعهم, ومع أني أعتقد بأن الازدواجية هي الارتزاق ولكن بشكل «مودرن» وأرفضها جملة وتفصيلاً وكلام الحق ما «يزّعل», ولكني أرفض أيضاً أن أكون دمية في يد الحكومة أميل معها متى ما مالت، واقتنع بنواياها وأنها فعلاً تريد تطبيق القانون بينما هي أبرع من يفتت ويشق وحدة الصفوف لأغراضها. أؤكد انني سأبقى حريصاً على أن أرى الكــــــويتي بوجه واحد وليس بوجهين، وفي الوقت نفسه يجب أن اكون واعياً بالنوايا والتوقيت لأن هناك «ريحة...» في الأجـواء.





مبارك الهزاع

كاتب كويتي

[email protected]