بالتوازي مع إقرار توسيع الحملة العسكرية في قطاع غزة، تحت اسم «مركبات جدعون»، وتوجيه الاحتلال إنذاراً لحركة «حماس»، طالب وزير التراث الإسرائيلي أميحاي إلياهو، بقصف مخازن الطعام وتجويع السكان الفلسطينيين،
بينما أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أن «غزة ستدمَّر بالكامل»، بعد انتهاء الحرب.
في المقابل، أعلنت قطر، الوسيط الرئيس في مفاوضات إنهاء الحرب، أن جهودها مستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، رغم قرار إسرائيل توسيع عملياتها وإعلان «حماس» عدم جدوى التفاوض في «ظل حرب التجويع».
وصرح إلياهو للقناة السابعة الإسرائيلية، الاثنين، بأنه «لا توجد مشكلة في قصف مخزون الطعام الخاص بحماس».
وأضاف «يجب أن يتضوروا جوعاً. وإذا كان هناك مدنيون يخشون على حياتهم فعليهم اتباع خطة الهجرة».
وكان إلياهو أثار جدلاً بعد فترة قصيرة من بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، عندما اقترح ضرب القطاع بأسلحة نووية.
من جانبه، قال سموتريتش في معرض رده على سؤال خلال ندوة في مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية المحتلة، حول رؤيته لما بعد الحرب، أمس، أن سكان غزة سيبدأون «بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة» بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.
وقال إن إسرائيل تنوي احتلال قطاع غزة بشكل دائم، وليس على سبيل أن يكون جزءاً من مناورة موقتة، مضيفاً: «نحن نحتل غزة للبقاء، لم يعُد هناك دخول وخروج. هذه حرب من أجل النصر».
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، تستخدم الحكومة الإسرائيلية مصطلح «احتلال قطاع غزة»، في إطار قرار اتخذته بتوسيع العملية العسكرية.
«مركبات جدعون»
إلى ذلك، قال مصدر أمني رفيع المستوى، إن قوات الجيش ستستغل الزمن القريب للاستعداد، لكنها لن تبدأ بالمناورة في غزة حتى نهاية زيارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط في منتصف مايو الجاري.
وصرح مصدر سياسي لصحيفة «معاريف»، بأنه «تبقت لحماس أيام معدودة للموافقة على الصفقة المعروضة عليها. نحن نقدر بأن يأتي الجواب في الأيام القريبة المقبلة».
وتابع «بخلاف الماضي، الجيش الإسرائيلي سيبقى في كل أرض تحسم... وسيعالج كل أرض تطهر وفقاً لنموذج رفح التي سويت فيها بالأرض».
كما أشار إلى ان إسرائيل ستدخل مساعدات إنسانية الى القطاع «بعد النشاط العملياتي وإخلاء واسع للسكان إلى الجنوب».
لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، رفض خطة إغلاق نظام المساعدات القائم حالياً، مؤكداً أن الخطة الجديدة «معدة لزيادة الرقابة وتقييد الإمدادات، وهو عكس المطلوب».
الدوحة و «حماس»
في المقابل، قال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن «جهودنا مستمرة رغم صعوبة الموقف ورغم الوضع الإنساني الكارثي المستمر في قطاع غزة... هناك صعوبة كبيرة جداً في إطار هذه المفاوضات ولكن... هناك اتصالات دائمة بين قطر والأطراف المعنية بما فيها الولايات المتحدة ومع (ستيف) ويتكوف تحديداً».
وأكّد ضرورة وقف «حالة استخدام المساعدات كسلاح التي تنتهجها إسرائيل... منذ اليوم الأول لهذه الحرب»وأنه لا يصح استخدامها «ورقة تفاوضية».
من جانبه، أبلغ عضو المكتب السياسي في «حماس» باسم نعيم، «فرانس برس»، أن «لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وفي اليوم الـ50 من استئناف «حرب الإبادة»، استشهد 48 فلسطينياً وأصيب 142 بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة، أمس.