ندّد أبرز شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا، بما وصفه بأنه «هجمة إبادة غير مبررة» ضد أبناء طائفته، بعد المواجهات الأخيرة الدامية بين مسلحين دروز ومجموعات تابعة لقوات الأمن في جرمانا وصحنايا، متهماً الحكومة «بقتل شعبها»، ومطالباً بتدخل «قوات دولية لحفظ السلم».
وأوقعت اشتباكات اندلعت ليل الإثنين - الثلاثاء على خلفية طائفية، بعيد انتشار تسجيل صوتي نُسب الى شخص درزي يتضمن «إساءات دينية»، أكثر من 100 قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأمس، قتل رئيس بلدية صحنايا السابق حسام ورور وابنه، رمياً بالرصاص على يد مجهولين، بعد ساعات من دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية إلى المنطقة.
ووصف شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، في بيان، ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا في ريف دمشق خلال اليومين الاخيرين بأنه «هجمة إبادة غير مبررة» ضد «آمنين في بيوتهم».
وقال «نطلب من المجتمع الدولي بكل منظماته وهيئاته ومؤسساته، أن يُبصر هذا التجاهل، والتعتيم على كل ما يحصل لنا من مصاب، نحن لسنا بحاجة لأقوالٍ، بل أفعالٍ، نحن لسنا دعاة انفصال، ولن نكون، بل دعاة مشاركة فعلية، وتأسيس مشروع دولة فدرالية ديمقراطية، تحفظ كرامتنا، وتضمن حرية الوطن والمواطن، وتحفظ الأمن».
وتابع «لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة ولا نثق بوجود عناصرها بيننا لأنهم مجرد آلات قتل دموية وخطف وتزييف الحقائق... ان طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب قضت عليه المجازر».
وجاءت مواقف الهجري، الذي يعد أحد مشايخ العقل الثلاثة في سوريا، غداة اعلان السلطات، الأربعاء، نشر قواتها في صحنايا لضمان الأمن، متهمة «مجموعات خارجة عن القانون» بالوقوف خلف الاشتباكات التي وقعت فيها بعدما هاجمت قوات الأمن.
وعقد رجال دين بينهم شيخا العقل الآخران وفاعليات من السويداء، اجتماعاً في ريف دمشق مساء الأربعاء مع مسؤولين حكوميين، في إطار مساعي التهدئة.
«مزيد من الانقسام»
وفي منشورات على منصة «أكس»، ندّد وزير الخارجية أسعد الشيباني، بمطلب التدخل الدولي، مؤكداً أن «الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض».
واعتبر أن «أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام»، مضيفاً «من يدعو إلى مثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام».
عشرات القتلى
من جانبه، أحصى «المرصد»، مقتل 30 عنصراً من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل 21 مسلحاً درزياً و10 مدنيين، من بينهم رئيس بلدية صحنايا السابق وابنه.
وقضى جميعهم يومي الثلاثاء والاربعاء في الاشتباكات في منطقتي جرمانا وصحنايا.
وفي محافظة السويداء جنوباً، قُتل 40 مسلحاً درزياً، 35 منهم جراء «مكمن» على طريق السويداء - دمشق، مساء الأربعاء.