إنتشار أمني في صحنايا بعد مقتل 16 عسكرياً... وضربات «تحذيرية» إسرائيلية من المساس بالدروز

السلطات السورية تُخمد توترات ريف دمشق... الطائفية

30 أبريل 2025 10:00 م

- زعيم دروز إسرائيل يتحدّث عن «تغيير قريب»

انتقلت الاشتباكات ذات الطابع الطائفي بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين دروز إلى منطقة جديدة في ريف دمشق، موقعة العديد من الضحايا بين قتل وجريح، في وقت شنت إسرائيل، «عملية تحذيرية» في سوريا قدمتها على أنها رسالة إلى السلطة الانتقالية فيها لعدم المساس بالأقلية الدرزية.

واندلعت اشتباكات ليل الاثنين - الثلاثاء في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون، عقب انتشار تسجيل صوتي نسب الى شخص درزي يتضمن «إساءات دينية».

وتوسعت ليل الثلاثاء - الأربعاء الى بلدة صحنايا على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة السورية في ريف دمشق، وسكانها من الأقلية الدرزية ومسيحيون.

ومساء أمس، أعلنت السلطات، أنها نشرت قواتها في أحياء منطقة صحنايا قرب دمشق لضمان «الأمن والاستقرار».

وقال مدير مديرية الأمن في ريف دمشق المقدم حسام الطحان «نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار»، بحسب ما نقلت عنه «وكالة سانا للأنباء». وأفادت الداخلية، بـ «إلقاء القبض على عدد من الخارجين عن القانون استهدفوا عناصر الأمن العام في أشرفية صحنايا». وأكدت «سنلاحق جميع المسلحين وكل من يهدد الأمن العام والسلم الأهلي».

وكانت منطقة صحنايا عاشت ليلة صعبة، من المواجهات.

وأوضح الطحان، أن «مجموعات خارجة عن القانون» هاجمت صباح أمس، «نقاطاً وحواجز أمنية على أطراف» أشرفية صحنايا، ما أدى إلى «استشهاد 11 عنصراً من قوات إدارة الأمن العام»، إضافة إلى مقتل خمسة عناصر إضافيين في هجوم آخر على نقطة أمنية.

من جهته، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 6 من المسلحين المحليين الدروز.

وبحسب المرصد، استُخدمت خلال الاشتباكات بين «مسلحين مرتبطين بالسلطة ومقاتلين دروز من أبناء المنطقة، الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسط مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني».

اتفاق جرمانا

وجاء التصعيد في صحنايا غداة اشتباكات مماثلة في منطقة جرمانا المجاورة لدمشق أيضاً، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، بحسب حصيلة جديدة للمرصد، بينهم 8 من المقاتلين الدروز و9 من المسلحين «المهاجمين المرتبطين بالسلطة»، قبل التوصل إلى اتفاق ليل الثلاثاء، لاحتواء التصعيد.

غارات تحذيرية

وفي موقف لافت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «الجيش نفّذ عملية تحذيرية واستهدف مجموعة متطرفة كانت تستعد لشن هجوم على السكان الدروز في بلدة صحنايا».

وأفاد في بيان، «تم نقل رسالة حازمة إلى النظام السوري، إسرائيل تتوقع منهم التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية».

وذكرت «سانا» أن «غارات للاحتلال الإسرائيلي وقعت على محيط منطقة أشرفية صحنايا». وأفادت وزارة الداخلية في وقت سابق، بأن مسيّرة إسرائيلية قصفت تجمعاً لقوات أمنية على أطراف صحنايا، ما أدى إلى مقتل عنصر أمن.

وتزامنت الغارات، مع إحياء الدولة العبرية ذكرى قتلاها العسكريين.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل «لن تسمح بإلحاق الأذى بالطائفة الدرزية في سوريا وذلك انطلاقاً من التزامنا العميق تجاه إخواننا الدروز في إسرائيل الذين تربطهم علاقات عائلية وتاريخية بإخوانهم في سوريا».

ولاحقاً، أمر رئيس هيئة الأركان إيال زامير «الجيش للاستعداد لشن ضربات ضد أهداف تابعة للحكومة السورية في حال استمر العنف ضد المجتمعات الدرزية».

«تغيير قريب»

وفي السياق، قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، الثلاثاء، إن نتنياهو أصدر تعليمات تتعلق بالوضع في سوريا، مضيفاً أن «تغييراً قريباً» سيحدث. وأضاف في بيان مقتضب، أن «الوضع تحت السيطرة»، ودعا أبناء الطائفة الدرزية إلى التزام الهدوء، قائلاً «لا حاجة للاحتجاجات، ولن نسمح لأي أحد بأن يسيء للدروز. دولة إسرائيل، والجيش، والعالم يقفون إلى جانبنا».

لقاء نيويورك

دبلوماسياً، قال مصدران مطلعان إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى بمسؤولين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، وسط سعي دمشق للحصول على خريطة طريق واضحة، لتخفيف العقوبات بشكل دائم.

واجتماع الثلاثاء، هو الأول بين الجانبين على الأراضي الأميركية، ويأتي بعد رد دمشق على قائمة شروط واشنطن لاحتمال تخفيف جانب من العقوبات.

وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، أن «بعض ممثلي السلطات السورية الموقتة» موجودون في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لكنها أحجمت عن قول ما إذا كان من الممكن عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين.