قتل 14 شخصاً على الأقل، بينهم 7 مسلحين محليين دروز، وأصيب آخرون، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين - الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، تعهدت السلطات «ملاحقة المتورطين» فيها وفرضت «طوقاً أمنياً» حول المدينة، وذلك بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل قتل خلالها نحو 1700 شخص.
وأثار المواجهات الجديدة، انتشار تسجيل صوتي نسب الى شخص درزي يتضمن «إساءات دينية».
وأكدت وزارة الداخلية في بيان، أن جرمانا شهدت «اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها»، أسفرت عن «قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة».
وتعهدت «ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون... وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي»، مضيفة أن «التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء» متواصلة.
ونفى المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو، أن يكون مسلحون قد هاجموا البلدة، وأعلن أن مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجاً تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعات درزية.
«مدينة ميتة»
وأكد سكان تراجع حدة المعارك صباح أمس، وفتح بعض المحال والأفران أبوابها وحركة خفيفة في الشوارع. وشوهد انتشار كثيف للمسلحين المحليين عند مداخل جرمانا، بينما انتشر عناصر تابعون لوزارتي الداخلية والدفاع على أطرافها في عربات مدرعة وأخرى مزودة رشاشات ثقيلة. كذلك، حلّقت في الأجواء مسيّرات تابعة لوزارة الدفاع.
وقال أحد المسلحين المحليين، «لم تشهد جرمانا يوماً كهذا منذ سنوات طويلة، المدينة عادة مزدحمة وحيوية ولا تنام لكنها اليوم مدينة ميتة والجميع في بيته».
تنديد درزي
ونددت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بـ«الهجوم المسلح غير المبرر... الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق».
وذكرت في بيان «إننا إذ نستنكر أشدَّ الاستنكار أيَّ تعرض بالإساءة (...) فإننا نعتبر ما تمَّ تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص... مشروعَ فتنةٍ وزرعاً للانقسام بين أبناء الوطن الواحد».
وحمّلت «السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة».
وتقطن ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق، غالبية من الدروز والمسيحيين.