عندما تكتشف الأسرة، خصوصاً الأم أن ولدها طفل معاق ذهنياً تصاب بالصدمة والإحباط، ومع تزايد الأعباء والضغوط قد تفقد توازنها، وتختلف ردود الأفعال عند الأسرة، ما بين ردة فعل إيجابية، وأخرى سلبية، منهم من يقابل الأمر بإهمال؛ لأنه يرى أنه لا فائدة من أي عمل يُقدم لهذا الطفل، وتقوم بعض الأسر بالحماية الزائدة والتدليل، ولا تسمح له بالقيام بأي أمر حتى لو كان بسيطاً، ما يجعل الطفل يعتمد على الآخرين في سائر أموره، وفي تلك الحالة يفقد الطفل ثقته بنفسه، ويعيش في خوف ولا يحاول أن يُقدِم على أي خطوة أو حركة، فإنّ الإهمال أو التدليل مرفوض ومضر.
المطلوب هو التربية السليمة المعتدلة، فلا إهمال ولا تدليل، وهو الأسلوب الناجح في التعامل معه، كالتعامل مع الأطفال الأصحاء.
الأُسر التي تسير على الطريقة المعتدلة هي التي تتقبل كل ما يصيبها بالإيمان بالقضاء والقدر، وتحاول معرفة عما يخفف عنها تلك الصدمة النفسية، وحتى تتأقلم مع وضعها الجديد، فإنها تبحث عن وسائل التعامل مع الطفل، حيث أثبتت الدراسات النفسية أن الأسر الأكثر تماسكاً والأكثر وعياً هي الأكثر قدرة على تقبّل هؤلاء الأطفال، وحتى تتمكن الأسرة من ذلك تأخذ بما أوصت بها شريعتنا، ونصائح يقدمها المتخصصون بعلاج المشاكل الأسرية.
أولها الصبر على المصيبة، واليقين أن من أصابه البلاء وصبر؛ فإن الله تعالى يبدله خيراً منه في الدنيا والآخرة، والقناعة بأن الولد نعمة فيتقبل إعاقة الطفل ومحاولة التعايش معه، واحترام تصرفاته مهما كانت مزعجة ولا يتسرّع في الرد عليه، ولا يرد عليه بشدة، ويكون التوجيه بطريقة سلسة مع الصبر؛ لأن ردة فعل الطفل بطيئة تحتاج إلى سعة صدر، وأن تبادر الأسرة بمراجعة العيادات والاستشاريين، والتدرب على الطرق المُثلى في التعامل مع الطفل، واتباع البرامج التأهيلية المناسبة، ومحاولة حضور المحاضرات الخاصة بذلك، وأن تشجع ولدها على الأنشطة، والتركيز على مهاراته التي يتميز بها وتنميتها، مثل الرسم والرياضة، وكذلك بالمشاركة في المراكز التدريبية والتأهيلية، مع إعطائه فرصة للقيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة، ومنها ترتيب غرفته حتى يشعر أنه أحد أفراد الأسرة، ففي ذلك تأثير إيجابي على الطفل المعاق.
ومن جانب آخر، هناك دور شديد تتحمله الأسرة، وهو الثقة بالنفس وعدم الشعور بالخجل من اصطحاب الطفل المعاق معها في الرحلات والتسوق والاجتماع بالناس، فلا تخجل ولا تخف من مضايقات الناس، والأسرة التي تظهر بهذه الصورة المثالية تساهم في حب الولد للحياة، ورفع الوعي عند الأشخاص حول التعامل السليم مع كل مُعاق.
aaalsenan @