وُلد الأمير هاري، في مستشفى سانت ميري الذي يقع في بادينغتون - لندن في تاريخ 15 سبتمبر عام 1984، حيث يُعتبر الأمير هاري هو الابن الثاني للأمير تشارلز، ملك إنكلترا الحالي، ووالدته هي الأميرة الراحلة ديانا سبنسر، التي لاقت حتفها في حادث سيارة مأسوي بنفق جسر بون دو لالما الواقع في باريس عام 1997 برفقة دودي الفايد، وفي موت والدته تعرض الأمير هاري إلى صدمة كبيرة عندما فقدها وهو صغير وقد عانى من فراقها إلى تداعيات نفسية.
كما يُعتبر الأمير هاري هو الخامس في ترتيب العرش البريطاني بعد شقيقه الأكبر الأمير ويليام وأبناء أخيه الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، وقد تميّز الأمير هاري بإقامة الكثير من الأعمال الإنسانية والخيرية في جمعيات نفع عام عدة وفي رعاية العديد من المنظمات الأخرى، ومنها مؤسسة المشي مع الجرحى وماراثون لندن الخيري ومنظمة هالو ترست وغيرها.
وفي 19 مايو عام 2018 تزوج الأمير الضابط هاري، دوق ساسكس، من الممثلة الأميركية ميغان ماركل، وأقيم لهما حفل زفاف في كنيسة سانت جورج في قاعة وندسور في بريطانيا وهو المكان الذي اعتادت الأسرة المالكة إقامة حفلات زفاف رسمية عدة.
وبعد عامين من زواجه من الممثلة الأميركية ميغان ماركل قرّر الأمير هاري وزوجته التخلي عن واجباتهما الملكية بعد استقالتهما من منصبيهما كأفراد كبار في العائلة المالكة، حيث كان الزوجان غاضبين من تطفل وسائل الإعلام على حياتهما، وشعرا بالإحباط من منعهما من تطوير علامتهما التجارية «ساسكس رويال»، وبالتالي ترك الأمير هاري وطنه هرباً من الصحافة المؤذية له ولأسرته ليعيش مع زوجته وطفليهما في الولايات المتحدة الأميركية - ولاية كاليفورنيا.
وعلى الرغم من تفضيله العيش في الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً في مدينة مونيتسيتو التي تضم منزلهما الفخم والواسع من دون أي بروتوكول يجعلهما يشعران بحرية مطلقة وراحة عائلية لتربية أطفالهما والتفرغ لتطوير مؤسسة «أرتشي ويل» التي تعود ملكيتها للأمير هاري وزوجته إلا أن حياته أصبحت في خطر، حسب ما ذكرته محاميته فاطمة شهيد، والتي قدمته في وثائق قضائية أن تنظيم القاعدة دعا إلى قتل الأمير هاري في الآونة الأخيرة، كما أنه تعرّض إلى مطاردة خطيرة بالسيارات من مصوري المشاهير في مدينة نيويورك، الأمر الذي جعل الأمير هاري يسعى جاهداً إلى إلغاء القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية البريطانية في عام 2020 القاضي بألا تكون له حماية شخصية تلقائية شرطية أثناء وجوده في بريطانيا، حيث طرأ عليه الكثير من التغييرات على أمنه الشخصي بعد تخليه عن واجباته الملكية، ما جعل الأمير هاري يطعن في قرار الحكومة بحرمانه من حراسته الامنية الشخصية في محكمة الاستئناف بعد أن كانت الحكومة البريطانية تمولها منذ عام 2020.
وقد طالب هاري باستعادة حراسته مرة أخرى في بريطانيا عن طريق عريضة قدمها أمام محكمة الاستئناف للطعن في حكم محكمة أدنى درجة الذي أيّد قرار الحكومة البريطانية في حرمانه من الحراسة الشخصية.
فيما سبق للمحكمة العليا في لندن أن قضت في العام الماضي على أن قرار اللجنة الحكومية بتوفير حماية مخصصة له عند الحاجة لم يكن غير قانوني أو غير مبرر، ولكن أكد الأمير هاري بدعوته مراراً أن عائلته معرّضة للخطر ووضعها غير آمن عند زيارته لوطنه بريطانيا بسبب موجة العداء له ولعائلته عبر وسائل السوشال ميديا، ومن خلال تعرضهم للملاحقة المستمرة في الأماكن التي يتواجدون فيها أو يذهبون إليها من قبل وسائل الإعلام ورجال الصحافة.
كما يشعر الأمير هاري أن هناك اختراقات هاتفية واسعة من قبل الصحافة البريطانية مشيراً إلى أنه يشعر بالظلم أحياناً في حال إذا قضت المحكمة العليا في لندن بأنه لم يكن ضحية لهذا الأمر المتعب، هذا وقد حكمت المحكمة العليا في 15 ديسمبر 2024 لصالح الأمير هاري، وأمرت بدورها «دار إم جي إن» على دفع تعويض مالي له بقيمة 140 ألفاً و600 جنيه إسترليني نظير الاختراقات في صناديق البريد الصوتي له بالإضافة الى عمليات أخرى حدثت بشكل غير قانوني.
نلاحظ هنا ان الأمير هاري له شعبية عالية في بريطانيا، وبالرغم من شعبيته إلا أنه أصرّ بتخليه عن لقبه الملكي وعن واجباته الملكية وذلك ليختار بنفسه الاستقلال الشخصي والحياة العامة كالآخرين ليكون بعيداً عن التقاليد رغم أنه يُعد من أبرز الشخصيات العامة في العالم، واليوم يُخالف الأمير هاري أعراف العائلة المالكة بمقاضاته الحكومة وكذلك مقاضاة صحف بريطانية شعبية من أجل تركه ليعيش بحرية بعد أن صنع لنفسه طريقاً بعيداً عن العادات والتقاليد الملكية.
وفي النهاية مهما تدور الأحداث على مكانته المرموقة، يظل الأمير هاري محل اهتمام العالم بقراره الشخصي الجريء حيث حياته الشخصية دائماً ما نجدها مثيرة للجدل.
ولكل حادث حديث،،،