لطالما أثارت شركة «غوغل» على مر السنوات الماضية الكثير من الجدل بشأن ما إذا كانت تتعقَّب أنشطة مستخدمي متصفحها الإنترنتي الأشهر «كروم» (Google Chrome) أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت، إلا أن الوضع هذه المرة مختلف، إذ تتقمص «غوغل» دور «الطرف الصالح».
فوفقاً لما كتبه خبير الأمن السيبراني زاك دوفمان في موقع «فوربس»، فإن «غوغل» أقرَّت وحذّرت أخيراً من أن جهات التتبع، بل وحتى جهات القرصنة الإلكترونية دأبت خلال السنوات الماضية على إساءة استخدام متصفح «كروم»، وذلك من خلال ثغرة أمنية موجودة في «كروم» كما في معظم متصفحات الشركات الأخرى.
وأعلنت «غوغل» أخيراً أن هذه المشكلة قد أوشكت على الانتهاء بالنسبة لمستخدمي متصفحها.
وكانت «غوغل» قد أصدرت في وقت سابق إقراراً وتحذيراً علنياً وصريحاً بشأن وجود ضعف بنيوي كامن في كيفية عرض متصفحاتها للروابط التي سبق أن ضغط عليها المستخدم، وبصورة مبسطة: إذا كان متصفحك يسمح لأي موقع تزوره بعرض الروابط التي سبق لك الضغط عليها، فإن ذلك الموقع يستطيع تجميع صورة شبه كاملة عن سجلّ وتاريخ تصفُّحك من خلال إدراج روابط عدة على صفحته، بحيث تظهر الروابط التي قمت بزيارتها من قبل.
وظاهرياً، قد يبدو مثل هذا الأمر غير مؤذٍ، لكنه في الواقع يشكّل ثغرة كان ينبغي إغلاقها منذ سنوات. فبحسب ما تقول «غوغل»، فإنه «منذ بدايات شبكة الإنترنت، كانت المواقع تستخدم هذه الخاصية لتطبيق أنماط تصميم مخصصة على الروابط التي سبق للمستخدم الضغط عليها.
ومن خلال استخدام المُحدِّد الذي يتتبع تاريخ الروابط التي زارها المستخدم، يمكن للمواقع تحسين تجربة ذلك المستخدم ومساعدته في التنقل عبر شبكة الإنترنت.
إلا أنه مع تزايد القدرة على تعقُّب وتخصيص الروابط المُزارة عبر الإنترنت مع مرور الوقت، ازدادت أيضاً أنواع الهجمات التي اكتشفها الباحثون في مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني.
لكن الحل سيأتي قريباً: فابتداءً من الإصدار الرئيسي المقبل - والذي سيحمل اسم «كروم 136» - سيتم تطبيق تحديث جديد سيقوم بإجراء عملية تقسيم للبيانات (partitioning)، بحيث لن يُتاح للمواقع سوى عرض الروابط التي نُقِر عليها سابقاً من النطاق الأساسي نفسه أو النطاقات الفرعية التابعة له. وهذا التحديث بات وشيكاً.