إطلالة

الجمارك «الترامبية»... تهلُكة حتى للولايات الأميركية!

9 أبريل 2025 10:00 م

تتراجع أسهم الأسواق العالمية والبورصة وتهبط بحدة معظم أسهم الشركات في العالم، وتنزل أسعار النفط العالمية نزولاً قياسياً، وبورصة الكويت تخسر ما يُقارب 2 مليار و440 مليون دينار نتيجة حرب الرسوم الجمركية العالمية التي أشعلها الرئيس دونالد ترامب، وبهذه الرسوم الجمركيّة غير المسبوقة على جميع الدول المدونة في جدول ترامب ينهار الاقتصاد العالمي، وكان أول الخاسرين من مليارديري العالم هو إيلون ماسك، الذي خسر حوالي 31 مليار دولار بعد يومين من إعلان دونالد ترامب مبالغ الرسوم الجمركية الجديدة، ما أدى إلى التفكير بجدية حول تنحيه من منصبه الحكومي قريباً من الإدارة الأميركية للتفرغ بإدارة شركاته، وكذلك خسارة الملياردير جيف بيزوس، صاحب شركة أمازون بأكثر من 23 مليار دولار، وكذلك الملياردير مارك زوغيبيرغ، الذي خسر اكثر من 27 مليار دولار من ثروته، وبالتالي كل هؤلاء الأغنياء قد خسروا أموالهم في أيام قليلة إلا أن الملياردير وارن بافيت، حقق أرباحاً إضافية لأنه تفادى تداعيات رسوم ترامب الجمركية، ويأتي بعدهم ما يقارب الـ 500 شخص من أغنى أثرياء العالم قد ضاعت أموالهم في الأسواق العالمية بسبب التأثير المباشر من قنبلة الرسوم الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ، وتليها أيضا واردات السيارات التي من المحتمل أن تدمر الاقتصاد العالمي كلياً.

إنه ليس بالأمر الهيّن أن تغامر بالاقتصاد العالمي من خلال فرض رسوم جمركية شاملة على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة الأميركية لتشمل 184 دولة في العالم بخلاف دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، فقد نال هذا القرار التاريخي ردوداً سريعة واستياءً دولياً، منددين لهذا القرار الذي صدم العالم أجمع، الأمر الذي قد يؤدي إلى تداعيات حرب تجارية واقتصادية مكلفة، ولكن يبدو أن الرئيس لن يتراجع عن قراره الجمركي اعتقاداً منه أن اقتصاد بلاده سيخرج أكثر قوة وصلابة حتى وإن تراجعت الأسواق العالمية أو هبطت أسهم البورصة العالمية، إلى أدنى مستوياتها، فيما أعلنت بورصات الخليج المالية عن خسائر سوقية فادحة وسط قلق عالمي مستمر مازال يراقب تداعيات حرب الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة الأميركية.

على أي حال هناك توقعات من تأثير قرار الرئيس ترامب بقضية الرسوم الجمركية بأنها سوف تغيّر خارطة الاقتصاد العالمي إلى عالم مجهول وسيخلق هذا القرار أزمة تجارية جديدة بين دول العالم وهناك أيضاً توقعات باحتمالية تغيير سياسة نهج تلك الدول المتضررة مع الولايات المتحدة الأميركية، فما نراه اليوم مختلفاً عن واقع السوق العالمي الذي اعتدنا عليه وثقة الرئيس دونالد ترامب، من ثورته الاقتصادية ستكلفه خسائر اقتصادية تنعكس على بلاده واحدة تلو الأخرى، وهذا ما جعل معظم الولايات المتحدة مثل نيويورك وشيكاغو وبوسطن وسان دييغو وسان فرانسيسكو وبورتلاند وأوكلاند ومينيسوتا وغيرها تنتفض لتنطلق في تظاهرة مليونية هي الأولى من نوعها والمعارضة لسياسة الرئيس دونالد ترامب، الاقتصادية، فقد خرج ما يُقارب 50 ولاية أميركية احتجاجاً على سياساته الاقتصادية تحت شعار (ابتعدوا عنا) والتي وصفها الشعب بالتدميرية، وبالأخص على برامج الرعاية الصحية الفيديرالية والعاملين في الحكومة الأميركية، وبذلك تكون رسومه الجمركية عالية التكلفة قد أضافت المزيد من الاعتراضات الشعبية وهذا حتماً سينعكس أمره على الأوضاع المعيشية والحياتية للملايين من الأميركان من جراء ارتفاع أسعار السلع، ناهيك عن الضرائب في عهد ترامب، وحزبه الجمهوري، في حين لن تسكت هذه الدول المتضررة عن هذه الحرب التجارية بل ستنتقم من خلال المعاملة بالمثل والردود عليه ستكون انتقامية قاسية بعد تكبّد هذه الدول بخسائر مليارية فادحة، فكانت أولى هذه الدول هي الصين التي رفضت جدول الرسوم رفضاً قاطعاً وطالبت واشنطن بإعادة حساباتها مع هذه الرسوم بعد مشاهدة ردة الفعل القاسية تجاه الأسواق المالية وبورصات العالم المالية.

لقد أدى اعلان الرئيس دونالد ترامب، عن الرسوم الجمركية الجديدة إلى إرباك أسواق الأسهم العالمية بشدة حيث خسرت شركات عالمية مشهورة تريليونات الدولارات من قيمتها السوقية، وتراجعت أسعار النفط لأقل من 65 دولاراً للبرميل النفطي وسط استمرار اشتعال حرب الرسوم بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، والمؤشرات الأميركية تتلقى خبر رد الصين بتعرفات جمركية انتقامية بالمزيد من التراجعات والعقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية تتراجع

بـ2.8 ٪ ومؤشره STOXX600 الأوروبي يهوي بـ4.7 ٪ والعالم يترقب بقلق شديد فيما سيواجه بالمقبل من الأيام.

والصين تحذّر مثلما فرض الرئيس ترامب رسوماً جمركية إضافية على سلعها... فلينتظر ترامب الرد الانتقامي من الرئيس الصيني شي جين بينغ، سريعاً وبشكل واسع النطاق حتى يشمل فرض رسوم إضافية على كل السلع الأميركية وفرض قيود جديدة على تصدير بعض المعادن النادرة، ما أدى الى تراجعات جماعية في وول ستريت، فيما عبّر الرئيس دونالد ترامب عبر حسابه على تروث سوشيال قائلاً: إذا لم تسحب الصين الرسوم الجمركية التي فرضتها على الواردات الأميركية فإنني سأفرض بداية من 9 أبريل رسوماً إضافية ضدها وسأنهي كل المحادثات معها...!! وهذه الردود العكسية بينهما تعني بداية شن الحرب التجارية بين أكبر الدول الاقتصادية في العالم أمام خسائر آتية للأسواق العالمية.

إذا، نحن اليوم أمام تأكيدات دونالد ترامب وإصراره على أنه لن يغير مسار ثورته الاقتصادية وسط خسائر حادة في الأسهم العالمية ومخاوف الاقتصاد العالمي.

ويبقى السؤال هنا: بماذا تفسّر قبضة النصر والثقة الزائدة لدى الرئيس دونالد ترامب، حين وصوله إلى مطار ميامي؟!!

الجواب سيأتينا من خلال مؤشر الأسواق المالية العالمية وأسواق الأسهم العالمية في القريب العاجل...

ولكل حادث حديث،،،

[email protected]