يُعدّ الذهب، المعروف بالمعدن الأصفر، من أكثر الأصول قيمةً واستقراراً، وقد شهد ارتفاعاً قياسياً خلال الأيام الماضية، حيث تجاوز سعر الأونصة الواحدة 3000 دولار أميركي. وفي دولة الكويت، بلغ سعر الكيلوغرام من الذهب الخالص عيار 24 قيراطاً ما يزيد على 29.000 دينار كويتي. ويُعزى هذا الارتفاع إلى الظروف الاقتصادية الراهنة، بالإضافة إلى السياسات الضريبية التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول المصدّرة لمختلف المنتجات.
لطالما كان الذهب الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الأفراد في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار الاقتصادي، بغض النظر عن مستوى دخلهم. فهو يُعتبر وسيلة لحفظ القيمة والثروة، ويُوجد في معظم المنازل، سواء كان على هيئة حُلي أو سبائك ذهبية. كما أن سهولة تسييله وبيعه في الأسواق العالمية تجعله استثماراً مرناً ومتداولاً على نطاق واسع. لذا، من المنطقي اقتناء المعدن الأصفر لـ «اليوم الأسود».
ورغم ارتفاع سعر الذهب، يظل الكثيرون مترددين في شرائه، ظناً منهم أن الأسعار قد تنخفض مستقبلاً. إلا أن الواقع يُشير إلى أن الذهب، وإن شهد تراجعاً موقتاً، فإنه على المدى الطويل يواصل ارتفاعه بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية.
ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الملحوظ إلى حالة القلق التي تسود الأسواق العالمية نتيجة التخوف من ركود اقتصادي عالمي، وفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على الواردات من دول كبرى مثل الصين وكندا والمكسيك، فضلاً عن التهديد بفرض ضرائب على الدول الأوروبية. كما أن ضعف الدولار الأميركي زاد من إقبال المستثمرين على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً لحماية أصولهم من التضخم المالي.
بدأت موجة الارتفاع هذه منذ ديسمبر الماضي، حيث شهد السوق الأميركي طلباً متزايداً على الذهب، مما أدى إلى نقص في المعروض في أسواق لندن، التي تُعد من أكبر مراكز تجارة الذهب عالمياً. والجدير بالذكر أن أسواق لندن تتعامل بوحدات وزن تبلغ 12.5 كيلوغرام، في حين يُتداول الذهب في نيويورك بوحدة الكيلوغرام الواحد، الأمر الذي يستدعي نقل الذهب إلى سويسرا لإعادة صهره وتجزئته بما يتناسب مع متطلبات السوق الأميركية.
ونظرًا للطلب المتزايد، فضّل المستثمر الأميركي امتلاك الذهب بشكل مادي بدلاً من التداول الإلكتروني، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعاره عالمياً.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب، بما يقارب 8000 طن، تليها ألمانيا بـ3000 طن، ثم إيطاليا بـ 2500 طن. أما في العالم العربي، فتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول بـ323 طناً، يليها لبنان بـ 286 طناً، ثم الجزائر بـ 174 طناً.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى الذهب الملاذ الآمن الأكثر موثوقية، وينبغي على الأفراد اقتناؤه، سواء كان على شكل حُلي للزينة أو سبائك استثمارية، دون التردد بحجة ارتفاع الأسعار، إذ إن قيمته الحقيقية تتزايد مع مرور الزمن.