يلعب دوراً محورياً في تفاقم عملية الشيخوخة

اكتشاف بروتين تقليله «يعيد الشباب» !

12 مارس 2025 06:00 م

في اكتشاف علمي من المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في مجال مكافحة الشيخوخة وتداعياتها على الصحة، كشف فريق من الباحثين في جامعة أوساكا اليابانية عن اكتشاف مفاده أن بروتيناً يُدعى «AP2A1» يؤدي تقليله في خلايا الثدييات إلى عكس مسار الشيخوخة الخلوية وبالتالي استعادة الشباب.

ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة «سيغنالينغ الخلوية» المرموقة، فإن هذا البروتين يلعب دوراً محورياً في تفاقم عملية الشيخوخة على مستوى الخلايا، ما يعني أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في العمر.

وخلال تجاربهم التي أُجروها على خلايا بشرية في المختبر، لاحظ الباحثون أن تقليل مستويات بروتين «AP2A1» في الخلايا المسنة أدى إلى استعادتها لشبابها بشكل ملحوظ، حيث عادت هذه الخلايا إلى أداء وظائفها الحيوية بكفاءة أعلى. وعلى النقيض، تبيّن أن زيادة مستويات هذا البروتين في الخلايا الشابة تُسرّع من عملية شيخوختها، ما يُبرز الدور المزدوج لهذا البروتين في تنظيم الشيخوخة الخلوية.

ويرتبط بروتين «AP2A1» ارتباطاً وثيقاً بتكوّن الألياف الإجهادية داخل الخلايا، وهي هياكل تتشكل استجابةً للضغوط البيئية أو الداخلية، وتؤثر بشكل مباشر على حجم الخلايا ووظائفها. ومع تقدم الخلايا في العمر، تتراكم هذه الألياف الإجهادية، ما يؤدي إلى تضخم الخلايا وفقدانها لقدرتها على التكاثر والتجدد، وهي السمة الأساسية للشيخوخة الخلوية.

وأوضح الباحثون أن الخلايا المسنة تُفرز مواد كيميائية التهابية تُعرف بـ «الفينوتيب الإفرازي المرتبط بالشيخوخة»، وهي المواد التي تُسهم في تدهور الأنسجة وبالتالي ظهور أمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل هشاشة العظام وتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.

ومن خلال تخفيض مستويات بروتين «AP2A1»، تمكن الباحثون من التحكم في هذه العملية، ما يُشير إلى إمكانية تطوير علاجات مستقبلية تستهدف هذا البروتين لتأخير أو جعل الشيخوخة تسير في مسار عكسي نحو استعادة الشباب... وإن جزئياً.

ويُعد هذا الاكتشاف خطوة واعدة نحو فهم أعمق لآليات الشيخوخة البيولوجية، لكنه لايزال في مراحله المبكرة.

وأكد الباحثون أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآثار الطويلة الأمد للتلاعب بهذا البروتين، وما إذا كان بالإمكان تطبيق هذه النتائج على الكائنات الحية المعقدة مثل البشر بأمان وفعالية.