وفاء الحشاش: شهر رمضان فرصة ثمينة للجسم كي يصلح ما أصابه من أذى طوال العام

«كُلوا واشربوا ولا تُسرفوا»... تختصر كل علم الغذاء

10 مارس 2025 06:00 م

- صيام رمضان عافية للجسد ووقاية للقلب... وراحة للعقل
- نظامنا الغذائي يتغيّر... والإكثار من الإفطار يفاقم المشاكل الصحية
- الصوم ينزل الوزن ما بين 2 إلى 3 كيلو غرامات... بجميع الأحوال
- على المصابين بالأمراض المزمنة استشارة الطبيب المعالج قبل الصيام
- سبل عديدة للوقاية من مشاكل شائعة... مثل الإمساك والارتجاع
- تجنّبوا الشرب أثناء الأكل... والنوم بعده مباشرة... والمسكنات

إذا كنت من الذين يتناولون الطعام بكثرة في إفطار رمضان، فأولى لك ألا تفعل، لأن تناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية، كما أن قلة الوعي الصحي لدى كثيرين تقود إلى عدم فهم عميق، بأن الشهر الفضيل يحدث فيه تغيير للنظام الغذائي العام لمعظم الناس، ما يستوجب الحرص على عدم الإسراف.

وقالت استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة وفاء الحشاش، إن الآية الكريمة «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات، لو تم الالتزام بها فإن المسلم يخرج في نهاية الشهر الكريم بوزن ناقص انخفضت فيه الدهون، مؤكدة أن ذلك «فيه وقاية كبيرة للقلب، وصحة وعافية للجسد، مع ارتياح للعقل».

وأوضحت أن الأبحاث والدارسات العلمية، أظهرت أنه، على الرغم من عدم التزام كثير من المسملين بقواعد الاسلام الصحية في غذاء رمضان، وإسرافهم في تناول الأصناف الرمضانية الدسمة والحلويات، «فإن صيام الشهر يحقق نقصاً في وزن الصائمين، يتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلو غرامات».

أمراض مزمنة

وعن علاقة الصوم والأمراض المزمنة، قالت الدكتورة وفاء الحشاش، إن «الصوم يريح أعضاء الجسم التي قد يكون أنهكها الإفراط في تناول الطعام طوال السنة، ما يمنحها الفرص لإصلاح ما أصابها من أذى»، مبينة بأن على المصابين بالامراض المزمنة «اسشارة الطبيب المعالج، قبل صيام شهر رمضان».

وأشارت إلى ان «مرضى الأمراض المزمنة ينقسمون إلى ثلاث حالات، الأولى مستقرة تستطيع الصيام وفق الالتزام بتوصيات الطبيب المعالج، وحالات تستطيع الصوم بمشقة ويجوز لأصحابها الفطر، وحالات لا تقوى على الصيام تماماً، ولذلك فإن من يعانون من أمراض كالسكر والضغط والربو وأمراض الكلي والكبد والجهاز الهضمي والسرطان، عليهم استشارة الطبيب المعالج للتأكد من إمكانية الصيام من عدمه».

نصائح

وأوصت أصحاب الأمراض المزمنة «بالحرص على اتباع نظام غذائي صحي، واللجوء إلى الطبيب المعالج حال ظهور أو تفاقم الأعراض، وأخذ قسط كاف من النوم، وتناول كمية كافية من السوائل، وممارسة الرياضة واستشارة الطبيب، خصوصاً الذين ينوون أداء العمرة في رمضان».

أهمية السحور

ونصحت «بأهمية تنويع طعام السحور حتى يحصل الجسم على جميع احتياجاته من العناصر الغذائية، مع تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية، إلى جانب تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، والأخرى بطيئة الهضم مثل الروب واللبنة والبقوليات، وتجنب الأطعمة سهلة الهضم المحتوية على السكريات».

مشاكل صحية

ولفتت الدكتورة الحشاش إلى بعض المشاكل الصحية الشائعة في شهر رمضان، ومن ذلك الإصابة بالامساك، خصوصاً في الأيام الاولى من الصيام، ويستمر عند بعضهم طوال الشهر، وارتجاع المريء.

وبينت أن من أسباب الإمساك التغيير المفاجئ في مواعيد تناول الطعام وعدم شرب الكميات الكافية من الماء والسوائل، وعدم تناول الألياف المتوافرة بشكل كبير في الخضراوات والفواكه الطازجة والتركيز على اللحوم والأجبان، وعدم ممارسة تمارين الرياضة، على الأقل المشي، وكذلك ميل بعض الأشخاص لأخذ غفوة صغيرة من النوم بعد تناول طعام الإفطار والسحور، ما يؤدي للامساك.

سبل الوقاية

وأشارت إلى أن «من أهم طرق الوقاية من الإمساك، شرب كميات كافية من السوائل والمياه لا تقل عن 10 أكواب في اليوم، موزعة على فترة الافطار، والتقليل من تناول الشاي والقهوة والاستعاضة عنها بالعصائر الطبيعية، والتركيز على تناول الاطعمة الغنية بالالياف مع كل وجبة، وتناول الخبز الازرق والشوفان والمعكرونة السمراء، اضافة إلى زيادة النشاط البدني، مثل المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة على الأقل لمدة 30 دقيقة».

ارتجاع المريء

وقالت إن من المشاكل الشائعة أيضاً، ارتجاع المريء، وفي حال شعر الصائم بزيادة معدلاته مرتين في الأسبوع وأسبوعين متتاليين، فإن عليه استشارة طبيب جهاز هضمي.

ولفتت إلى أن من بين العادات الغذائية التي تزيد من حدوث الارتجاع عدم مضغ الطعام جيداً، والإفراط في شرب السوائل أثناء الأكل، وتناول الوجبات الدسمة، والاكثار من تناول الفاكهة والحلويات بعد الاكل مباشرة، والنوم مباشرة بعد الاكل، اضافة الى الافراط في تناول المشروبات المنبهة والغازية والعصائر مع قلة النشاط والحركة.

نصائح

ونصحت الدكتور وفاء الحشاش، بعدم الشرب أثناء الأكل إلا للضرورة، وبكميات محدودة، للتمكن من هضم الطعام بشكل جيد، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة، وعدم استخدام أدوية المسكنات والروماتيزم والكورتيزون، الا بعد استشارة الطبيب، لان تناولها يعزز زيادة الارتجاع.

وأوصت أيضاً، بعدم النوم بعد الأكل إلا بعد نحو ساعتين الى ثلاث ساعات على الاقل، وعدم ارتداء الملابس الضيقة في منطقة الخصر أو تضيق الحزام أكثر مما يجب، ورفع النصف العلوي من الجسم أثناء النوم بنحو 30 الى 45 درجة، وعدم رفع المخدة حتى لا يتسبب ذلك في ألم بالرقبة، والامتناع عن التدخين.

ولفتت الى انه في حال استمرار الأعراض، مع تغيير نمط الحياة، لابد من استشارة الطبيب، حيث هناك تقنية جديدة للتخلص من الارتجاع تسمى (الستريتا)، والتي تمكّن من التخلص من الارتجاع دون الحاجة للأدوية أوالجراحة.

الصيام وجراحات السمنة

وبخصوص إمكانية صوم رمضان بعد الخضوع لجراحات السمنة، أفادت الدكتورة الحشاش بأن «الصيام بعد هذه الجراحات، يُعتبر مفيداً لانقاص الوزن أو الحفاظ عليه، كما يكون مفيداً لتغيير العادات الصحية، بشرط اتباع النصائح والتوجيهات الطبية الصحيحة».

3 نصائح

قدمت الدكتورة وفاء الحشاش بعض النصائح للصائمين، من بينها:

1 - الإفطار الصحي يكون على مرحلتين، نتناول في الأولى الماء والتمر، وفي الثانية وجبة صحية بعناصر غذائية متنوعة.

2 - تناول وجبة السحور لفوائدها، فهي تعين على الصيام وتنشط البدن وتمنع الاعياء وتحافظ على مستوى السكر في الدم.

3 - الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالماء، مثل البطيخ الأحمر والطماطم والفجل والخيار والفراولة والجريب فروت والفلفل البارد.