وجع الحروف

الإدراك... والجهل!

8 مارس 2025 06:00 م

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: «وأمرهم شورى بينهم» ويقول: «وشاورهم في الأمر».

والشورى تكون لأهل الرأي الراجح في العلم... و«العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً».

ولهذا قال عز من قائل: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».

وبين الإدراك ومراتبه والجهل علاقة يجب علينا التفريق بينها.

قد نقع في خطأ في أحكام الصلاة والعبادات وغيرها نابع من جهل، وعليه تأتي أهمية الخطب والدروس لتبيان ما يشتبه فيه البعض لإرساء مفهوم الإدراك الجازم.

ولو أسقطنا هذا على طبيعة إدارة منظومتنا المؤسساتية، لتوصلنا إلى أهمية الشورى.

إن المسؤولين عبر التاريخ حرصوا على أن يحيطوا أنفسهم بأهل الشرف من أهل العلم والرأي الراجح الرشيد.

ومن أقوى وأكثر تداولاً حول ذلك، رد الحسن البصري عندما سأله عمر بن عبدالعزيز، بمن يستعين؟ حيث قال: عليك بأهل الشرف فإن شرفهم يمنعهم من الخيانة.

إن المنظومة الإدارية لها حوكمة خاصة، فإن جاءت بعد مشاورة أهل العلم (معرفة/خبرة/رشد/شرف) فإنها تعود بالخير على المؤسسة والعاملين فيها والمستفيدين من خدماتها.

في رمضان، يجب أن يسأل الفرد نفسه: هل ظلمت أحداً؟ هل ما اكتسبته من مال حلال؟ هل المنصب الذي وصلت له عبر واسطة أم كفاءة ميزتك عن غيرك؟

طبيعتنا البشرية تعترضها موجات صعود ونزول في كل شيء بما فيها التزامنا بالعبادات وأوامر الله ونواهيه، فالله عز شأنه قال «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» ونسأل الله لنا ولكم توبة نصوحاً.

مشكلتنا الأزلية أننا إذا وجدنا المخلص من أصحاب الرأي السديد «نكسر مجاديفه»!

الزبدة:

لنعود في رمضان إلى رشدنا ونحاول أن نصل إلى مستوى الإدراك في العقيدة التي حرم الله فيها الظلم والرشوة والكذب والنفاق والسرقة.

نحتاج إلى من يزيدنا إدراكاً في أمور الدين والدنيا متسلحين بالشورى وأخذها من التقاة... والله نسأل أن يصلح حالنا وحالكم... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi