شدأحيا مجلس أبي ذر الغفاري في الشعب، مساء أول من أمس واقعة استشهاد ابن الإمام الحسين الشاب علي الأكبر بحضور الشيخ محمد طاهر الخاقاني والسيد محمد باقر المهري، والميرزا كمال الدين الحائري الأحقاقي والشيخ محمد محمد الخاقاني والسيد الموسوي، ولفيف من المؤمنين والمؤمنات، وذلك ضمن سلسلة محاضرات احياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام).
وبدأ الشيخ علي العيسى مجلسة بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها بالحديث عن زواج المؤمن من المؤمنة، ودور الأم تربية أولادها، وعلاقة الأب المباشرة والمؤثرة في تكوين شخصية الطفل.
وأشار إلى ان «أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) التزموا في أساسيات تربية الأولاد، وركزوا على بناء الأسرة من خلال الالتزام الديني، وتقيدوا بذلك الأمر».
وذكر ان «أمير المؤمنين عليه السلام طلب بالنص من شقيقه عقيل حيث قال ابحث لي عن امرأة ولدتها الفحولة من العرب لتلد لي غلاماً ينصر ولدي الحسين، فالإنسان يحصل على من تلتزم بالدين وحسن التربية حينما يرزقه الله بزوجة مؤمنة مرتبطة بالسماء وتحافظ على حجابها وعفتها وصلاتها وصيامها، تحافظ على كل شيء يجعلها مرتبطة بالجليل، وكل ما ذكرناه سينعكس على الجنين في رحمها وعلى تربية الأبناء، بينما لو أن الأم عملت على الغيبة والأعمال السيئة وكانت حاملاً بجنينها فذلك سينعكس على سلوك الجنين، وهذا الأخير كورقة بيضاء يكتب عليها ويتلقى ويتقبل كل ما فعلته الأم أي كل ما يلقى في صفحة ذهنه، يأخذ ويأخذ وحينما يخرج الدنيا يطبقه في المجتمع من غير أي مراعاة لأنه نشأ على ذلك، وهذا ثبت في الروايات والكتب العلمية اي ان الجنين يتأثر بما تفعله والدته ويخزنه في ذهنه».
وأشار العيسى إلى ان «الغيبة من قبل الأم للناس تجعل من جنينها يتغذى من اللحم الجيفة، اللحم الحرام ما ينعكس سلباً على الجنين الذي يتغذى من الحرام، كما للأب دوره الأساسي في توجيه اطفاله، فحينما يولد الطفل على الأب ان يربيه تربية صالحة منذ نعومة أظفاره، أولاً التربية الإيمانية بحيث يحدثه عن التوحيد وعن أصول الدين وفروعه وأسماء المعصومين، وتحدثه عن رسول الله وأهل بيته وأصحابه، فيقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «علموا أولادكم على حب علي بن ابي طالب»، وحدثوه عن الرسول وعن فضل أمير المؤمنين وأهل بيت الرسول في انقاذ الإسلام، وعليه ان يجلس مع ولده أكثر من مرة ويعلمه ويتواصل معه في التربية وتوصيل المعلومة الصالحة لكونه قد يخرج من المنزل ويعاشر أجواء مختلفة، لذلك لا بد من مجالسته وإرشاده وتعليمه وتكرر عليه اكثر من مرة، ومن ثم يربيه تربية اجتماعية أي تربية معاصرة ولا يسمح له ان ينزوي، ويتركه منفتحاً على طبيعته وألا يستوحش من الناس حتى لا يبتعد عنهم، وعليه ان يعلمه كيفية احترام الآخرين، وحينما يتلقى الطفل هذه التوجيهات تكبر معه وستجني الأسرة الثمر».
وذكر ان الإمام الحسين لم يُرجع علي الأكبر ولم يبعده عن المعركة بل شجعه على النزول إلى الميدان، فقد أخذ بيد علي وتنقل به بين أهل بيته طالباً منهم ان يودعوا ولده، وطلبت منه والدته ان يستشهد ويبيض وجهها عند فاطمة الزهراء، وبعد ذلك نزل علي إلى المعركة.
وأضاف العيسى، «يذكر ان الأعداء حينما شاهدوا علي الأكبر سألوا من هذا الغلام الجميل والصغير فرد عليهم: «أنا علي بن الحسين بن علي، نحن بيت الله أولاد النبي أضربكم بالسيف حتى ينتمي، ضرب غلام هاشمي عربي»، صال وجال ووالده الإمام الحسين يشاهد ولده كيف يقاتل. خافت الأم ليلى ألا تراه فطلب منها الحسين أن تدخل خيمتها وتنشر شعرها وترفع يديها إلى السماء وتسأل الله ان يرد عليهم ولدهم كي تراه خاصة أنه الأكثر شبهاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا كلما اشتاقوا إلى الرسول نظروا اليه، وبالفعل هذا ما حدث، فقد عاد علي من المعركة متعافياً سليماً يحمل رأس بكر بن غانم، قائلاً يا أبي صيد الملوك أرانب وثعالب، وإذا برزت فصيدي الأبطال، عندها سأله الحسين ماذا تريد، فطلب الماء بسبب الشمس ولميدان والعطش... إلا أن الماء ليس متوافراً، فعاود الإمام الطلب من ولده ان ينزل إلى الميدان وقبل ذلك أن يذهب إلى والدته لتضمه راجياً ان يسقيه جده رسول الله بكأسه، وخرج علي إلى المعركة وقاتلهم قتالاً عظيماً حتى سقط شهيدا.