كعادته، منذ أكثر من ألف عام، يشهد الجامع الأزهر، في قلب القاهرة التاريخية، في أيام وليالي شهر رمضان الكريم، حضوراً كبيراً في أعداد المصلين من جنسيات مختلفة، من شتى بقاع الأرض، خصوصاً من الدارسين في كليات ومعاهد جامعته.
وفي حالة خاصة في الجامع الأزهر، تتزين منطقة «الصحن» والأروقة حولها بمائدة إفطار كبيرة، يحضرها من 3 إلى 5 آلاف طالب من المبتعثين يومياً، يصلون المغرب، ثم يفطرون، ثم يصلون العشاء وصلاة التراويح، في جو روحاني بديع، ترتفع فيه أكف الدعاء بصلاح الأحوال والبلاد والعباد.
ومائدة إفطار رمضان اليومية والعامرة والمنظمة بدقة، والتي تتزين بوجوه الآلاف من الطلبة الوافدين والمصريين المغتربين وتشهد حضور قيادات الأزهر الشريف، مهداة من بيت الزكاة والصدقات التابع لمشيخة الأزهر.
والجامع الأزهر، شُيد على يد جوهر الصقلي، قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هجرية، 4 أبريل من العام 970، وبعد عام من تأسيس مدينة القاهرة العاصمة، واستغرق البناء نحو 27 شهراً، وافتتح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361 هجرية، الموافق 21 يونيو من العام 972، وكان النواة الأولى بأروقته وأعمدته لجامعة الأزهر.