ومضات

دعيج الصباح... إلى رحمة الله ورضوانه

16 فبراير 2025 10:00 م

في الأيام القليلة الماضية فقدنا الأخ والصديق الغالي الشيخ دعيج إبراهيم الدعيج الصباح، الذي رحل عنا من الدار الفانية إلى الدار الباقية، رحل عنا دون سابق إنذار، رحل عنا دون مقدمات، رحل عنا وهو لا يزال في أول عمره وفي عنفوان شبابه وفي فاتحة حياته، ولكن تلك أقدار الله ولا نقول إلا ما يرضي الله، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميتٌ، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واحبب من شئت فإنك مفارقه)!

إنّ فراق الأحبة وغيابهم عنا ورحيلهم عن دنيانا من دواعي الأسى والألم والحزن، ولكن عزاءنا أنهم رحلوا إلى أكرم الأكرمين ووفدوا عند أرحم الراحمين!

فهم إن شاء الله في مكانٍ أمين وحرزٍ حصين وهذا ظننا برب العالمين.

ما أصدق قول الشاعر الذي يعبر عن شعور مرارة الفقد بقوله:

وما حُب الديارِ بنا ولكن

أمرّ العيشِ فِرقةُ من هوينا!

فمرارة الفقد مؤلمة وتكبر كل يوم في نفس الإنسان وتعتصر قلبه وتخنق روحه وتؤجج نيران الوله والشوق للراحل!

أقول: الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، الحمد لله أننا نؤمن بالقدر خيره وشره، نؤمن أنه بعد الحياة موت وبعد الموت جزاء وقدوم إلى خالق الأرض والسماء، الذي يرحم عباده ويكرمهم بالجنة دار السعادة والهناء.

لقد كان الفقيد، رحمه الله، نموذجاً للإنسان الخلوق النبيل الأصيل، طيب المعشر، نقي الجوهر، نظيف المخبر، حسن التعامل، لين العريكة، دمث السجايا، جميل الأقوال والأفعال، هادئ الطبع، هيناً ليناً سهلاً، محباً للجميع.

عن أنس، رضي الله عنه، قال: (مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت، فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض).

وأنا أشهد له بالخير والخيرية كما غيري الكثير ممن يعرف الراحل الغالي.

ستظل ذكراك عالقة في نفوسنا وأرواحنا وقلوبنا...

إنني في هذا المصاب الأليم، أتضرع إلى الله العلي القدير أن يغفر له مغفرةً واسعة، وأن يرحمه رحمةً تغنيه عن رحمة من سواه.

‏اللهم اجعل قبره نوراً وفسحةً وسروراً، وافتح له أبواب الجنة من كل اتجاه.

‏اللهم اجعل حسناته شفيعةً له، وسيئاته مغفورةً برحمتك الواسعة.

‏اللهم أسكنه الفردوس الأعلى في أعلى عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً.

‏اللهم ألهم والده الشيخ الدكتور إبراهيم الدعيج، وذويه الصبر والسلوان، وأجزل لهم الأجر، وعوّضهم خيراً في فقدهم هذا الرجل الكريم.

‏«إنّا لله وإنّا إليه راجعون».