رأي قلمي

مبرووك يا بنت مساعد...!

15 فبراير 2025 10:00 م

قد تكون المقدمة مختلفة في هذا المقال؛ وذلك لفيض المشاعر التي لا نستطيع أن نخفيها أو نتجاهلها، فنرجو المعذرة.

«موضي» الطفلة التي نشأت في بيئة متمسكة بقيمها ومعاييرها الأخلاقية، محبوبة، متفاعلة مع أعضاء أسرتها، بارة بوالديها، ودودة، حنونة، صريحة، مسؤولة، تقدر معنى الأخوة، تراعي ظروف من يقصدها، تساند من يحتاج إليها. قد يجف حبر القلم ومناقب «موضي» لا تنتهي. وها هي «موضي بنت مساعد» كبرت وزادت فضائلها ومناقبها، وأصبحت أجمل عروسة في عام 2025، أسأل الله أن يسعدها ويزيدها من فضله وكرمه، ويعطيها حتى يرضيها.

التوقيع: عمتك/ منى فهد الوهيب.

قد ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: «لا تكونوا إمعّة تقولون: إنّ أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم؛ إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا». إنّ الإمعة هو فاقد الرأي والموقف الخاص، فهو يقول لكل شخص: «أنا معك».

كل إنسان يعيش وفق قواعد المجتمع الذي يحيا فيه، ووفق آدابه وتقاليده، ولكن هذا لا يجبره أن يكون إمعة، بل عليه أن يبلور رؤيته الشخصية. إنّ الرؤية الشخصية هي مفتاح مهم لتحمل المسؤوليات في الحاضر والمستقبل؛ لأنها تعني أن الشخص يعرف بعمق ما الذي يجب فعله، وما الذي يجب تركه والابتعاد عنه، ويعرف بعمق أولوياته، ويعرف المعوقات التي تحول دون تحقيق تلك المهمة.

إن الرؤية الشخصية المتألقة تشكل حافزاً دائماً على العمل والحركة والمبادرة، لذلك معظم الخاملين ضعيفي الإنتاجية، هم من الناس الذين لم يشقوا طريقهم الخاص في الحياة، ولا يعرفون مسؤولياتهم الأخلاقية والاجتماعية.

كل رؤية شخصية تحتاج إلى أن تشتمل على رؤية نقدية للأوضاع السائدة، فالرؤية النقدية تحمي وَعْيَنا من الاندماج، وتساعد على تحقيق درجة من الاستقلال الفكري عن الوسط الذي نعيش فيه.

لكل من لم يبلور رؤيته الشخصية، ويعيش دور الإمعة، لا تقل فاتني الكثير، بل استغل واقتنص فرصة قدوم أفضل شهر في السنة، شهر رمضان، شهر الخير والبركات، فهو الأرض الخصبة التي تعينك على تكوين وبلورة رؤيتك الشخصية، وتشق طريقك الخاص في الحياة، وتعرف مسؤولياتك الأخلاقية والاجتماعية، وتكون عنصراً فعّالاً في المجتمع، فلا تستهن أو تتكاسل، رمضان فرصة لا تعوض.

[email protected]

mona_alwohaib@