إطلالة

الصهيو- ترامبية لتهجير «الغزاوية»

5 فبراير 2025 10:00 م

بين فينة وأخرى، يكرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصريحاته العنترية بأن الأردن ومصر سيستقبلان سكان غزة، بعد أن اقترح خطة لنقل سكان غزة إلى هاتين الدولتين استكمالاً لمقترح قديم ولكن تم تجديده أخيراً من شأنه تهجير سكان القطاع وتطهيره بالكامل والاستيلاء عليه، وقوله انه يريد امتلاك غزة وتحويلها «ريفييرا الشرق الأوسط» على غرار الريفييرا في جنوب فرنسا، إلا أن اقتراح ترامب لقي رفضاً دولياً قاطعاً، فيما ترى أوساط مقربة من هذه الأحداث الجارية أن وجود مثل هذه المخططات المشبوهة والتعاطي معها بمرونة يشكّل خيانة عظمى للقضية الفلسطينية ولدماء الشعب الفلسطيني الذي ضحى بحياته من أجل تحرير أرضه من المحتل حتى يشهد قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وبالرغم من الضغوط الأميركية لهذه المشاريع المشبوهة إلا أن حركة حماس لم تستسلم لهذه الالاعيب التي بباطنها حلول ترقيعية وظاهرها الاستيطان.

وبدورها، حذّرت «حماس» في بيانها الأخير من أي حلول تمس بالحدود المعترف بها دولياً وتعتبرها مرفوضة جملة وتفصيلاً، فلن تسمح بتمريرها على حساب كفاح ونضال الشعب الفلسطيني وبثوابته الصلبة ضد العدو الصهيوني .

وقالت في بيانها: قامت «حماس» على إجبار العدو الصهيوني على وقف العدوان على غزة وإجباره أيضاً على نجاح صفقة تبادل الأسرى في الاونة الأخيرة وفرض هيبتها وقوتها على العدو رغم دعم الولايات المتحدة الأميركية له.

وعلى الرغم من الرفض الواسع من كلا البلدين مصر والأردن لأي مخطط تهجيري للفلسطينيين وتأكيدهما لرفض خطة تهجير الفلسطينيين، معتبرين أن ترحيلهم من اراضيهم هو ظلم لا يمكن أن يشاركا فيه إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نراه متمسكاً بمقترح نقل سكان غزة وبقية الفلسطينيين إلى دول مجاورة، و«الإستيلاء» على غزة.

ان مقترح الرئيس الاميركي دونالد ترامب، عن التهجير الجماعي قد رفضته دول عربية وأجنبية عدة باعتباره مقدمة لتطبيق سريان خطة إسرائيلية قديمة للتهجير والتخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين إلى خارج القطاع، وبالتالي أكد معظم الدول المتعاونة مع القضية الفلسطينية بأن لا حل مناسباً للدولتين إلا من خلال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كاملاً بما يسمح للغزاويين بالعودة الى منازلهم أولا ثم ادخال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة بشكل مستدام وضرورة السعي الى إقامة الدولة الفلسطينيية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفق ما جاء بالحقوق التاريخية. في حين أن هناك تعهدات أميركية لاسرائيل بتعطيل مشروع إعادة إعمار مناطق شمال غزة، وكذلك تأخير عملية ادخال المنازل الجاهزة إلى مناطق الشمال والسبب أصبح معروفاً وهو بهدف دفع الفلسطينيين الى الهجرة من القطاع، إلا أن من الملاحظ أن الأردن رد على تصريحات الرئيس دونالد ترامب قائلاً: إن الاردن للاردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، لذلك رفض الاردن تصريحات ترامب بنقل الفلسطينيين خارج أرضهم، مؤكداً أن اولوياته هي تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.

وعندما سألته إحدى الصحافيات هل يمكن أن يأخذ الاردن ومصر هؤلاء الفلسطينيين وهي فكرة رفضاها، أجاب ترامب: اعتقد ان الاردن سيستقبل أناساً من فلسطين -غزة، وأعتقد أن مصر كذلك رغم انني سمعت بأنهما لن يستقبلا سكاناً من غزة ولكنني أعتقد أنهما سيفعلان، مؤكداً أنه على ثقة من أنهما سيفعلان ذلك!

وفي لقاء صحافي آخر بيّن الرئيس ترامب مخاوفه بشأن حجم إسرائيل الصغير جغرافياً، وعندما سُئل، هل سيدعم ترامب ضم إسرائيل لاجزاء من الضفة الغربية؟ رفض الرد على ذلك ولكنه أجاب أن اسرائيل بلد صغير من ناحية الاراضي، وضرب مثلاً بالقلم الجميل وسط سطح مكتبه الذي شبهه بمساحة الشرق الأوسط ورأس القلم هو إسرائيل.

وقال: هذا ليس جيداً... صحيح؟ إذاً هناك فارق كبير بينهما، وقد استخدم ترامب هذا التشبيه وهو تشبيه دقيق للغاية حيث اضاف عن اسرائيل بأنها أرض صغيرة للغاية ومن المذهل قدرتهم ما فعلوه لحد الآن، فهناك الكثير من القوة الفكرية الجيدة والذكية ولكنها دولة صغيرة لا شك في ذلك.

نلاحظ أن هناك مخططاً أميركياً يتضمن تصورات ومشروعات أمنية واسعة وستكون بدعم وتمويل أميركي تتعلق بالمنطقة العازلة الدائمة بين مستوطنات غلاف غزة والقطاع وذلك لضمان عدم تمثيل القطاع لأي تهديد مستقبلي للعدو الاسرائيلي، فيما عاد الى شمال غزة عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين وعددهم أكثر من 500 ألف فلسطيني عبر شارع الرشيد وصلاح الدين، بينما تواصل قوات الاحتلال عملياتها في تدمير البنية التحتية والمنشآت والمنازل الواقعة في مدينة ومخيم جنين وطولكرم وشمال الضفة الغربية المحتلة في إطار عملية السور الحديدي بعد حصولها على دعم لا محدود من الإدارة الأميركية الجديدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية الجديد ماركو روبيو، في حين هناك خطة أخرى مطروحة وملفها على طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل 100 ألف من سكان غزة الى دولة ألبانيا كونها واحدة من أفقر البلدان في اوروبا وتحتاج الى توطين العمالة وستكون من السهل بتقديم حوافز ودعم كبير من أجل الموافقة على بقائهم هناك، إلا أن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، قد نفى بهذا التوجه نفياً قاطعاً.

فما يحدث من مناورات جانبية عبارة عن أحلام صهيونية - ترامبية، لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ويجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو أن يدركا خطورة ما يفعلانه من خطة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ففكرة توطين الغزاويين في دول أخرى هو عمل لا يتوافق مع القرارات الدولية وفيه ظلم وخيانة لا يمكن أن تشارك فيه أي دولة عربية أو أجنبية، وبالتالي ان كان هناك أطراف يريدون استمرار وقف إطلاق النار بين الطرفين، فيجب عليهم بحث المستقبل السياسي لغزة أولاً ورفض أي مخطط مبني على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وذلك لنجاح مسار الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولكل حادث حديث،،،

[email protected]