«Fm 97.5»، و«Am 540»، و«القناة الشعبية» من القنوات التي مازالت تبشر بأن الكويت لا زالت بخير ويوجد فيها ناس مبدعون، وهذه ظاهرة يجب أن تدرس جيداً إذ كيف يوجد شيء بهذه الجودة ولا يزال متواجداً في الكويت؟ فهذا أمر غريب بلا شك! طبعاً أنا مصدوم لأن أغلب هذه القنوات مازالت حكومية.
يا للمتعة عندما استغني عن الاشرطة التي لديّ كي لا يفوتني برنامج أحمد بن محارب بلهجته الغليظة التي ترجعني إلى الماضي بكل أريحية، وأخرج من برنامجه باستفادة تاريخية وثقافية قلما أجدها في اغلب السخافات التي أشاهدها في التلفاز، ولا أنتهي من هذا البرنامج الشيق حتى يخرج برنامج جهينة من القمقم وتنهال عليّ المعلومات اللطيفة التي يسردها أحمد سالم كما كان منذ أعوام وفي البرنامج نفسه، ويا فرحتي عندما أسمع الجملة «وعند جهينة الخبر اليقين» أنا أشهد أن عندكم الخبر اللذيذ أيضاً. وبعد أن تتم تغذية مخك بالمعلومات الجميلة حتى تحول إلى «القناة الشعبية» وتريح بالك على سمع الأغاني الكويتية الهادئة والأصيلة ويخيل لك أنك على سنبوك وحضرتك نواخذه محتسباً سيارتك سفينة فعلية إلى أن تصل إلى بيتك الكئيب وتأتيك البلاوي من حيث لا تعلم، وتفتح التلفاز حتى تنصرع من «الملاقة» فتخلد إلى النوم وتنتظر بفارغ الصبر للخروج إلى «سنبوكك» وتشّغل الراديو ليخرج عليك صلاح الراشد وينورك بما استجد به العلم، ويعطيك بعض التفاؤل فتفرح وتتمطرح وتسعد في يومك. أتمنى ألا يتم تلويث مسامعنا كما تم تلويث بصرنا من القنوات التلفزيونية.
وسألني الكثير لماذا توقفت فجأة عن الكتابة وكان الرد هو نفسه: لنتانة الأوضاع!
مبارك الهزاع
كاتب كويتي
[email protected]