تركي العازمي / حول القيادة عند المعطش...!

1 يناير 1970 04:51 ص
سعد المعطش أخ حبيب يجمع في كل يوم ثلاثاء نخبة من الأحبة مختلفي الموارد فنستقي من الأحبة ما قد يكون في حاجة إلى عمل «تحديث/ تنشيط Refresh» فكسب المعرفة لا يتوقف عند حد.

في يوم الثلاثاء الموافق 2 مارس تحدثنا عن جزئية الاختلاف في نوعية البحث وطريقته بالنسبة إلى المتغيرات المرتبطة بالسلوك من جانب اجتماعي، وبعد أن «ركدت» حركة الحوار جلست بين أحبتي الدكتور مطر الشلاحي، الدكتور مبارك الذروة، والدكتور عبداللطيف الصريخ وأخذ النقاش حول جانبين أو مدرستين للبحث العلمي حول القيادة، وهي بطبيعتها ناتجة عن سلوك تحركه المعنويات والتركيبة الثقافية للقائد، وما كان المجال مفتوحاً لبسط وقائع نحن في حاجة إلى فهمها لمعرفة أي سلوك نحن نعيش أجواءه في منظوماتنا الإدارية خصوصا في القطاع الخاص.

في الافتراضات البحثية الفلسفية في ما يخص نظرية المعرفة يقول لي آند لينجز إنها تتبع الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة) وهو ما أكد عليه بيرل آند مورغان في انها مواقع تبحث فيما كانت المعرفة شيئا يمكن اكتسابه، أو شيئا يجب معايشته بشكل شخصي، وهي نوعان في المنهجية إما أن تكون «Objective موضوعية/غير ذاتية» غير متأثرة بالأحاسيس أو الأفكار الشخصية عند الاعتبار وعرض الحقائق، والنوع الآخر «Subjective غير موضوعية/ ذاتية» متأثرة بالأحاسيس والأذواق والأفكار الشخصية، وقد أكد وفق هذا العرض أن دراسات القيادة متصلة بالمنهجية غير الموضوعية لتأثرها بالأحاسيس والأذواق والأفكار الشخصية، فدراسة أنماط القيادة وتطبيق نظرياتها ونماذجها تعتمد على المحاورة من خلال مقابلات نوعية/كيفية لا كمية كما هو حاصل في الدراسات السابقة لمؤثرات الثقافة على الأسلوب القيادي، حتى من تزبرج أحد الباحثين في علوم القيادة في العصر الحالي أكد على وجوب الاختيار لنوعية القائد المراد تسليمه مهام القيادة، فالمسؤول عن حقل إعلامي يختبر وفق نموذج معين، والمسؤول عن توظيف الموارد البشرية له سمات خاصة، والمسؤول عن حقل فني كذلك الأمر له نصيبه... وهلم جرا!

القصد أن البحث النوعي يكتشف الجوانب الخاصة في أحاسيس القياديين وأخطرها نظرية القيادة المعنوية والاخلاقية التي كشفت لنا الأزمة العالمية الستار عن ما كان يتبعه محترفون في قطاع المال الذين يعتبرون من أكثر المجالات التزاماً بأخلاقيات وثوابت معنوية صعب كسرها... وهنا بدأ التحول في البحث والدراسات!

يقول لي بعض الحاضرين: هذا صعب الوصول إليه؟ وردي كان صعب اختصاره في ديوانية لأن الحديث عنه يطول ولكن نورد بإيجاز أن الباحث لديه تصور كامل حول مفاهيم القيادة والمؤثرات عليها من الناحية الفرضية الملزمة قبل البداية في البحث ولهذا تكون الأسئلة متشعبة تدور حول جزئيات تدل على وضع القائد، وتحت أي نظرية هو متبع في سلوكه القيادي، وتحدد على ضوئها أشكالاً وعبارات معينة تحضرها الإجابة عن الأسئلة والأسئلة الفرعية!

من المؤكد ان الأمر في غاية الصعوبة خلاف ما هو متبع من استبيان وبرنامج كمبيوتر يحلل الإجابات... إننا نبحث في معرفة اختزلتها النفس البشرية من واقع التجربة ومن غير التحاور لا يمكن الوصول إلى المسببات والدوافع التي أدت بالقائد لاتباع نمط محدد وأثره على المنشأة... وغير ذلك!

باختصار شديد، ماذا تريد الكويت في المرحلة الحالية، وهل القيادة المعنوية متأثرة بالثقافة السارية في منشأتنا، وكيف يمكن القضاء على المسببات للسلبيات... من الصعب اختصار ما ورد في عشرات الصفحات في مقال واحد ولكن لننتظر ونتعلم من إخواننا فقد كان يوما ولا بالأحلام، ويبقى الرد النهائي عندما ننتهي من البحث... والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]