«أتطلع لاستكشاف تراثها الثقافي ومشاركة هذا التراث مع بلادي»

سفير التشيك لـ«الراي»: الكويت وجهة ملهمة تنبض بالتاريخ والثقافة

4 ديسمبر 2024 10:00 م

- 3 رحلات أسبوعية لـ«الجزيرة» إلى براغ سهّلت الزيارة على السياح الكويتيين
- العام المقبل سيشهد مرور 60 عاماً على افتتاح السفارة التشيكوسلوفاكية في الكويت
- خلال الغزو العراقي تم نشر 200 جندي من الوحدة الكيميائية التشيكوسلوفاكية لمساعدة الكويت
- يعرف الكويتيون العلامات التجارية التشيكية مثل سكودا ولازفيت «الثريا الكبيرة» في العاصمة مول
- فخور بأن شركتنا «DEKONTA» تساعد في معالجة التربة الملوثة في حقول النفط الكويتية
- جمهورية التشيك تقليدياً واحدة من أكثر الدول الصناعية داخل الاتحاد الأوروبي
- اتفاقية ثنائية للتعاون الاقتصادي والفني ولجنة حكومية مشتركة تجتمع بانتظام
- لدينا حالياً ثلاثة طلاب يدرسون اللغة العربية في جامعة الكويت

كشف سفير جمهورية التشيك لدى الكويت، يوراي خميل، جوانب مثيرة ومهمة حول العلاقات الثنائية بين الكويت والتشيك، مبدياً حبه العميق للكويت، على الرغم من قصر فترة وجوده فيها، واصفاً الكويت بأنها وجهة ملهمة وتنبض بالتاريخ والثقافة.

وقال السفير خميل، في لقاء خاص مع «الراي»، إنه لم يكن يتوقع أن يحب الكويت بهذه السرعة، «فقد زرتها للمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً، وكانت تجربة قصيرة، لكن منذ ذلك الحين رغبت بالعودة لفترة أطول، بسبب الهالة المشعة التي شعرت بها آنذاك، ويمكنني أن أشعر بها كل يوم الآن. فاليوم، أستمتع بالمشي على شواطئها، وزيارة متاحفها، والاستمتاع بطقسها الحار الذي أراه مثالياً»، معرباً عن تطلعه لاستكشاف التراث الثقافي الكويتي ومشاركة هذا التراث مع جمهورية التشيك.

وتحدث بإسهاب عن العلاقات بين بلاده والكويت في مختلف المجالات، وآفاق تعزيز العلاقات بين الشعبين، وزيادة حجم التجارة الثنائية والسياحة. كما وصف ببلاغة العديد من تجارب السفر والسياحة المذهلة التي تنتظر زوار التشيك، ودعا الجميع لزيارة بلاده.

200 جندي

وقال السفير «أستطيع أن أقول بفخر إن العلاقات التشيكية الكويتية تستند إلى أسس متينة بدأت منذ عام 1961، وسيصادف العام المقبل مرور 60 عاماً على افتتاح السفارة التشيكوسلوفاكية في الكويت، وقد شهدت علاقات سياسية قوية وودية خاصة، خلال بين الفترة 1990 و1991، عندما تم نشر 200 جندي من الوحدة الكيميائية التشيكوسلوفاكية هنا لمساعدة الكويت ضد الغزو العراقي». وأضاف«زار وزير خارجية جمهورية التشيك دولة الكويت العام الماضي، وأجرى مناقشات رفيعة المستوى، كما أن هناك زيارات متبادلة رفيعة المستوى أخرى قيد الإعداد».

وبيّن أنه «عند الحديث عن الطبيعة وأسلوب الحياة، يمكن العثور على كل شيء تقريباً في جمهورية التشيك، بدءاً بالطبيعة البرية بما في ذلك مستنقعات الخث في منتزه شومافا الوطني في جنوب البلاد، إلى منحدرات التزلج في جميع أنحاء جمهورية التشيك. كما يمكن للسياح الذهاب لصيد الأسماك في الأنهار والجداول وبرك الأسماك، أو تسلق الجبال أو ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة أو التزلج»، لافتاً إلى أنه «هناك شيئاً مثيراً للاهتمام حول شعب التشيك، الذي يعتبر من عشاق قطف الفطر، فإذا لم تكن من محبي الفطر، فيمكنك التجول في أعماق الغابات أو استئجار قارب والذهاب للإبحار».

كل شيء

وتابع خميل «في حال لم تكن من محبي الطبيعة، وتفضل زيارة بعض المواقع الصناعية، فجمهورية التشيك هي الدولة الأكثر صناعة في أوروبا الوسطى، فتاريخ تعدين الفحم في جمهورية التشيك غني حقاً، ومعظمه حول مدينة موست، وفي ثالث أكبر مدينة في البلاد وهي أوسترافا. كما يمكنك أيضاً الاختباء في ظلال العديد من المدن والبلدات، واستكشاف شوارعها التاريخية الصغيرة ومجموعة واسعة من المتاحف من جميع الأنواع أو زيارة أحد المهرجانات الموسيقية أو المعارض الفنية العديدة»، مشيراً إلى أن «بعض أشهر الملحنين والكتاب ولدوا في التشيك، ومنهم بيدريش سميتانا، فرانز كافكا. فلدينا في التشيك حقاً كل شيء، كل شيء، باستثناء البحر والصحراء، لكن لدينا بعض الكثبان الرملية».

كعكة العسل

وأشار السفير، في معرض حديثه عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إلى أنه «من الناحية الاقتصادية، قد يعرف الكويتيون العلامات التجارية التشيكية مثل سكودا، ولازفيت - الثريا الكبيرة في مجمع العاصمة مول، التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها الأكبر في العالم. وفي رأيي، هي أيضاً الأجمل، وهي من صنع لازفيت. وإذا كان عليّ أن أذكر منتجاً تشيكياً آخر شائعاً، فسيكون مارلينكا، كعكة العسل التقليدية».

وأضاف «أنا سعيد لأن علاقاتنا التجارية تطورت بشكل ديناميكي. فقد شهد حجم تجارتنا ارتفاعاً خلال السنوات القليلة الماضية. وخلال النصف الأول من هذا العام وصل حجم التبادل التجاري الثنائي بالفعل إلى قيمة عام 2023، ومن المرجح أن يتضاعف بحلول نهاية هذا العام».

وتابع «يسعدني أن أرى أن سيارات سكودا المصنوعة في التشيك، أصبحت أكثر وأكثر شعبية، ففي نوفمبر الماضي، افتتحت شركة (سكودا أوتو) صالة عرض رقمية بالكامل في الكويت، والحقيقة غير المعروفة هي أن هناك سيارة تشيكية أخرى في السوق، وهي هيونداي توسان، ولكن قد تسأل كيف تكون السيارة الكورية تشيكية، لأنها تُصنع في بلدي. كما أنني فخور بأن شركتنا التشيكية DEKONTA تساعد في معالجة التربة الملوثة في حقول النفط بشكل فعال، كجزء من مشروع KERP-UNDP التابع لشركة نفط الكويت».

استثمارات

وبالتطرق إلى الاستثمارات في بلاده، قال خميل:«لدينا الكثير من الاستثمارات الكويتية الخاصة، على سبيل المثال في العقارات في براغ، أو في مناطق السبا، حيث توافر جمهورية التشيك مساحات خضراء رائعة وغابات وجبال ومدن تاريخية وموارد طبيعية ومأكولات ممتازة وفرص تسوق، بالإضافة إلى الاستثمارات في العقارات، حيث تقدم جمهورية التشيك مجموعة واسعة من الاستثمارات المثيرة للاهتمام في رأس المال الاستثماري، مع التركيز على التقنيات الجديدة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني والبحث في القطاع الطبي أو قطاع الطاقة».

وأشار إلى أن«جمهورية التشيك تعد تقليدياً واحدة من أكثر الدول الصناعية داخل الاتحاد الأوروبي، ويمثل شعبها المتعلم رابطاً رائعاً للتنمية والاستثمار في المستقبل. كما تشتهر جمهورية التشيك بأنها دولة آمنة ومستقرة للغاية تقدم فرصاً ومناخاً جذاباً للاستثمار والأعمال. كما أن بلدينا لديهما معاهدة استثمار ثنائية، وهو ما يساعد كثيراً».

تعاون

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال السفير«كما ذكرت سابقاً فإن الزيارات والاجتماعات الرسمية رفيعة المستوى في طور الإعداد، وعلى سبيل المثال، سيتم توقيع اتفاقية ثنائية للتعاون الاقتصادي والفني، تركز على الطاقة والقطاعات المحتملة الأخرى، في أول مناسبة من قبل ممثلي وزارة المالية في الكويت ووزارة الصناعة والتجارة في التشيك. وبناءً على هذه الاتفاقية، سيتم إنشاء لجنة حكومية مشتركة تجتمع بانتظام في براغ والكويت. وستُعقد مشاورات سياسية العام المقبل في براغ. وبناءً على هذا الأساس المتين، أعتقد أنه يمكننا تطوير العلاقات الثنائية القائمة والتعاون الاقتصادي بين بلدينا الصديقين».

وتابع«كما نقدر في مجال التعاون بالتعليم المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الكويتية لدراسة اللغة العربية، ولدينا حالياً ثلاثة طلاب يدرسون اللغة العربية في جامعة الكويت، كما لدينا أيضاً طلاب من الكويت في جامعاتنا».

الرحلات المباشرة

وأعرب خميل عن سعادته لبدء الرحلات الجوية المباشرة لطيران الجزيرة هذا الموسم، لافتاً إلى أن «الرحلات المباشرة، بواقع ثلاث مرات في الأسبوع إلى براغ، التي تستغرق خمس ساعات فقط، سهلت على السياح الكويتيين، وستساهم في تطوير العلاقات بين الناس بشكل أفضل، فضلاً عن فرص التعاون التجاري والاستثماري، خصوصاً إذا كان من الممكن تشغيل هذه الرحلات الجوية المباشرة بين عواصمنا على مدار العام، كما نخطط لدعم هذا من خلال مشروع مستهدف للدبلوماسية الاقتصادية تنظمه وكالة السياحة التشيكية».

أولويات العمل... التعاون في الطاقة والصحة والتعليم

وشدد السفير التشيكي على مجالات الأولوية والتركيز خلال فترة عمله هنا في الكويت، وقال«باختصار، سننظر في تعاون أوثق على المستوى السياسي، والتركيز على التعاون في مجالات الطاقة والصحة والتعليم والدفاع، بما في ذلك قطاعات الأمن السيبراني والزراعة وإدارة النفايات، كما نود أن نرى رحلات مباشرة على مدار العام بين براغ ومدينة الكويت، فضلاً عن المزيد من التبادلات الثقافية المكثفة».

وأشار إلى أن«سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد قد حدد هذه المجالات كأولوية خلال تقديمي أوراق اعتمادي لسموه، ويمكننا أيضاً التعاون في قطاعات الزراعة مع التركيز، على سبيل المثال، على الري وإنتاج المياه الصالحة للشرب وغيرهما».

سفير لخامس مرة

ذكر خميل أن تعيينه سفيراً في الكويت«يمثل المرة الخامسة التي أتولى فيها منصب سفير، كنت في نيجيريا وأستراليا والمجر وسلوفينيا، قبل تعييني في الكويت. وعلى الرغم من هذه الخبرة الواسعة، فإنني فخور جداً بثلاثة مناصب في حياتي المهنية حتى الآن. أولاً كمسؤول الشؤون السياسية خلال عملية الأمم المتحدة في الصومال (يونوصوم 1993-1994)، ثم كوزير للشؤون الأوروبية في حكومة جمهورية التشيك (2009-2010)، وأثناء خدمتي كنائب وزير في وزارة الزراعة (2010-2011)».

معجب بشجاعة البحارة الكويتيين

قال السفير«أود أن أذكر انني درست الدراسات الأفريقية والشرقية، وعلى الرغم من تركيزي الأساسي على الدراسات الأفريقية، فقد تعلمت أيضاً الكثير عن تاريخ وثقافة دول الخليج، وفي ذلك الوقت، كنت معجباً بشجاعة البحارة التجاريين الكويتيين وغواصي اللؤلؤ، ووقعت في حب الماضي الغني للكويت، وبالتعاون مع المؤسسات في الكويت وسفارة الكويت في براغ، أود أن أجعل تاريخ وثقافة الكويت الرائعة أكثر شهرة في جمهورية التشيك».