جمال الغيطاني: أعتبر نفسي روائيا لا كاتب قصة... والكتابة مغامرة

1 يناير 1970 07:09 ص
|القاهرة - من أحمد شوقي|

أعاد الروائي والكاتب الصحافي المصري جمال الغيطاني طرح تساؤل «امبارح راح فين؟».

وهو التساؤل الذي يشغله منذ الطفولة في الندوة التي أقامتها كلية الآداب بجامعة القاهرة - قبل أيام - تحت عنوان «قراءة في دفاتر التدوين... تأويل النص»، وشارك فيها رئيس قسم الفلسفة الناقد الدكتور سعيد توفيق، وأدارها وكيل الكلية الدكتور عصام حمزة الذي سلم الغيطاني درع كلية الآداب.

وقال الغيطاني: «فكرة الزمن هي المحور الأساسي لفهم تكويني الروحي والشخصي، وبيني وبين نفسي أعتبرني روائيا، لا كاتب قصة قصيرة، فقد كانت القصص التي كتبتها مفتاحا للرواية، وأعتبر «دفاتر التدوين» نوعا من محاولة مقاومة الفناء الذي يحدث بواسطة الزمن».

وأضاف: الشكل الكلاسيكي الذي نشأت عليه في الكتابة لم يكن يساعدني على أن أقول ما أريد، لذلك لجأت لشكل يتيح لي أن أكون روائيا عندما أشاء، وفي الوقت نفسه يمكنني من البوح أو التأمل عندما أشاء، وهذا ما توصلت إليه من خلال معايشة النصوص العربية القديمة، فمثلا كتاب «الحيوان» للجاحظ تجد فيه الجاحظ تارة راويا، وأخرى ساردا للشعر وللعبرة وللقصة، وأعتقد أنني نجحت في ذلك من خلال دفاتر التدوين، التي توحي بأنها سيرة ذاتية خاصة بي، وإنما هي ليست كذلك، هي سلسلة من التجارب المستمرة إلى جانب تجارب أخرى.

وأوضح أن مبدأه في السعي هو المغامرة، وأن الكتابة هي هذه المغامرة، وإذا افتقد الإنسان قدرته على المغامرة فمن الأفضل له أن يسكت، وأنه يحمد الله على أنه لايزال متحمسا للمغامرة من أجل تجديد بنية السرد واللغة.

ومن جانبه، أشار الناقد سعيد توفيق إلى أنه عكف على قراءة دفاتر التدوين منذ بداية صدورها العام 1996، وقال: وجدت أن الغيطاني يفتح لنا رؤية جديدة من خلال هذه الدفاتر، رؤية الذات عبر فن أدبي لا هو بالقصة أو الرواية أو أدب الرحلات، وإنما فيه شيء من كل هذا، فهذه الدفاتر قد فتحت عينيَّ على عالم أوحى إليّ الكثير من التأملات على مستوى الدرس الفلسفي والكتابة الإبداعية.

وأضاف: «الغيطاني يقدم نموذجا لممارسة التأويل الفيمنولوجي، حيث هناك مناطق لا يطرقها الدرس العلمي، ولكن يطرقها الأدب والفلسفة، ونص الغيطاني لا يمكن الاقتراب منه عبر المناهج التقليدية التي تتورط في أزمة الشكل وأزمة المنهج، فالغيطاني له طريقة تتمركز فيها الذات على نفسها لتتأمل معاني الوعي التي تنعكس على الذاكرة، ويشغله دائما سؤال الزمن والذاكرة، وهو سؤال محوري في دفاتره».