بعد توقيع مذكرة تفاهم في مسعى لإدراجها على قائمة «يونسكو» للتراث العالمي

فيلكا... الاستثمار في السياحة الثقافية للحفاظ على الإرث التاريخي الضخم

2 سبتمبر 2024 10:00 م

- الجسار: السياحة الثقافية في العالم تشكّل 40 في المئة من الدخل للسياحة عموماً

فيلكا إرث تاريخي ضخم ... والمحافظة عليه تأتي من خلال الاستثمار في السياحة الثقافية.

هذه النقطة التي ركّز عليها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، بعد أيام من توقيع المجلس مع منظمة الصندوق الدولي للمعالم، مذكرة تفاهم في مسعى لإدراج جزيرة فيلكا بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

واعتبر الجسار، خلال حلوله ضيفاً على برنامج «إشراقة كويتية» الذي يُبث على قناة «الأخبار»، أن «فيلكا عنصر فريد من نوعه. فلدينا 5 حضارات مكتشفة حتى الآن فيها، وهذا صعب أن تجده في أي مكان في العالم وكذلك في الخليج»، مشيراً إلى أنه «في الموقع نفسه تجد طبقات من الحضارات، وكلها في مساحة محددة، فحين نطالع المواقع الأثرية في العالم، نرى الحضارة في جهة معينة، والحضارة الثانية في جهة أخرى، ولا تكون مجتمعة. لذلك، هذا الأمر أعطى أهمية لجزيرة فيلكا».

وأضاف الجسار أن «لفيلكا أهميتها أنها في شمال الخليج العربي، وهي كانت سابقاً المدخل إلى بلاد الرافدين، وهي تتصل مع حضارة ماجان في عمان والحضارات التي كانت موجودة في الهند. فهي كانت حلقة الوصل ومركزاً تجارياً».

وأشار الجسار إلى أن «الإنسان سكن فيلكا من أكثر من 4200 سنة إلى العام 1990، ولا توجد دلالة على انقطاع واضح في سكن فيلكا حتى عام 1990، حيث توقفت الساعة بسبب الغزو العراقي الغاشم».

وأردف «إذاً لدينا إرث تاريخي ضخم، كيف أحافظ عليه وكيف أستثمره لما يسمى السياحة الثقافية، والتي تعتبر الآن أهم شيء يمكن أن نركز عليه في الكويت؟»، لافتاً إلى أن «السياحة الثقافية في العالم، تشكّل 40 في المئة من الدخل للسياحة عموماً. ومجال السياحة الثقافية الآن في صعود».

واعتبر الجسار أن «بعض الأشخاص يعتقدون أن عملية التسجيل في التراث العالمي هي عملية جمد الموقع، وهو فهم خاطئ تماماً، لأن مشروط التراث العالمي هو تنمية الموقع والحفاظ عليه وأنك تُظهر لـ(يونسكو) كيفية طريقة إدارتك للموقع المتمثلة بالإدارة الاقتصادية والإدارة الثقافية والإدارة السياحية».

من جانبه، رأى مدير برنامج الاقتصاد الإبداعي، خبير في التراث الثقافي جابر القلاف أن «توقيع الاتفاقية خطوة مهمة جداً لرفع قيمة جزيرة فيلكا على المستوى العالمي. وهذا طبعاً سيجلب الاهتمام الدولي لدولة الكويت وتعزيز مكانة الكويت دولياً، وهو أحد الركائز في رؤية 2035».

العُلا والدرعية

قال الجسار خلال اللقاء «الآن، إذا نظرنا إلى السعودية، ما شاء الله العُلا سجلوها في التراث العالمي وأصبحت مركزاً للسياحة، وكذلك الدرعية»، مشيراً إلى أن «السائح الذي يزور السعودية، في باله منطقتين (الدرعية والعُلا)، لذلك عملية التسجيل مهمة جداً لعملية التنمية السياحية الثقافية، وأيضاً تعطي ضامناً للحفاظ على المواقع في المستقبل».