فيهم المسلم والمسيحي ومنهم البوذي والهندوسي

سحرة عراقيون يطلبون العون من الجن

1 يناير 1970 08:45 ص
| بغداد - من ماجد شاكر(ايلاف) |

مازال استحضار الأرواح والاستعانة بأخيار الجن أو طرد الشرير منه، مفصلا مهما في الحياة العراقية اليومية، لاسيما في الأحياء الشعبية والمدن الدينية. وعلى الرغم من ادعاء مثقفين عراقيين أو متعلمين بأن الظاهرة انحسرت الى حد بعيد لكن البحث في أماكن المدن السرية، وخلف كواليسها يكشف حجم هذا العالم المختبئ خلف جدران الحارات حيث يمارس السحر وتباع الشعوذة باستحضار الأرواح واستدعاء الجن «الخيّر» لمساعدة الإنسان في حل مشاكله أو طرد الشرير منه من زوايا الأجساد المختبئ فيها.

يقول حميد حسن وهو رجل معمم متخصص في استحضار الجن انه عالم قائم بذاته وله قانون يحكمه، مضيفاً «لا يمكن للجميع إدراك هذه الكائنات العاقلة التي تعيش معنا، إلا من أعطاه الله القدرة على ذلك... اننا نشاهدهم يتناكحون ويتوالدون يموتون ويشربون».

ويروي حسن تجربة البداية مع الجن بالقول «رأيت الجن للمرة الأولى بحضور أقرباء لي، وكانت قدرة ربانية، لكن من حولي انفضوا بسرعة لانهم خافوا مما حدث لي حين بدأت اصرخ وخرج الزبد من فمي، لكن الجن ناولني كأس ماء، لأجد الجميع باهتا مما حدث لي ثم اقتربوا مني بهدوء وأدركوا مغزى ما حدث»، مردفاً «الجميع يعرف قدراتي في معالجة مرضى يتلبسهم الجن ولي نجاحات عديدة يعرفها أهل المدينة». وبحسب الشيخ حميد فإن «هناك أماكن في مدن دينية عراقية بمثابة مدارس تعلم استحضار الجن بأنواعه مثل المرد والشيطان والعفريت والطنطل والغيلان والسعالي».

أما رعد الزيباري الطالب في إحدى المدارس الدينية في النجف، فيحضر الجن للمساعدة كما يطرد الخبيث منه من المتلبسين به.

يقول الزيباري «لدينا حجة بالدليل والبرهان أن الجن موجود ويتعايش معنا سلبا وإيجابا، ولعل هذه أمور اعتقادية متعلقة بالشريعة والدين، يعرفها من أوتي العلم، مؤكدا «نستعمل مع الجن أسلوب الترهيب والترغيب وقراءة بعض الآيات القرآنية ودائما نركز في دراستنا كيف نخرج هذا الجن من أرواح الناس أو البيوت»، مشيراً إلى أن الجن يركز تواجده في البيوت المهجورة أو التي لم يقرأ فيها القرآن، كما ينتشر في البساتين المتروكة والبيوت المظلمة».

وزاد الزيباري «هناك في المدينة بستان معروف يكثر فيه الجن، وقد استطاع مرات عدة محاورتهم وتبين أنهم من أخيار الجن، ولا ضرر يمكن أن يلحقوه بالبشر، وكان البستان قد شهد أحداثا غريبة منها أن التمر قد أينع فيه من دون تلقيح إضافة الى وجود آثار غير بشرية في الحقل، كما ان صاحب البستان غالبا ما كان يسمع أصواتا غريبة تتعالى في الليل مع هبوب الريح».

ويقول « السحار» محسن سلام الأوسي إن «مهنتي هي اخراج الجن من الأرواح وأنا متمرس في هذا العمل من عقدين»، مضيفاً «غالبا ما يؤدي الجن الشيطاني إلى مشاكل اجتماعية فهو يسعى دائما إلى إلحاق الضرر بالإنسان». ومن امثلة ذلك ما صادفه من حالات تسبب بها الجن، ونجح في علاجها، ومن تلك عوانس حال الجن دون زواجها وأخرى تسعى إلى سحر زوجها بواسطة الجن، وأخرى تركها زوجها بسبب سعي جن شيطاني لتعكير صفو العلاقة بينهما».

ويبدأ الاوسي عمله باستقصاء المعلومات وتدوين الاسم واسم الأم والعمر، بعدها تتم المعالجة في غرفة خاصة لتحضير الجن الذي يبدأ بالاستماع للمشكلة حيث يدرسها ويعطي الحل الأمثل وما يتوجب عمله.

ومن أمثلة الحلول التي يعطيها الجن وأثبتت مصداقيتها أنه أعطى ذات مرة مهلة شهرين لامرأة عانس حتى تتزوج وبالفعل حدث ذلك.

كما استطاع الجن الكشف عن ابن مفقود لامرأة عجوز حيث عاد لها بعد أسبوع بعد أن بحث عنه الجن وأمره بالرجوع إلى أمه.

وبحسب العاملين في تحضير الأرواح فإن الإيمان بعالم الجن واجب، لان الله ذكره في كتابه العزيز.

مهنى البوشي المعتمد من الوقف الشيعي في مرقد الإمام الحمزة بمحافظة بابل يقول إنه يتعايش يوميا مع مرضى يأتون بهم أهلهم إلى المرقد ويبقون بصحبة «الشباك» بدوافع الشفاء، مضيفاً «أكثر المرضى ممن تلبسهم الجن يشكون من الصرع أو الاضطرابات النفسية والعقلية الحادة يأتون إلى المرقد بعدما عجز الأطباء عن شفائهم، فنقوم بربط أيديهم وأرجلهم خوفا على الزائرين من هيجانهم ويبقون فترة زمنية لطرد الجن من أجسادهم ببركات الإمام».

أما سبحان العماري المتخصص في إخراج الجن فقال إن «هناك تزاوجاً بين الجن والإنس، بحسب تجارب عايشها حدثت مع رجال تزوجوا جنيات، أو نساء تزوجن ذكور الجن».

وبحسب العماري فإن «الجني إذا تزوج من انسية فلن يكون هناك حمل، أما إذا تزوج رجل انسي من جنية فسيحدث الإنجاب».

أما المتمرس في اخراج الجن رزاق ناجي - حسب زعمه - فيقول إن «أكثر الناس الذين يتلبسهم الجن ممن تتراوح أعمارهم بين (18-25 عاماً)، كما يتلبس الجن النساء المتبرجات وأيضا الذين ابتعدوا عن ذكر الله».

وبحسب ناجي فان الجن شعوب وقبائل ومذاهب منهم اليهودي والمسلم والنصراني والبوذي والهندوسي والشيعي والسني والعاصي والملحد والكافر.