بعد جلسة القروض واستجواب وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح بدأ الامتحان الحقيقي للنواب في كتلتي الشعبي و«نيو إسلامية»!
في جلسة القروض تفكك الشعبي والإسلامية الأم كذلك بعد تغيير موقف «حدس»، وقد ذكرناها في مواقف عدة فالإسلامية، حتى وإن أجمع نوابها على رأي مخالف لرأي «حدس» فإن رأي «حدس» هو النافذ، وذلك لأنها لا تأخذ رأيها بسرعة وتقرأ مجريات الأمور جيداً وتوازن المعطيات فإن جاءت غير منسجمة مع مصالحها فلا اتفاق ولا هم يحزنون... والـ «الحي يقلب»!
أما كتلة «العمل الشعبي»، فالظاهر أنها أصبحت كفتين في كتلة: مسلم البراك، مرزوق الحبيني، محمد الخليفة، والدكتور حسن جوهر من جهة، وأحمد السعدون وعدنان عبد الصمد وأحمد لاري من الجهة الأخرى، والمنطق يقول إن رأي الغالبية ينبغي الأخذ به، ولكن اختلاف المصالح حال دون ذلك.
كتلة «العمل الشعبي» بعد خروج النائب أحمد الشحومي حفظه الله ورعاه وبارك الله له في «الذود - الحلال» باتت تعاني من حالة انشقاق، فناطقها الرسمي يقول شيئاً، ورأيها في الجلسة شيء آخر!
إن الكتل وبالذات «نيو إسلامية» لديها رؤى معنية وعليها قياس مدى تفاعل الكتل الإسلامية الأخرى، وتحديداً «حدس» وأخذ العبر من الدروس الماضية منذ درس جلسة استجواب الوزير السابق عادل الصبيح، فالدروس برهنت بما لا يدع مجالاً للشك ان «حدس» لها أجندة ومصالح معينة، فإن كان حتى الصالح العام لا يخدم مصالحها، فهي على استعداد بالمشي عكس التيار.
لقد كانت ملامح الانشقاق واضحة بين النواب، وحسناً فعلت الحكومة، عندما لعبت بكل الأوراق المتاحة لخدمة مصلحتها وحماية الوزيرة الصبيح، وهو ما كان يستوجب عليها فعله مع أول استجواب من عمر الحكومة الحالية!
يقول خالد الحربان: «اللي تكسب به إلعب به»، وهذا القول انطبق تماماً على وضع جلسة الاستجواب، ولا نظن أن الاخوة المراقبين للأوضاع بحاجة إلى ذكاء خارق لحل رموز الشيفرة الحكومية والتحركات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية.
نقول: «طقتين بالرأس توجع»، وليحتكم العقلاء منا إلى المواقف في جلستي الاستجواب وشراء المديونيات «القروض» ولا شك ان المستور قد كشف عنه و...!
إن المسألة ليست بحاجة إلى تأشيرة، ولا موضوع إدارياً يحتاج إلى مساعدة، ولا ضائقة مالية بحاجة إلى من يفكها، ولا... ولا...إنها مواقف، والرجال هم الذين يصنعون المواقف ويخطون آثار وقفاتهم بحروف من ذهب، حتى وإن كانت ضد مصالحهم الشخصية.
مشكلتنا الحالية هي خليط من نزوح صفة الشخصانية والمصلحة الذاتية إلى طاولة النقاش، وغياب أجندة وطنية تراعي المصلحة العامة ولا تخاف من شبح الحل أو أي ضغط آخر.
السؤال المطروح للسادة النواب: هل أفكاركم منسجمة مع تطلعات الشارع الكويتي والسواد الأعظم من دون تميز بين فئة أو أخرى؟ وأين أولوياتكم حفظكم الله ورعاكم؟ أما الحكومة فالله يرحم الخطة الخمسية المنسية! والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]