«اكتشاف حقل النوخذة فتح لنا آفاقاً واسعة نعمل على استثمارها»

نواف السعود: الكويت تخطو حثيثاً لإنتاج 4 ملايين برميل نفط بحلول 2035

18 يوليو 2024 10:00 م

- اتفقنا مع أحد العملاء في الصين على تصدير 10 في المئة من إنتاج الكويت على مدى 10 سنوات
- كلفة إنتاج الخام الكويتي أقل من 10 دولارات للبرميل وتُعدّ الأقل عالمياً
- الإنتاج في المكامن البحرية عالمياً يستغرق 7 سنوات لكننا سنبدأ في «النوخذة» بفترة أقل
- أول بئر (أوفشور) لدينا بحاجة إلى بناء منصة وتحديد خطة تطوير مع الأنابيب التي تصل بها من الماء إلى الأرض

تخطو الكويت بإيجابية، في نطاق تنفيذ إستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز قدراتها النفطية حتى بلوغ إنتاج 3.2 مليون برميل يومياً بنهاية 2024، ثم زيادتها إلى 4 ملايين في 2035.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف السعود، أن حقل النوخذة البحري، الذي جرى الكشف عنه الأحد الماضي شرق جزيرة فيلكا، باحتياطي ضخم يقدر بنحو 3.2 مليار برميل نفط مكافئ، «يدعم إستراتيجيتنا لإنتاج 4 ملايين برميل نفط بحلول 2035».

وقال السعود في مقابلة مع محطة الأخبار «CNBC» عربية، أمس، إن «عمليات الإنتاج في المكامن البحرية تتطلب 7 سنوات، لكن نتوقع أن نبدأ الإنتاج في حقل النوخذة خلال فترة أقل من ذلك».

وأضاف أن نقاشات عديدة تدور حول ما اذا كان الطلب على النفط سيكون مستمراً، حتى في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، إلا أن هناك شريحة مهمة تركز على النفط الخام والغاز، لافتاً إلى إبرام اتفاق مع أحد العملاء في الصين لتصدير 10 في المئة من إنتاج الكويت النفطي على مدار فترة تمتد لنحو 10 سنوات، الأمر الذي يعكس استمرار الطلب على النفط.

وقال: «نحن كمزودين آمنين وقليلي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتكلفتنا قليلة، فإننا سنظل من المزودين الرئيسيين، والخير قادم».

وعن كلفة إنتاج برميل النفط الكويتي، قال السعود «انها الأقل عالمياً، إذ تبلغ حاليا أقل من 10 دولارات للبرميل، لقد مّن الله علينا باستخراج النفط من تحت الأرض، عند التدفق المائي الذي يعطي الضغط الطبيعي للمكمن».

اكتشاف ضخم

وبخصوص الكشف النفطي الجديد، قال السعود: «نفخر بالاكتشاف الجديد، وكنا نبحث منذ 6 عقود عن النفط والغاز في المنطقة المغمورة المحاذية للكويت، ومع تطور التقنية وبعد المسح الزلزالي استطعنا تحديد 6 مناطق مبدئياً ضمن 16 منطقة سيتم حفرها في (أوفشور) بالكويت للبحث عن النفط والغاز».

وتابع أن «أول بئر استكشافية تم حفرها من قبل شركة نفط الكويت، هو (النوخذة 1)، وهو اكتشاف ضخم للنفط والغاز، إذ يقدر الإنتاج من الهيدروكربونات بالمكمن بـ 3.2 مليار برميل نفط مكافئ».

وأوضح أن ثلثي الكمية التي سبق الحديث عنها «تمثل نفطاً خفيفاً، إلى جانب الثلث الأخير من الغاز، فيما يعد الغاز والنفط من قليلي H2S والكربون، أي بمواصفات عالمية ممتازة».

البنية التحتية متاحة

وقال: «إذا كان هذا المكمن قريباً من سطح الأرض في الكويت، فإن إنتاجه سيكون خلال في فترة ليست بطويلة، فالبنية التحتية والتحضيرات الأرضية متاحة وجاهزة للعمل، موجودة في الكويت إلا أن أول بئر (أوفشور) لدينا باتت بحاجة إلى بناء منصة وتحديد خطة تطوير مع الأنابيب التي تصل بها من الماء إلى الأرض».

وبين أن الانتاج من مثل اكتشافات إستراتيجية كهذا الاكتشاف تستغرق عالمياً بين 6 إلى 7 سنوات والأمر كذلك في الكويت، إلا أننا نتوقع أن يبدأ الإنتاج منه خلال فترة أقصر من تلك الفترات التي تستغرقها عالمياً.

ولفت إلى أن «هذه البئر تقع في عمق نعتبره ليس كبيراً في الخليج، إذ ان المياه في الخليج بشكل عام تصل أعماقها التقريبية إلى نحو 30 متراً»، منوهاً بأن «الأمر بحاجة إلى العمل بآليات إنتاج متطورة».

وقال السعود: «العمل يسير على قدم وساق، فاكتشاف (النوخذة) أتاح لنا المجال وفتح آفاقاً كبيرة في (الأوفشور)، الذي تبلغ مساحته ثلث مساحة أرض الكويت تقريباً، فإذا كان لدينا كل هذا الخير ولله الحمد في الكويت فهو امتداد طبيعي جيولوجي من تحت الأرض ونتوقع أن يستمر الامتداد في (الأوفشور)».

حقول جديدة

وأفاد بأن البلاد لديها حقل النوخذة وهناك أيضا حقل الجليعة، حيث بدأنا في حفره أواخر السنة الماضية وهو قريب من سطح الأرض، والأدوات التي تم استخدامها في النوخذة انتقلت الآن للتنقيب في الحقل الآخر.

وأشار إلى أن منطقة الأحمدي تقع على مرتفع متميز، حيث لا تحتاج إلى مضخات لضخ النفط إلى الموانئ أو إلى المصافي، ما يعني أن الجيولوجيا في صفنا، لافتاً إلى أن «الأوفشور» سيكون بحاجة إلى معدات أكثر وإلى بنية تحتية جديدة أيضاً.

وبيّن أن التكاليف الرأسمالية لمرة واحدة في البداية، ثم التكاليف التشغيلية التي ستستمر لعقود في المستقبل «لا نتوقع أن تكون مختلفة جذرياً عن الموجود على الأرض، إذ لدينا خبرات كافية في إطار العمل مع الشركاء في الخفجي».

علاقتنا بالزبائن في آسيا تمتد لعقود

قال السعود خلال المقابلة: «بالنسبة إلى زبائننا فهم معنا منذ عقود طويلة، خصوصاً في آسيا وعلاقتنا معهم مستمرة».

وذكر أن «مكتب مؤسسة البترول الكويتية في اليابان مثلاً، تم افتتاحه قبل استقلال الكويت، فعلاقتنا ممتدة طوال نصف قرن، ما يدل على أن تلك العلاقة لا تمثل مزودا لزبون ما فحسب، بل شراكات تنمو وتكبر جنباً إلى جنب».