أعلنت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر عن إطلاق «جمعية السوربون في الكويت»، بحضور الرئيس الفخري للجمعية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ورئيس ومؤسس الجمعية بشاير الماجد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا صادق معرفي، وعدد من السفراء والديبلوماسيين، مع جمع غفير من خريجي الجامعة.
وأكد الناصر أن «هذا الحدث یمثل خطوة مهمة في تعزیز الروابط الأكادیمیة والثقافیة بین الكویت وفرنسا، وكذلك لحظة تاریخیة لجمیع المهتمين بالثقافة والتعلیم الفرنسیین»، معرباً عن تقديره للدكتورة الماجد، على المبادرة، ولكل من ساهم في المشروع، «فتفانیكم وحماسكم جعل هذا الیوم ممكناً، كما أشكر زملاءنا وأصدقاءنا الذین دعموا المبادرة بحماس كبیر».
وأضاف «حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السیاسیة من جامعة بانثیون- سوربون، وأنا متأثر بشكل خاص بإطلاق هذه الجمعیة، فقد كانت مسیرتي الأكادیمیة في فرنسا، منذ الحصول على شهادة لتعلم اللغة الفرنسیة وحتى الدكتوراه، رحلة رائعة، اتصفت بالتمیز الأكادیمي، والدقة الفكریة، والتطوّر الثقافي. والسنوات التي قضيتها في بوردو وبیزانسون وستراسبورغ، وأخیراً في باریس، أتاحت لي تقدیر جمال وحیویة هذه المدن، وكذلك ثراء وتنوّع المشهد الجامعي الفرنسي. فقد أغنت هذه التجارب بعمق رؤیتي، وشكّلت فهمي لفرنسا والعالم، وعزّزت التزامي بالسعي النبیل للمعرفة والحكمة».
وتابع «كانت السوربون، بتراثها الغني والعریق، دائماً منارة للمعرفة والثقافة والتفكیر النقدي»، لافتاً إلى أنه «من خلال تدشین هذه الجمعیة، لا نقوم فقط بخطوة نحو نشر هذه القیم في الكویت، بل نفتح أیضاً الباب لتبادل فكري مثمر وتعاون أكادیمي دینامیكي. فهدفنا هو إنشاء فضاء حیث یمكن للعقول الباحثة أن تلتقي، وتتبادل الأفكار، وتستكشف آفاقاً جدیدة، وستكون (جمعیة السوربون في الكویت) مكاناً للحوار والاكتشاف والتبادل، حیث یمكن لكل عضو أن یثري بمعارفه وخبراته».
جسور للخريجين
بدورها، قالت السفيرة لوفليشر إن المعهد الفرنسي في الكويت والسفارة الفرنسية في الكويت شجّعا هذا النهج، من خلال تحديد وجمع الخريجين من فرنسا في الكويت لسنوات عدة، الذين لديهم جميعاً ذكريات جميلة عن سنوات دراستهم في فرنسا.
وخاطبت الماجد بالقول «أنت ملتزمة جداً بالترويج للكويت دولياً، وكثيراً ما اتخذت مواقف شجاعة في وسائل الإعلام للدفاع عن فرنسا، وأتذكّر جيداً لقاءنا الأول قبل عامين والذي قدمت لي خلاله فكرتك الخاصة بجمعية السوربون، ومن خلال العمل الجاد والمثابرة والقناعة، تمكنتم من الاتحاد وجعلتم إطلاق جمعية السوربون التي تجمعنا اليوم ممكناً».
وتابعت «اسمحوا لي أيضاً أن أعرب عن خالص الامتنان والتقدير لمعالي الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أنتم شخصية سياسية بارزة في الكويت، ووزير الخارجية السابق وضابط وسام جوقة الشرف، أنتم أيضاً محل تقدير كبير في فرنسا، فجان إيف لودريان، حتى هذا اليوم، يشيد بكم».
«انخرطوا في أنشطة الجمعية»
شجّع الشيخ الدكتور أحمد الناصر على الاستفادة الكاملة من جمیع الفرص التي تقدمها «جمعية السوربون في الكويت»، قائلاً «انخرطوا في الأنشطة، وشاركوا في النقاشات، ولا تتردّدوا في تقدیم أفكاركم ومبادراتكم الخاصة. كما قالت ماري كوري، الحائزة جائزتي نوبل وخریجة السوربون: یجب أن نتحلّى بالمثابرة، وقبل كل شيء، الثقة بالنفس... معاً، سنبني بیئة محفزة ومثریة».
دعم كويتي للقِيَم الفرنسية
خاطبت السفيرة لوفليشر الشيخ الدكتور أحمد الناصر بالقول: «أنتم ملتزمون بالفرنكوفونية بشدة، وكذلك والدكم سمو الشيخ ناصر المحمد، درستم في جامعات فرنسية عدة: جامعة بوردو وستراسبورغ وبانتيون السوربون، إن التزامكم الثابت بالعلاقات الفرنسية - الكويتية يشكّل قوة ودعماً قيماً. وعندما طلبت منكم أنا والدكتورة بشاير الماجد أن تصبح الرئيس الفخري لجمعية السوربون، قبلتم بكل حماس، وأود أن أشكركم بحرارة».
رابط أكاديمي وثقافي بين البلدين
قالت مؤسسة الجمعية بشاير الماجد «نبدأ اليوم مبادرة فريدة من نوعها لإقامة رابط أكاديمي وثقافي بين الكويت وفرنسا. هدفنا هو الجمع بين المهنيين من خلفيات ومجالات أكاديمية متنوعة لتعزيز التعاون الدولي. ومن خلال توحيد مهاراتنا، نأمل أن نخلق فرصاً للتقدم العلمي والثقافي والأكاديمي، ومن خلال المؤتمرات وورش العمل والمعارض، سنوفر منصات لتبادل الأفكار وعرض أعمالنا المشتركة».
وأضافت الماجد «ستكون هذه الجمعية نقطة اتصال أساسية لتبادل المعرفة ومشاركتها، فدعونا نتبنّى روح التعاون، فأنا مقتنعة بأن جمعية السوربون ستزدهر كمركز للمعرفة والتقدم».