لا أعذار بعد اليوم (2)

16 مايو 2024 10:00 م

كنت قد كتبت مقالتي السابقة في شأن قبول التوزير قبل ظهور التشكيل الحكومي الجديد، أما الآن وبعد صدور مرسوم التشكيل لا أملك إلا تمني التوفيق لأعضاء الوزارة الجديدة.

وهنا أود أن أخاطب من وضع فيهم سمو الأمير ثقته، وولاهم إدارة شؤون الدولة لتذكيرهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فهذه الوزارة لا تشبه أي وزارة سابقة في تاريخ الكويت، فقد زالت القيود والحواجز والاعتراضات من بعض أعضاء مجلس الأمة والتي كانت تشكّل عذراً للوزراء السابقين لعدم الإنجاز بالشكل الكافي، ما يعني أن الطريق أصبحت ممهدة أمامهم لتطبيق خططهم وتصوراتهم.

طبعاً، ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن مهمتهم ستكون سهلة خصوصاً وسط التوقعات العالية من غالبية الشعب بأن تتمكن الحكومة أخيراً من وضع خطط والتقدم بحلول حقيقية للمشاكل المزمنة التي تعاني منها الدولة، وقطعاً سيكون هناك ضغوط شديدة لرؤية إنجازات سريعة.

أتمنى أن يقرأ سمو رئيس مجلس الوزراء المشهد جيداً لكي يقوم بوضع الخطط اللازمة لتحديد الأولويات «المناسبة» خلال الفترة الأولى من عمر الحكومة والتي من شأنها أن ترضي توقعات الشعب وتعطي شعوراً بالإنجاز الحقيقي، وتخفف من الإحباطات التي لازمت حياتنا لفترات طويلة، وبالوقت نفسه عدم الانتظار طويلا لإعلان الوزراء عن خططهم ومواعيد الإنجاز للمشاكل الكبيرة مثل إصلاح المرفق التربوي والإسكان والتوظيف ومكافحة الفساد ورفاهية المواطن، وأمور أخرى كثيرة تم التطرق لها من قبل العديد من الشخصيات (أتوقع أن غالبية الحلول موجودة وجاهزة ولا تحتاج إلا إلى جرأة وحزم في التنفيذ)، مع التأكيد على النشاط إعلامياً بصورة فعالة لإبراز الإنجازات، وكذلك مصارحة الشعب بكل شفافية عن الصعوبات والمعوقات الخارجة عن نطاق السيطرة، فكما أن هناك تأييداً شعبياً لحل مجلس الأمة باعتباره السبب الرئيسي لتعطيل الإنجازات، فإن هذا التأييد يمكن أن يتلاشى سريعاً متى ما كان هناك تهاون وتراخٍ في الأداء.

بكل صراحة أيها الوزراء المحترمون، فكما يفترض أن مهمتكم ستكون أسهل ممن سبقكم بسبب عدم وجود المعوقات، إلا أنها قطعاً أكبر من كل التي واجهت من سبقكم بسبب التوقعات العالية من جمهور الشعب، وسوف يكون سقوطكم مدوياً متى ما فشلتم بالإنجاز.

قال أبو جعفر المنصور:

إن كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإنّ فسادَ الرأي أن تترددا

والله المستعان.