تخوض السلطات في البرازيل سباقاً مع الزمن لإغاثة المتضررين جراء الفيضانات المدمّرة التي تضرب جنوب البلاد، خصوصاً ولاية ريو غراندي دو سول، مُتسببةً بمقتل زهاء 70 شخصاً ونزوح نحو 80 ألف نسمة من منازلهم.
ولقي 66 شخصاً على الأقل حتفهم وفُقد 101 آخرون، بحسب آخر تقرير صادر عن الدفاع المدني البرازيلي.
ومن الصور الملتقطة من الجو وعمليات الإنقاذ الجارية على الأرض، تبدو أحياء غارقة في مياه غمرتها بالكامل، ما يعكس الأضرار الفادحة في جنوب البلاد حيث ارتفع منسوب المياه إلى حد غمر منازل بأكملها، وأفقد السكان كلّ ما يملكون خلال دقائق، بينما غرقت شوارع عاصمة الولاية بورتو أليغري التي يقطنها نحو 1.4 مليون نسمة، بالمياه.
وارتفع منسوب نهر غوايبا إلى 5.09 أمتار ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في فيضانات العام 1941 والذي بلغ 4.76 م، وفق رئاسة البلدية.
وكانت السلطات أعلنت، أمس، أن نحو 80 ألف شخص اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم، وأنّ أكثر من مليون مسكن بات بلا مياه، بسبب الفيضانات التي تضرب جنوب البرازيل منذ أيام.
وفيما أكدت أن 15 ألف شخص قصدوا ملاجئ أقامتها سلطات الولاية، طالت الكارثة نصف مليون شخص بشكل مباشر.
وأكدت روزانا كوستوديو، وهي ممرضة في السابعة والثلاثين اضطرت لمغادرة منزلها، أنها «خسرت كل شيء».
وأضافت لوكالة فرانس برس في رسالة: «قرابة منتصف ليل الخميس، بدأ مستوى المياه بالارتفاع بشكل سريع للغاية». وتابعت «خرجنا بسرعة بحثاً عن مكان آمن أكثر. لكننا لم نتمكن من السير... وضع زوجي طفلتينا في قارب مطاطي صغير وقام بالتجذيف مستخدماً القصب، بينما سبحنا أنا وابني حتى آخر الشارع».
«يوم محوري»
وأشار حاكم الولاية إدواردو ليتي إلى أن ريو غراندي دو سول تشهد «أسوأ كارثة مناخية في تاريخها» مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار.
واعتبر أن الوضع «مأسوي وغير مسبوق على الإطلاق»، مؤكداً أن الولاية تحتاج إلى «خطة مارشال» لإعادة إصلاح ما تضرّر، في إشارة إلى خطة إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
في انتظار ذلك، تتكرر المشاهد على مختلف مساحة الولاية: عائلات تنتظر على سطوح المنازل وصول فرق الإغاثة، وقوارب صغيرة تجول في شوارع وجادات غمرتها المياه بالكامل.