فقدنا أمس رجلاً من رجالات الجهراء الكرام، ابن الكرام مشعل فريح المهوس الحبشي، والده العم فريح المهوس أمير الجهراء وأحد كرماء الجهراء، الذي يحق لي القول إني ومنذ ما يزيد على السبعين عاماً بل يقارب المئة عام وديوانه العامر لم يغلق بابه في وجه أحد.
وقد كان الراحل وأخواه محمد وفهد، أطال الله في أعمارهما، مكملين لمسيرة والدهم في المد والجود والكرم، غلبت عليهم صفاتهم العربية المقتبسة من الطائي وبن جدعان وغيرهم، ممن تزينوا بمكارم الأخلاق.
مشعل، الفقيد كان متميزاً بدراسته منذ المراحل الأولى وقد تخرّج من ثانوية الشويخ القسم العلمي في نهاية الستينات من القرن الماضي، وتخرّج من الكلية العسكرية برتبة ملازم بسير حياته ضابطاً منظماً ملتزماً بشرف المهنة العسكرية.
كان رحمه الله، رياضياً وأحد الذي حققوا كأس مباريات كرة السلة لثلاث سنوات متتالية لنادي الشهداء (الجهراء) حالياً، مثقفاً قارئاً متميزاً لأمهات القصائد العربية، حافظاً لها باعتباره مرجعاً يعتمد عليه في البحوث والدراسات العلمية المتخصصة لفن الشعر الفصيح والنبطي.
مشعل الفريح، الأخ والصديق يعرفه كل أهل الكويت حمامة سلام، يده الكريمة البيضاء لم تؤذ أحداً ولم يحمل قلبه مثقال ذرة من الحقد والكراهية، وقد عرف بجوده وكرمه وأخلاقه الرفيعة بين الجميع، محباً لأهل الكويت، غيوراً عليهم له في ميادين العلاقات الاجتماعية ما يحمد ذكره ويطول شرحه.
ونحن نودع الأخ الغالي مشعل فريح المهوس إلى مثواه الأخير في الرابع من مايو 2024 (أمس)، نعزي أنفسنا أولاً بحكم ما بيننا من عِشرة ومودة تزيد على الستين عاماً، ومن ثم نعزي إخوته وأخواته وأبناءه فريح وعبدالله وآل الحبشي في الجهراء قاطبةً، سائلين الله عز وجل أن يرحم فقيدنا ويبدله بدار خير من داره في جنات عرضها السماوات والأرض، اللهم آمين.