طمأنت في ندوة «التدابير الأمنية» بأن الرياح الشمالية الغربية سترد التسرّب على طهران
«الدفاع المدني»: الكويت آخر دولة يصلها إشعاع النووي الإيراني
1 يناير 1970
03:35 م
|كتب منصور الشمري|
طمأن المحاضران في ندوة «الكويت ومخاطر البرنامج النووي الإيراني والتدابير الأمنية لمواجهته»، التي نظمتها الإدارة العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية، بأن الكويت «آخر دولة تتأثر بالإشعاع النووي الإيراني في حال لو حدث تسريب - لا قدر الله - وعزوا ذلك إلى أن الله حبا الكويت برياح شمالية غربية ستجعل هذا الإشعاع يرتد على إيران، كما ان المناطق الساحلية هي أول من يتأثر وهنا تصد عنا سواحل البحرين وقطر والجبيل السعودية، مشددين على ان الكويت اتخذت الإجراءات الاحتياطية اللازمة لمواجهة هذا التسرب، مستشهدين بالتصنيف المتقدم الذي منحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية للكويت في مجال الحماية من الإشعاع، وكشفا عن خطة من مراحل ثلاث للتعامل مع أي تسرب - وان كان احتمال وصوله 10 في المئة فقط - وهو تصدي الدفاع المدني في المرحلة الأولى للإشعاع ثم الجيش والحرس الوطني في المرحلة الثانية وأخيراً الاستعانة بفرق سعودية.
وقال الدكتور مفرح سعيد الرشيدي من معهد الكويت الدولي إن الكويت وفي حال وجود خطر تسرب اشعاعي من مفاعل بوشهر الإيراني فإن الكويت «هي آخر دولة سيصلها الاشعاع»، لأن الرياح المتحكمة في أجواء الكويت «شمالية غربية» وهذه الرياح «تدفع الاشعاعات إلى جهة إيران»، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الاشعاعات دائماً ما تنتقل عبر السواحل، لذلك فإن «سواحل الخليج في البحرين وقطر ومنطقة الجبيل في المملكة العربية السعودية هي أول من سيتأثر بتلك الاشعاعات».
وأشار الرشيدي إلى ان احتمالات وصول الاشعاعات إلى الكويت مع تلك العوامل «يصل إلى (15 في المئة)، مؤكدا انه مع هذه الاحتمالات فإن الكويت اتخذت «الاجراءات الاحتياطية اللازمة» من مراكز رصد للتلوث وخطوات تنسيقية «لمواجهة التلوث في حال حدوثه».
وأكد الرشيدي ان التلوث حال حدوثه وفق الدراسات التي أجراها مركز الرصد في معهد الكويت للأبحاث العلمية «سيصل إلى شواطئ الكويت إذا ساهمت عوامل عدة مثل حركة دوران التيارات النائية وجهة الرياح لا سيما ان المناخ أو الطقس هو العامل الأساسي لانحسار التلوث أو انتشاره».
وقال ان حركة التيارات المائية في الخليج «تسير عكس عقارب الساعة»، وهذا الأمر «من شأنه أن يجعل التلوث يصل إلى إيران بعد (61) يوماً ويصل إلى شواطئ قطر والبحرين والسعودية بعد (141) يوماً ويصل إلى الكويت بعد (169) يوماً، الأمر الذي يجعل هناك متسعا من الوقت للتحرك».
وأكد الرشيدي ان مفاعل بوشهر يبعد عن الكويت ما يقارب من (240) كيلومترا «وهذا الأمر جعلنا في معهد الأبحاث نستعد من خلال ايجاد بنك معلومات للبيئة في الكويت حيث قمنا بقياس مستوى المواد الاشعاعية في التربة، وفي البحر خلال هذه الأيام استعدادا لأي طارئ في حال حدوث تلوث حتى نقارن في حال حدث تلوث للشواطئ».
وأكد الرشيدي «ان الكويت استعدت حالياً من خلال انشاء مراكز للرصد والتحليل لمواجهة أي اشعاع أو طارئ وأنشأت قاعدة بيانات للتوريدات المشعة إضافة إلى انشاء محطة إنذار مبكر من الاشعاعي، مؤكدا ان «الوكالة الدولية للطاقة صنفت الكويت من المركز (C) إلى المركز (B) وهو مركز متقدم للحماية من الاشعاعات».
وأكد ان الوكالة الدولية للطاقة تطلب شروط أمان لأي دولة تريد ايجاد برنامج نووي لديها للطاقة بشرط ايجاد كوادر وطنية مدربة وأجهزة رصد (EE) خاصة بالمركز الاشعاعي وخطوط طوارئ جاهزة للتسربات الاشعاعية.
ورغم تأكيده على حق ايران في امتلاك السلاح النووي وحقها في الحصول على الطاقة النووية الا ان الدكتور الرشيدي اكد ان هذا يجب ان يكون تحت «مظلة الوكالة الدولية للطاقة» لأنها سوف تشرف على اجراءات الامان في ايران حماية للمنطقة والبيئة من اي تلوث اشعاعي، مؤكدا ان الاشعاعات باتت اليوم من مصادر الاصابة بالسرطان وتنشيط الخلايا السرطانية في الجسم اذا ما علمنا ان الخلايا السرطانية عمرها الافتراضي (150) عاما فإن الاشعاعات تنشطها باكرا في الجسم الامر الذي جعل في العالم ما يقارب من (100) ألف طفل مصاب بالسرطان وهو الامر الذي ينذر بالخطر.
من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون التدريب بالوكالة مدير عام اكاديمية سعد العبد الله للعلوم الامنية اللواء فهد الشرقاوي «ان خطة الكويت لمواجهة التلوث تعتمد على ثلاث مراحل الاولى هي مواجهة التسرب الاشعاعي عبر الدفاع المدني والقطاعات المختصة بالدولة وفي حال لم تنجح مواجهته تم اللجوء الى الجيش والحرس الوطني وفي حال لم تنجح مواجهته ايضا فسيتم اللجوء الى المملكة العربية السعودية لدعمنا لوجستيا عبر فرق سعودية متخصصة تتحرك بسرعة ودون معوقات وتدخل الكويت وتقيم مواقع استراتيجية عند مكان الحدث للتعامل واسناد القطاعات الكويتية.
وأشار اللواء الشرقاوي الى ان تمرين تم اجراؤه عام (2008) وأطلق عليه «تعاون 1» وهو من اكبر التمارين، حيث طلبت الكويت مع فرضية وجود اشعاع الدعم السعودي وانتقلت قوة سعودية الى الكويت بالسرعة اللازمة وقامت بدعم القوة الكويتية لمواجهة الطارئ، مشيرا الى ان الخليج بات يتعاون حتى وصل التدريب الى تمرين «تعاون 3» وكان بين البحرين وقطر وسلطنة عمان.
وأشار اللواء الشرقاوي الى ان هناك لجانا تم تشكيلها في الدفاع المدني للتعامل مع الاحداث ضمن ثلاث مراحل هي المعلومات والتنسيق والمواجهة وذلك بهدف ضبط وقياس مستوى القدرة على التعامل مع اي حدث من خلال اللجان المشكلة وتقدير مستوى الخطر.
وأضاف الشرقاوي اننا معنيون في الكويت بأمن الكويت والمنطقة من اي تسربات ولسنا معنيين بحق هذه الدولة او تلك في الحصول على السلاح النووي فالامن الاقليمي اهم وكل شيء وسلامة المواطنين والبشر في هذه المنطقة تأتي على سلم الاولويات.
وبين اللواء الشرقاوي ان الكويت من الدول المتقدمة في مواجهة عمليات الاشعاع وخلال الكوادر البشرية والامكانات المادية والبشرية بدليل تصنيفها في الوكالة الدولية للطاقة النووية الى الفئة (B) وهي الدول التي تتبع خطوات وإجراءات اكثر أمنا واستعدادا لمواجهة اي خطر او تسرب اشعاعي.