وجع الحروف

... وبعدين مع حركاتكم!

15 أبريل 2024 10:00 م

بعد صدور البيان التأسيسي لـ «الحركة الوطنية» وردني اتصال من زميل عزيز يتساءل: «... وبعدين مع حركاتكم، كل يوم طالعين بحركة: شنو بتحولون الكويت إلى أحزاب»؟

من حقه يتساءل وأستغرب إذا أتى السؤال من زميل يحمل شهادة الدكتوراه!

إن مهمة رجال الدولة الرئيسية هي حماية الوطن وتقوية الوحدة الوطنية وحث الجموع على فهم الحاجة إلى التمسك بالدستور كما جاء في البيان والأهم أنها، أي الحركة، حاضنة لكل مبادر ومصلح... إن الهدف إصلاحي صرف بغض النظر عن توجهات الأعضاء: فعن أي أحزاب يتحدثون؟

تركيبة الكويت مختلفة ثقافياً وعند ظهور الكتل والتجمعات والحركات لهدف سامٍ إنما هو سلوك ديموقراطي حضاري كفله الدستور الكويتي وله جذوره ولم يكن وليد اللحظة، وإن كان في السنوات القليلة الماضية دور الطبقة المثقفة شبه مغيب عن الساحة وكذلك الحال بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني ولم نلحظ إلا في ما ندر الجهد الفردي!

حبك للوطن أياً كانت صفتك هو المدخل لتشجيع أي مبادرة تبحث عن إصلاح فعلي يبدأ من محاربة الفساد وعزل «الرويبضة» الذين يحاولون شق المجتمع الكويتي وتصنيف مكوناته، وتحسين التعليم والخدمات كما ورد في البيان.

تمعن في قوله عز مَن قائل «وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القولُ فدمّرناها تدميرا». وجاء في تفسير كلمة «مترفيها» أي جبابرتها ومستكبريها وعملوا بمعصية الله

(عدم اتباع أوامره ونواهيه).

وقوله تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا).

وتمعن في الحديث الشريف قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (إنّما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).

ولأننا في دولة يحكمها الدستور والمادة الثانية تنص على أن «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع» نسعى كأفراد إلى رص الصف للالتزام بالدستور الذي لو طبقت مواده على أكمل وجه لتحققت العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وقضينا على الفساد.

أعد قراءة المقال... فماذا تفهم؟

الأموال العامة مستباحة وسراق المال العام يصولون ويجولون!

التعليم سيئ، الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات دون المستوى حتى الطرق «ما تترقع»!

وتظهر لك مجاميع «فالتة» تطعن بهذا وتعبث بالهوية الوطنية ولا تحترم الدستور والقانون... هذا غير مشاهير السوشيال ميديا (مصادر الأخبار) وغاسلي الأموال.

الزبدة:

إننا ببساطة نبحث عن مخرج كي لا نهلك وكل فاسد أو سارق يجب أن يحاسب على الفور وألا يقدم في القوم إلا أخيارها... فهل من رشيد يتساءل: لماذا التردد في اتخاذ القرارات الإصلاحية ونحن نرى معظم القضايا العالقة قد مضى عليها عقود والحلول موجودة؟

ما أقول إلا الله يصلح الحال ويهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعينهم على فعل الخير للبلد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi