الدبابات والجرافات العسكرية الإسرائيلية دهست الجثث... قبل انسحابها

الاحتلال يُخلّف الدمار ومئات الشهداء في مجمع الشفاء

1 أبريل 2024 08:16 م

- نتنياهو صادق على خطط رفح العملياتية

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي طوقه واقتحمه قبل أسبوعين، مخلّفاً في ما كان أكبر مجمع طبي في القطاع والأحياء المحيطة به، دماراً هائلاً و«مئات الجثث».

وأكدت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس»، «انتشال عشرات جثث الشهداء بعضها متحللة من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه»، مشيرة الى أن «بعض الجثث مهشمة نتيجة دهسها بالدبابات والجرافات العسكرية»، بينما أشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى انتشال «نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه».

وأفادت الوزارة، بأن «كل المباني في مستشفى الشفاء تعرّضت للحريق أو أصيبت بأضرار بما في ذلك ثلاجة الموتى وساحات وممرات المستشفى».

وقال ناطق باسم خدمة الطوارئ المدنية، إن القوات الإسرائيلية أعدمت شخصين عُثر على جثتيهما في المجمع مكبلي الأيدي.

وأظهرت مقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، جثث فلسطينيين، بعضها ملفوف بأغطية متسخة، متناثرة على الأرض حول مبنى المستشفى المتفحم الذي فقد الكثير من جدرانه الخارجية.

وأظهرت المقاطع أيضاً تجريفاً واسعاً للأرض، ومباني عدة خارج المجمع، إما سويت بالأرض أو احترقت.

وتوجهت قوات الاحتلال جنوباً، حيث يوجد معسكر لها تتمركز فيه الدبابات والجرافات في المنطقة الواقعة بين حيي الشيخ عجلين وتل الهوى.

وأشار مكتب الإعلام الحكومي الى أن الجيش شنّ غارات جوية وقصفاً «للتغطية على تراجع دباباته وآلياته من مجمع الشفاء الطبي».

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي إنهاء عملياته داخل المجمع ومحيطه، بينما أعلنت الإذاعة العسكرية، مقتل 200 مسلح واعتقال 500 واحتجاز نحو 900 للتحقيق، خلال العملية.

وفي 18 مارس، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته الثانية في مجمع الشفاء منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، بينما تنفي «حماس» والأطقم الطبية، أي تواجد مسلح في المستشفيات.

وتوازياً مع عملية الشفاء، أفادت الحركة بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل، والواقعَين في مدينة خان يونس.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 17 في قصف إسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى في مدينة ديرالبلح وسط القطاع.

ومع دخول الحرب يومها الـ 178، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، استشهاد 32845 فلسطينياً وإصابة 75392 منذ 7 أكتوبر، بينهم 60 شهيداً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية.

رفح

من ناحية ثانية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، إنه صادق بالفعل على الخطط العملياتية المتعلقة بمنطقة رفح، جنوب القطاع، مشدداً على أنه «لا يمكن تحقيق انتصار» من دون دخول قواته إلى المنطقة التي باتت تؤوي نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، في حين أشار إلى أن «الأمر سيستغرق وقتاً».

وأكد ان التأخير في بدء الهجوم، «لا يتعلق برمضان ولا بضغوط أميركية»، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب إجراءات واستعدادات تتعلق بإخلاء السكان المدنيين.

وتابع «قلت لـ (الرئيس جو) بايدن إننا إذا لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا وسنقضي على كتائب حماس في رفح».

وفي السياق، عقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، أمس، اجتماعاً عبر الفيديو، تناول الهجوم البري الذي تهدّد الدولة العبرية منذ أسابيع بشنّه على رفح.

احتجاجات

وفي ليلة ثانية من الاحتجاجات، تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء الأحد في القدس للمطالبة باستقالة نتنياهو وتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في وقت تبدو المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل قد وصلت إلى طريق مسدود.

وأغلق المتظاهرون طريقاً سريعاً رئيسياً بعدما تجمعوا في وقت سابق أمام مقر الكنيست ملوحين بالأعلام. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين لإبعادهم إلى الخلف بينما كانوا يهتفون بأن نتنياهو «يجب أن يرحل».

مقتل 600 جندي إسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن 600 من جنوده قتلوا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم 256 على الأقل داخل قطاع غزة منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر.
وقضى أكثر من نصف الجنود القتلى أثناء هجوم «طوفان الأقصى»، في حين سقط آخرون في الضفة الغربية المحتلة، أو في شمال إسرائيل حيث يسجّل تبادل يومي للقصف عبر الحدود مع «حزب الله».