قد يؤثر بشكل غير متناسب على المسلمين

الحكومة البريطانية تُقدم تعريفاً أكثر صرامة للتطرّف

14 مارس 2024 06:00 م

قدمت الحكومة البريطانية، أمس، تعريفاً أكثر صرامة للتطرف، يهدف إلى مكافحة ما وصفه رئيس الوزراء ريشي سوناك، بأنه «سم» للديموقراطية، بينما حذر زعماء الكنيسة حتى قبل إعلانه، من أنه قد يؤثر بشكل غير متناسب على المسلمين.

ويأتي التعريف الجديد بعد أن حذر سوناك خلال مارس الجاري من «زيادة مروعة في الاضطرابات المتطرفة والإجرام» تهدد البلاد بالانتقال إلى «حكم الغوغاء».

وجاءت تصريحات سوناك في خطاب موجه إلى الأمة ألقاه في مقر الحكومة بعد احتجاجات مستمرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن، شهدت اعتقال عشرات المتظاهرين بسبب هتافات ولافتات «معادية للسامية» والترويج لمنظمة محظورة والاعتداء على عناصر في أجهزة الطوارئ.

وكانت لندن تعرّف التطرف بأنه «معارضة صريحة أو فعلية لقيمنا الأساسية» مثل «الاحترام المتبادل والتسامح».

وأصبح التطرف، بحسب التعريف الجديد، «الترويج لأيديولوجيا قائمة على العنف أو الكراهية أو عدم التسامح أو نشرها».

ويمكن اعتبار مجموعات أو أفراداً متطرفين إذا استخدموا هذه الأيديولوجيا «لإبطال أو تدمير الحقوق والحريات الأساسية للآخرين أو لتقويض أو قلب أو استبدال نظام المملكة المتحدة للديموقراطية البرلمانية الليبرالية والحقوق الديموقراطية».

وسيعتبر متطرفاً أيضاً من «يوجد عمداً بيئة متساهلة للآخرين لتحقيق» الهدفين الأولين.

وأوضحت الحكومة في بيان أن هذا «التعريف الجديد أضيق وأكثر دقة» من التعريف السابق الذي يعود تاريخه إلى 2011، وينطبق على الأنشطة الحكومية من دون «أي تأثير على قانون العقوبات الحالي».

وأضافت أنه يؤمّن «سقفاً عالياً لا يغطي سوى الأنشطة الأكثر إثارة للقلق»، مؤكدة أن «الأمر لا يتعلق بإسكات من لديهم معتقدات خاصة وسلمية».

وأعلن مايكل غوف، الوزير المكلف هذا الملف المثير للجدل أن «الانتشار الشامل للأيديولوجيات المتطرفة يتوضح أكثر فأكثر بعد هجمات 7 أكتوبر ويشكل خطراً حقيقياً على أمن مواطنينا وديموقراطيتنا».

وأضاف أن التعريف الجديد سيضمن أن الحكومة «لا توفر عن غير قصد منصة للذين يسعون إلى تقويض الديموقراطية وحرمان الآخرين من الحقوق الأساسية».

وأفادت «بايلان تايمز» بأن عدداً من المجموعات الإسلامية البارزة ومنظمات يمينية متطرفة ورد ذكرها في مسودة للنص تم تسريبها واطلعت عليه الصحيفة.

وواجه حزب المحافظين الحاكم الذي يتزعمه سوناك، اتهامات بمعاداة الإسلام أخيراً، بعدما اتهم نائب سابق، رئيس بلدية لندن صادق خان بالارتباط بإسلاميين.

في الوقت نفسه، حذر كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، رئيس الطائفة الأنغليكانية العالمية، من أن التعريف الجديد للتطرف قد يسبب انقساماً.

وقال ويلبي ونائبه كبير أساقفة يورك ستيفن كوتريل، في بيان مشترك الثلاثاء، إن التعريف الجديد «قد يستهدف بشكل غير متناسب المجتمعات المسلمة التي تعاني أصلاً من مستويات متزايدة من الكراهية وسوء المعاملة».

ومنذ السابع من أكتوبر، سجلت منظمتان متخصصتان هما «سيكيوريتي كوميونيتي تراست» و«تيل ماما» زيادة نسبتها 147 في المئة عن العام السابق، وزيادة بنسبة 335 في المئة في الأعمال المعادية للإسلام في أربعة أشهر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.