حروف نيرة

ختمة تفسير القرآن

5 مارس 2024 10:00 م

القرآن الكريم هو الكتاب الشامل لكل نواحي الحياة، والمنهج الذي ينظم سائر أمورنا؛ فلا صلاح لأمتنا إلّا بالتمسك به، لا يشك أحد في عظمة القرآن الكريم، وتحريكه لعقل من قرأه بتأنٍ فعرف معانيه، لا من تلفظ به دون تَفَكُّر لما في الآيات من إعجاز وأحكام، قراءة القرآن وتكرار الختمة تأثيرها الحقيقي على النفس عند التحريك العقلي والحضور القلبي، وقد اعتدنا على تلاوة كل جزء من القرآن في شهر أو أسابيع، وهو الورد اليومي، ونكثر من ذلك في رمضان لما فيه من أجر عظيم؛ فإننا في الشهر الكريم نختمه ختمة كاملة أو ختمات، ولكن هل المراد من تلاوة القراءة التدبر، أم السرعة بالتلفظ ومجرد تحريك اللسان لإتمام الختمة!

لا شك أن تدبر كتاب الله تعالى والنظر في معانيه ميسر لكل البشر ومصداق ذلك قوله سبحانه: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» أي سهّلنا القرآن وهوناه لمن أراد أن يتذكر ويعتبر ويتعظ؛ فهل من معتبر يأخذ ما فيه من العِبر والذِّكر؟!

وأيسر الطرق اليوم المصحف الجامع لآيات القرآن مع المعاني المختصرة المبسطة للكلمات، وصار اليوم معك دوماً في كل جهاز تستخدمه.

ومن الأعمال العظيمة التي قام بها الأولون في حياتهم أن جعلوا ختمة خاصة لتفسير القرآن كاملاً تظل معهم طوال حياتهم بصورة أعمق من التدبر وهي التفسير، من أكابر الصحابة والصالحين من بدأ بختمة تفسير واحدة مكث فيها سبع عشرة سنة حتى أتمها، ومنهم من ظل مع التفسير عمره كله ومات قبل إتمامها، ومنهم من استمر في ختمة التفسير إلى آخر يوم من حياته، فهي ختمة العمر.. ختمة تفسير تعيش مع كل آياتها بشكل عميق، تبقى معك العمر كله تستنبط فيها معاني القرآن في حياتك كلها.

لا نقارن أنفسنا بما كان عليه السابقون؛ ولكن نجتهد ونعوّد النفس على تفسيره باعتدال وخطوات وإن كانت بطيئة تجعلنا نتفكر في كل كلمة، وندقق في أسرار كتابنا العظيم، دون حساب للأيام، فلا نغفل عن تلك الختمة، ونخصص لها وقتاً وإن كان قليلاً، ومما ييسر لك ذلك مشاركة أحد من أهل القرآن يشجعك على الاستمرار، جاهد نفسك للدخول في عالم التفسير، فضلاً عن ختمة التلاوة المبسطة اليومية، ولعل الله تعالى يجعل القرآن الكريم رفيقاً لنا، ويرزقنا من فضله العظيم ويتقبل منا ومنكم.