نوادر / اهنتوا الشعر والشعراء

1 يناير 1970 07:43 م
| بقلم: نادر بن جخير |

الشعر موهبة عظيمة يهبها الخالق لمن يشاء... والشعر ألفاظ وأوزان وبحور وقواف وقواعد وأسس تتبع لينتج من هذا كله قصائد مكتملة الأركان.

إننا نمر في وقت الكل يسعى بأن يكون شاعرا ولكن بعضهم يسيء لنفسه قبل ان يسيء لغيره لكي يصبح شاعرا.

فمن تتضح عليه بوادر الشاعرية ويبدأ في الكتابة وتبدأ محاولاته.. أمامه عدة طرق وأمور ليصبح شاعرا حقيقيا وبالطبع أهمها الممارسة الدائمة والاستشارة والقراءة... والى اخره من الأمور التي يمر بهالشاعر في بداياته ولكن ظهرت فالاونة الاخيرة ظاهرة غريبة علينا وبكل صراحة لا يقبلها العقل ولا المنطق إن كانوا يرون من أوجدوها بأنها تصب في مصلحة الشعر والساحة فللاسف انهم اهانوا الشعر الحقيقي واهانوا حتى الشعراء باستغفالهم والنصب عليهم فمع انتشار الجوالات الشعبية والاشتراكات على مختلف القنوات والمجلات والمنتديات وجدت خدمة تسمى (أوزن بيتك الشعري برسالة نصية ونتعهد لك بالسرية التامة).

إن الشاعر أو من يحاول أن يكون شاعرا عليه بكتابة أبياته برسالة نصية وإرسالها على هذا الجوال ليتم اعادة إرسال الأبيات إليه ولكن بالوزن السليم... او انك تختار اي غرض من اغراض الشعر وهم من يقومون بكتابة الابيات بالاسماء التي تريدها ومن ثم يبيعونها بقيمة الاشتراك.

ارأيتم اي حال وصلت اليه الساحة الشعبية من الاساءة والاهانة بالشعر والشعراء ايستحق منا الادب العربي الذي ظهر منذ نشأة العرب ان يصل به الحال الى هذا الحد.

نحن لا ننكر الخدمات الرائعة التي تقوم بها هذه الجوالات الشعبية التي تثري الساحة من اخبار وتغطيات ولكن مثل هذه الخدمة بالذات ضررها اكبر وابلغ من نفعها هذا اذا لها منفعة من الاساس.

بالطبع يجب الحد من مثل هذه الخدمات ومحاربتها وعدم اتباع من يروجون لها فمثل هذه الخدمات هي التي ستظهر لنا أشباه شعراء ومستشعرين لا يجيدون بالشعر شيئاً إلا ترتيب الجمل وتجميع القوافي.. كما من المفترض وضع رقابة صارمة على مثل هذه الجوالات التي تقدم هذه الخدمات التي تستغبي المتذوق وتضر من يحاول أن يكون شاعرا وتخدعه عندما تجعله مثل النجمة الموقتة سرعان ماتنجلي..

الشعر والشعر والشعر أسمى وأعظم من أفكار وتدخلات أمثال هؤلاء الذين يحاولون تدمير الساحة وقتل الشعراء وخاصة المواهب الجديدة التي تسلك أولى خطواتها فهم بحاجة للدعم منا ليصلوا إلى المستوى المطلوب ونهاية الطريق السليم ليصبح بيننا شعراء حقيقيون عاشوا تفاصيل هذه الموهبة حتى بتعثراتهم الأولى وكبواتهم إلى إن وصلوا إلى الإتقان وترويض الأوزان والقوافي فقد امتلأت الساحة من المستشعرين واشباه الشعراء وحرمنا جمهور الشعر من ابسط حقوقه وهو الاستماع الى الشعراء الحقيقيين القلة في وقتنا الحالي فكفاكم اهانة بالادب ياخدمة (السرية التامة).





[email protected]