كانت ولادته عام 1921 وتوفي عام 1991
وجيه المدني عُيّن ضابطاً في الجيش الكويتي عام 1954 وقام بتشكيل فصيل المغاوير عام 1960
1 يناير 1970
01:49 ص
| إعداد : سعود الديحاني |
كل إنسان ميسر لما خُلق له، فشعاب الحياة كثير يجد المرء فيها ما يناسب تكوينه النفسي والحسي، الحياة العسكرية درب سار فيه أناس كثيرون تتفاوت انجازاتهم عبر هذا الجسم المتميز في المهام... اللواء وجيه المدني من أولئك الركب الذين ساروا على أرض الحياة العسكرية منذ نعومة أظفارهم فعاشوا معه حيث كانوا.
نسطر اليوم ذكرياته حيث نستعرض الوحدات التي عمل بها وأثره فيها والجوانب التي كان تميز فيها، بدءا مع أول وهلة عرف فيها العسكرية ثم نتطرق إلى بعض المحطات من سيره المليئة بالإنجازات فلنترك لكم ذلك:
كانت المدينة النبوية هي مهجر النبي صلى الله عليه وسلم، هي المكان الذي تنتمي إليه أسرة اللواء الركن المتقاعد وجيه حسين طلعت المدني ومنها اشتق اسم أسرته المدني نسبة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام... انتقل والده من المدينة إبان الدولة العثمانية إلى لبنان وتسلم دائرة المعارف فيها، ولأجل عمله هذا استقر في لبنان تاركاً المدينة والتي لا يزال أقاربه مقيمين فيها، وهذا هو سبب هجرته منها من أجل ظروف عمله الحكومي، وتشاء الظروف أن تكون زوجته من مدينة بيروت حين اقامته فيها وعمله في دائرة المعارف التقى بأسرتها بيت «القباني» فحصل المصاهرة معها، كما ترك مسقط رأسه ومجمع أسرته من أجل عمله الحكومي تكرر مع الأمر نفسه وانتقل عمله إلى أرض فلسطين، ولكن هذه المرة كان في دائرة الجمارك والتي كان مقرها مدينة عكا الساحلية التي تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وهي مدينة ضاربة في عمق تاريخ أقام بها عند تولي مهام عمله.
الولادة
ولد اللواء وجيه حين إقامة والده في مدينة عكا يوم كان يعمل في دائرة الجمارك وكان ذلك عام 1921، وتشاء قدرة الله أن تتوفى والدته وهو لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات، ثم يتوفى والده وعمره سبع سنين، فنشأ في رعاية شقيقه الذي هو بعمر أولاده، ولم تمض مدة حتى لحق شقيقه بأمه وأبيه فعاش مع أبناء أخيه الذين هم أكبر منه سناً.
الدراسة
بدأت دراسته في مدينة عكا ثم أتمها في مدينة يافا، وهي كانت منارة علمية في تلك الفترة، يقصدها طلبة العلم ومن كان يكمل تعليمه، وكان الاستقرار السياسي في تلك الأيام له الأثر في إنشاء المؤسسات العلمية والأكاديمية... فأتم الثانوية وحصل على شهادتها وكان يطلق عليها «مترك».
الكلية
كانت الحياة العسكرية والفتوة محببة إلى نفسه ورغبته في الحياة، خصوصا انه عرف الاعتماد على الذات منذ صغره فكان طموحه وتوجهه يميل إلى مصنع الرجال العسكرية، لذا توجه إلى الكلية العسكرية التي كانت متوافرة في مدينة يافا إبان الانتداب البريطاني فأتم بها العلوم العسكرية وتخرج ضابطاً عسكرياً برتبة ملازم أول.
الطائف
التحق بعدها في البعثة العسكرية السعودية والتي كان مقرها في مدينة الطائف وهي تحت إدارة وزارة الدفاع، وأقام هناك بجانب عمله وكان ذلك عام 1946 واستمر في عمله هذا حتى عام 1948 وقد شهدت هذه المرحلة من حياته تلبية نداء رب العالمين للحج فحج الفريضة في هذا العام.
الانقاذ
في عام 1948 قدم استقالته من وزارة الدفاع السعودية في الطائف وانضم إلي قوة جيش الانقاذ الذي شكل من قبل اللجنة العسكرية للجامعة العربية من المتطوعين من البلدان العربية وشارك في حرب 1948.
وتكونت وحدات جيش الانقاذ من لواءين وثمانية أفواج كان وجيه المدني في لواء اليرموك الذي قاتل اليهود على أرض فلسطين في معارك عدة.
الانتهاء
بعد انتهاء حرب 1948 وبعد مضي زمن له في جيش الانقاذ خرج منه عام 1950، عمل بعدها في التجارة متنقلا ما بين بيروت وتركيا حتى عام 1953 لكن لم يحلو له الأمر فالعسكرية كانت تعيش في دمه ولحمه وهو اختارها نظاما لحياته فلم يستمر طويلا في هذا
العمل الخاص، لذا تركه عام 1953.
الكويت
كان وجيه المدني الضابط العسكري القيادي قد نما ذكره للمهتمين بشؤون العسكرية وللقادة المعروفين، فكل يريد أن يكسب خبرته وما لديه من امكانات ومعطيات وحين تشكيل وحدات الجيش الكويتي وتكوين لبناته استدعاه الشيخ المرحوم عبدالله المبارك الصباح وكان ذلك عام 1953 وأرسل له جوازا كويتيا وكان ذلك الوقت في بيروت فاستقل احدى الطائرات المسافرة للكويت وحطت قدماه في أرضها في ذلك العام فالتقى بسعادة المرحوم الشيخ عبدالله المبارك والتحق على الفور في الجيش الكويتي.
ملازم
حين انضمام وجيه المدني إلى الجيش الكويتي تدرج في الرتب العسكرية والمناصب القيادية بدأت في قيادة قوة الحدود مساعد ضابط الرماية وكان ملازما 15/1/1954، ثم مساعد قائد ملازم أول 1/6/1954، ثم كان في اللواء الخامس عشر رئيس ثانٍ 1/4/1955، ثم رئيس أول في 1/4/1957.
التعليم
التعليم والتدريب جزء من الحياة العسكرية وهو قوامها، لذا كان هو الاهتمام الأول لدى المؤسسات العسكرية وعندما بدأت الحياة العسكرية تأخذ شكلها الحديث كان وجيه المدني هو آمر هذه الوحدة التي تتولى تدريب وتأهيل المتطوعين والملتحقين في الجيش الكويتي وهو أول رئيس لها حيث كان في 22/3/1959 حتى 1962.
الحدود
أول عمله في الجيش الكويتي يوم كان برتبة ملازم ثانٍ، ضابط رماية كان في قيادة قوة حرس الحدود مساعد قائد تلك القوة، وكان ذلك في 1/6/1954، وكانت قوات حرس الحدود ذات قدرة عالية على الحركة بمقاييس تلك الأيام حيث لم يكن هذا التطور في الاتصالات ووفرة حركة النقل، وكانت تقوم بأعمال الحراسة الثانية في نقاط حدودية، وكذلك هناك دوريات تحمي المنطقة من عبور المتسللين، وقد ظل وجيه المدني في قوة الحدود ضمن سرية القيادة مساعد ضابط الرماية حتى رقي إلى ملازم أول وهو في تلك القوة.
المغاوير
المغاوير من القوات المصطفاة المتميزة عن غيرها من القوات العسكرية لنواح كثيرة السرعة والعنف والقوة والعنفوان يتخلل ذلك المخاطرة في عام 1960 وبناء على رغبة الشيخ مبارك العبدالله الجابر الصباح تم تشكيل فصيل المغاوير وقام وجيه المدني باختيار 33 جندياً من مدرسة الاغرار وتم تعيين العريف محمود مطر مدربا لهذه المجموعة، وعند أزمة قاسم، وقد أصبح سرية بقيادة ناصر التناك ويساعده عبدالعزيز العلبان، قامت بإجراء مناورة من البحر بعملية انزال مع الانكليز في منطقة الضبيعية برئاسة وجيه المدني.
قاسم
تعتبر أزمة قاسم التي حدثت عام 1961 من الأزمات التي أحدثت حالة استنفار وتأهب القوات الكويتية للقتال حيث تحركت بكامل قواتها وسلاحها وذخيرتها لدخول المعركة، وكان مكان قوة الحدود يشبه معسكر جهز فيه السواتر الترابية وزود بالمكونات الطبية البسيطة في ذلك الوقت ووضع مكان للأطباء والممرضين للكشف والعلاج، في هذه الأزمة كان وجيه المدني قائداً للكتيبة «15» التي تحركت مع الكتيبة الخامسة والثلاثين بقيادة سليمان المدير نحو الخطوط الأمامية تأهباً للقتال.
المعنوي
رافق الشيخ مبارك العبدالله الصباح في كثير من المهمات الخارجية لحضور المؤتمرات... كما أسس ركن التوجيه المعنوي وسلم منصب رئاسة ركن التوجيه المعنوي حيث رقي إلى رتبة عقيد في 8/1/1974 وحينما كان في التوجيه عمل على تأسيس مكتبة خاصة للجيش.
المتابعة
يوم كان في التوجيه المعنوي جعل له برامج إذاعية وتلفزيونية وساهم في تعليم الجنود الأميين القراءة والكتابة حيث أسس لهم فصولا في الوحدات العسكرية وانتدب لهم معلمين... ولم ينته عمله حين يخرج من دوامه بل كان على استمرار يأتي في ساعات متأخرة ومتفاوتة يتابع سير العمل.
التجنيد
حين البحث في قانون التجنيد الإلزامي الذي صدر في عام 1976 والذي يلزم كل كويتي على قضاء خدمة مرتبة في السلك العسكري كان اللواء الركن وجيه المدني ضمن الفريق الذي أشرف على صياغة ذلك القانون وضمن الوفد الذي زار كثيرا من الدول التي كان مطبقا بها الخدمة العسكرية الإلزامية فلقد زاروا دولاً عربية عدة وغيرها، وقد أثمرت تلك الجهود على ولادة ذلك القانون وجهزت المباني وكانت في البداية أربع بنايات في منطقة خيطان لاستقبال الملتحقين، وقسمت الشعب على ثلاثة أقسام حسب التوزيع الجغرافي المتوافر في ذلك الوقت العاصمة والأحمدي والجهراء، وقد قام هذا العمل واللواء الركن وجيه المدني معاون نائب رئيس الأركان لهيئة القوى البشرية.
القضاء
بعد أنشاء الجانب القانوني المتمثل بشؤون القانونية في الجيش الكويتي ومن ثم قُبل ضباط اختصاص في القانون أنشئت بعده هيئة القضاء العسكري والشؤون القانونية وكانت برئاسة اللواء الركن وجيه المدني وشكلت هذه الهيئة من مديريتين، مديرية القضاء العسكري برئاسة الرائد - في تلك الأيام - محمد العفاسي ومديرية الشؤون القانونية.
النشر
كانت حركة النشر ترجمة نشيطة منذ بكورها في الجيش الكويتي وهي نقل ما في الكراسات التي باللغة الأجنبية إلى العربية والتي تبين استخدام الأسلحة والمعدات والتعبئة والاستراتيجية وحين تأسيس هذا القسم والذي أطلق عليه الترجمة والنشر كان تحت إمرة وقيادة الرئيس الأول وجيه المدني... وكان كذلك ضمن اللجنة التي وضعت قانون الأوسمة والأنواط العسكرية.
المرسوم
صدر مرسوم في 30/9/1981 بتمديد خدمة العميد وجيه المدني بعد بلوغه سن الستين بمنصب معاون نائب رئيس الأركان ورئيس هيئة الشؤون القانونية والقضاء العسكري.
الأميري
في عام 1983 في الثامن من نوفمبر صدر مرسوم أميري يقضي بترقية معاون رئيس الأركان رئيس هيئة الشؤون القانونية والقضاء العسكري وجيه المدني إلى رتبة لواء، ومن ثم نال تقاعده في 16 يوليو 1983.
انتداب
انتدب من قبل الجيش الكويتي للعمل على تأسيس وإنشاء جيش تحرير فلسطين ثم انتهى انتدابه وعاد في خدمة الجيش الكويتي، وكان ذلك في تاريخ 1/12/1969 ورقي إلى رتبة عقيد في تاريخ 8/1/1974.
الإقامة
حين قدومه والتحاقه في الجيش الكويتي سكن منطقة الشامية مدة قصيرة ثم انتقل إلى منطقة أم صده وكان من جيرانه وبعض أبناء الأسرة ثم انتقل إلى منطقة النقرة ثم منطقة الرابية.
الصدق
كان وجيه المدني صادقا مع الناس يحافظ على الموعد الذي يكون قد ارتبط به... وكان دوما يقول لأبنائه تركت لكم اسما نظيفا حافظوا عليه.
القدر
كان لكل مقام عنده مقام، فعندما يخاطب الابن الأكبر يقول له انت القدوة، اخوانك ينظرون لك نظرة القدوة والمثال الذي يحتذى به، فإذا نجحت الكل سيتبع طريقك لأنك انت الكبير، وإذا كان غير ذلك الكل سيكون مثلك لأنك انت الكبير.
الهواية
كانت للقراءة واكتساب العلوم فهو يتقن اللغتين الانكليزية والتركية وكذلك عنده حب الاطلاع والسفر ورؤيته معالم البلاد أوقات في حياته حتى الرسم يهواه في صغره وكذلك معرفة سير الأسلاف خصوصا أحاديث السيرة.
الزكاة
علم أولاده فعل الخير من أول راتب يحصلون عليه، لذلك عمل صندوقا لهذه الزكاة وهو خاص بعائلته يقتطع منهم من أجل اعانة المحتاج من الأسر، وبعد وفاته أكمل أبناؤه مسيرة الخير التي أسسها والدهم.
الغزو
وحين وقع الغزو الغاشم كان خارج البلاد وكانت حالته الصحية حرجة، فأمر الشيخ سعد العبدالله - رحمه الله - بنقله وكان وقتها في قبرص فنقل إلى الرياض وأدخل المستشفى العسكري ثم حول إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وقد قضى فترة الغزو وهو يتلقى العلاج، وكانت عنده أمنية أن يأتيه أجله وهو على أرض الكويت الغالية على نفسه، وفعلاً حقق الله تلك الأمنية فكانت وفاته بعد أن حررت البلاد في 14/9/1991 ودفن في الكويت.
إنسان
كانت للحياة العسكرية أثر في سلوكه ومعاملته مع الآخرين، ومن خلال تربية الأولاد فهو الإنسان الحنون الصبور متفهم لظروف الحياة، جعل الدراسة والحث عليها هي السبيل لأولاده، ومقولته لهم اطلبوا العلم ولو كان في الصين.
التشجيع
من حرصه على العلم تشجيع زوجته ورفيقة دربه الالتحاق بدار القرآن حين أُعلن عن تأسيسها عبر وسائل الإعلام، وكان ذلك عام 1977 في مركز أم عطية في منطقة عبدالله السالم، وكان بنفسه يقوم بتوصيلها وانتظارها وقد أتممت دراستها للقرآن والعلوم الشرعية حتى تخرجت من دار القرآن.
الزواج
تزوج عام 1950 ورزق بأبناء تسعة، ست بنات وثلاثة أولاد.
د. يسر وجيه المدني، دكتوراه في الأدب الانكليزي، عضو هيئة تدريس بقسم اللغة الانكليزية وآدابها في جامعة الكويت وخديجة وجيه المدني، ماجستير هندسة الكترونية وكهربائية متقاعدة عملت في معهد الأبحاث سابقاً ونازك وجيه المدني، ماجستير هندسة بيئية، متقاعدة، عملت سابقا في معهد الأبحاث والمرحوم طلعت وجيه المدني، هندسة طيران، عمل برتبة مقدم في سلاح الطيران الكويتي، توفي في عام 1994 وإيمان وجيه المدني، بكالوريوس هندسة كمبيوتر تعمل حاليا مديرة إدارة الموارد البشرية في بنك الكويت والشرق الأوسط وطارق وجيه المدني، B.S بكالوريوس هندسة الكترونية يعمل حاليا في ديوان الخدمة المدنية كمستشار نظم معلومات وطلال وجيه المدني، هندسة صناعية يعمل حاليا مدير النادي الصحي في فندق النخيل وإلهام وجيه المدني، B.S علوم كمبيوتر، متقاعدة، عملت في بنك الخليج وهدى وجيه المدني، B.S علوم كمبيوتر تعمل حاليا في بنك الشرق الأوسط وجميع أولاده متزوجون في الكويت ولديه من الأحفاد 25 حفيداً.
المجلة
حين صدور مجلة «حماة الوطن» الناطقة باسم الجيش الكويتي وكان ذلك في الشهر العاشر من عام 1960 كانت اسهامات ومشاركات كتابية عبر المقالات التي كان ينشرها أو المقابلات التي أجريت معه.
حرب الصحراء
موضوع نشر له في مجلة «حماة الوطن» في سنتها الثانية العدد الرابع عشر 15/11/1961 تناول فيه النواحي المهمة في الحرب في الصحراء، بدأ فيه بتعريف الصحراء وانها الأرض الرملية مترامية الأطراف شديدة الحرارة بعدها ذكر ان الحرب فيها فن مستقل كامل يتطلب الجهد والمواد الحربية، ثم عرف جنود الصحراء ونوعية المقاتلين فيهاوان هناك جنديا حضريا وبدويا وكل له طبيعة خاصة في قتاله، والقدرات التي عنده شرعا بعدها مسرح العمليات وخصائصه وما ينبغي أن يكون عليه بموانع طبيعية، بعد ذلك عرج إلى الصعوبات التي تكون في حرب الصحراء وكيف تتفادى تلك الصعوبات ثم فصل بأنواع العمليات العسكرية.
ختم ذلك البحث بكلمة ختام ما تقدم يتبين أن هذه المهام الكبيرة والواجبات الجمة لا يقوم بها إلا جيش تدرب تدريباً عالياً وحصل على الكثير من التطبيق العملي والتدريب هو القاسم المشترك الأعظم الذي يجب توافره في كل عملية مهمة مهما صغرت.
حديث المغاوير
نشر له حديث المغاوير في العدد الأربعين في شهر فبراير عام 1964 حيث وجهت له «حماة الوطن» وكان آمر اللواء الخامس عشر في الجيش الكويتي، وقد جاء ذلك الحديث حواريا بصيغة سؤال وجواب ويظهر خبرة اللواء وجيه مدني في ذلك الحوار.
الثانية
في السنة الثانية لمجلة «حماة الوطن» في عددها الثالث عشر 15/10/1961 كانت له دراسة عسكرية عن قوة المغاوير بدأها بلمحة تاريخية ثم أصل الكلمة من ناحية اللغة وما مفهومها الحديث الثابت، بعد ذلك سرد في انتخاب قوة المغاوير بيت الوحدات ويتطلب لأجلها ثم عرج إلى التجهيزات التي تكون بها، ثم إلى التدريب، وختمها في أهم أعمال المغاوير.
الحكمة
كانت نظرة وجيه المدني للحياة تختلف عن كثير ممن كانوا حوله، وذلك من جراء الخبرة الواسعة التي اكتسبها من خلال مراحل عمره والثراء اللغوي الذي كان يتمتع به، فإذا طرحت أي قضية ومسألة للنقاش كان يسمع ما يُقال وينصت للمتحدث ثم يبدي رأيه، وكان رأيه مبنيا على ما عنده من مخزون ثقافي وسياسي، وقد يختصر كل ما يُدار بكلمات موجزة وعبارات لطيفة تكون جامعة لكل ما يُراد قوله... وحين ذهاب أبنائه للسفر من أجل الدراسة في الخارج قال لهم مودعا «شوفوا يا أبنائي عندكم أربع سنوات ستقضونها وهي من عمركم، إذا تعبتم فيها واجتهدتم سترتاحون طول عمركم، وإذا أخللتم بها ولم تجتهدوا ستتعبون طوال عمركم.... والقرار لكم، هذه الكلمات حملها أبناؤه إلى أحفاده حيث عاشت مع الأبناء ليس وقت دراستهم بل طوال حياتهم الدراسية والعملية».