عميدة « الآداب » أكدت أنها أنشئت في تاريخ مبكر عما جاء في كتب المؤرخين
ميمونة الصباح: في 2013... تتم الكويت 400 عام من عمرها
1 يناير 1970
06:08 م
|كتب فهد المياح|
أكدت عميدة كلية الآداب في جامعة الكويت الشيخة الدكتورة ميمونة الصباح أن نشأة الكويت كانت في تاريخ مبكر عما سبق ذكره في مؤلفات المؤرخين، لافتة إلى أنه تم تشكيل لجنة أكاديميين من أعضاء الجمعية التاريخية تحت مظلة الديوان الأميري، وبعد نهاية القرن الرابع للكويت في سنة 2013 ستكون هناك احتفالية كبرى بهذه المناسبة، وهذه الوثائق تدل على استقلال الكويت منذ نشأتها، ولفتت إلى أنه تم تأليف كتاب لتدريسه في جامعة الكويت يتناول تاريخ الكويت.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مجلس حي منطقة اليرموك، في مركز تنمية المجتمع صباح أمس، بالتعاون مع جمعية اليرموك التعاونية ومكتبة اليرموك العامة، وذلك بمناسبة قرب احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، تحت عنوان « نشأة الكويت أدلة تاريخية وحقائق»، بمشاركة الدكتورأنورالرفاعي، والدكتور موسى الغضبان.
وقالت الشيخة ميمونة: إن « قرب الاحتفال بالأعياد الوطنية يستدعي منا العودة إلى تاريخ نشأة الكويت، والتي لها مواقع أثرية وحضارية تمتد لآلاف السنين قبل الميلاد في جزيرة فيلكا، كما أن لها تاريخاً وآثاراً من التاريخ الإسلامي، حيث كانت مملكة البحرين العظمى تمتد من الأحساء إلى كاظمة عندما وصلتها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم »، مشددة على أهمية الاهتمام بهذا الامتداد والوجود التاريخي، والمزيد من العناية بالآثار الكويتية التي تتعرض للاندثار، وقالت: « إننا في الجمعية التاريخية نبذل جهود حثيثة ومراسلة المسؤولين من أجل التوعية في هذا الجانب ».
وأوضحت أن الباحثين والمؤرخين في التاريخ الحديث ذكروا في المعطيات الموجودة لديهم بأن الكوت - وهي تصغير الكويت - وأن باميل وهو أحد حكام بني خالد هو من أسس الكويت، لافتة إلى أن هناك وثائق تاريخية تدل على أن آل الصباح هم من أنشأوا هذا الحصن، كما أن هناك أدلة أن الكويت أنشئت قبل فتح بني خالد للقطيف، وهناك من شارك من قبائل تنتمي لعنزة الكبرى، وذلك عام 1670، ولكن وجدنا أن هذا الحصن مثل ما أسسه آل الصباح أنفسهم، كما قال مؤرخنا الأول عبد العزيز الرشيد: « وقيل أسسه آل الصباح أنفسهم، كما أن المقيم السياسي البريطاني تكلم عن انتقال آل الصباح للكويت ثم أقبل أول الشيوخ الرئيس بعد ذلك عبر خور بوبيان مع أتباعه وحط الرحال على الخليج الذي يسمى القرين ثم استقر على الشاطئ الشمالي وأقام قلعة أو كوتا، أما القرين فتطلق على الخط الساحلي للخليج ».
ولفتت الصباح أن تاريخ تأسيس الكويت ذكره المؤرخون في نهاية القرن السابع عشر، ولكننا توصلنا إلى أنها تأسست قبل ذلك، حيث وجدنا أن مشاركة آل الصباح في فتح القطيف، وبناء على ذلك منحوا قطعة نخيل وقفت على مسجد بناه آل خليفة في الكويت، كما أن هناك وثائق تدل على وجود الكويت ولكنها لا تنفي أن تكون أسست قبل ذلك، ومن ذلك مخطوطة أحمد بن يوسف الدرزي، والتي ورد فيها كلمة «شتتوها» عن المعركة، وهناك مخطوطة أخرى وجدت في فيلكا نسخها مسيعيد بن مساعد بن سالم 1687م، وهذا يعني أن هناك أناساً في الجزيرة، وهناك مسجد آل بحر جدد بناؤه عام 1745، وكان لا بد أن يكون التقادم على المسجد دليلاً على فترة طويلة، وهناك خرائط وجدت فيها الكويت أوبمسمى القرين الاولى منها كانت 1645، وهناك خريطة للفرنسي نيكولاس عام 1652 وخريطة أخرى للفرنسي آخر عام 1654، وخريطة هولندية رسمها الأخوان أوتنيس وكانت ضمن المتحف البريطاني وكانت أجزاء من البصرة تتبع الكويت، والآن تأكد لنا من خلال وثيقة من والي البصرة تتكلم عن أن قبيلة العتوب أتوا في سفن محملة بالسلاح يريدون الاستقرار بالمناطق القريبة من البصرة، واستأذن الوالي السلطان العثماني حتى لا يشكلوا خطرا على القبائل، ولكن هذه الوثيقة لم تصح، وإن صحت فتكون بعد استقرار العتوب في الكويت، لأن الدولة العثمانية كانت تسيطر على المناطق العربية.
وأشارت الصباح الى ان هناك وثائق تؤكد أن الكويت تأسست عام 1613، ونجد أن وثائق مفاوضات الشيخ مبارك الصباح على الحدود في الاتفافية الإنجليزية التركية وحدود الكويت مع البصرة تثبت ذلك، كما أن القاضي عنيزة النجدي ذكر في كتابه تاريخ نجد أن الكويت تأسست عام 1022 هـ، كما أن محمد بن عثمان بن صالح قاضي عنيزة ذكر في كتابه بعض مدن الخليج وذكر أنها تأسست عام 1022 هـ.
وخلصت الصباح الى ان ما صلنا يؤكد أن استقرار قبيلة العتوب في مستوطنتهم الكويت وهم من بنى البيوت الحجرية ووضعوا الامور الإدارية، وقالت: « لا تختلف المصادر على أن صباح الأول هو أول من حكم الكويت، ولم يحكمها أحد غيرهم، وفي ما يخص مبارك الأول ذكر مدير وكالة الهند الشرقية الهولندية عن أحوال الكويت وأن فيها 4000 نسمة ولديها 300 سفينة عام 1756 »
وذكرت الصباح ان الاستقرار والأمن جعلا القوافل تأتي للكويت، وكذلك حرية التجارة والرسوم الجمركية المنخفضة، وتضحية أهل الكويت وحكامها حافظت على الكويت واستقلالها رغم ارتباطها بقوى عدة مثل بني خالد والدولة العثمانية وبريطانيا.
وأكد الدكتور أنور الرفاعي عضو مجلس حي منطقة اليرموك أن الموروث الكويتي كبير جدا، ونحن مقصرون فيه، والدول تقاس حضاريا بموروثها التاريخي، لافتا إلى أن الكويت بيئة طاردة كونها صحراوية بلا زرع ولا ماء، ولكن السبب وراء سكنى أهلها فيها هو الأمن والأمان، وكانت دولة مؤسسات منذ قديم الزمن، تفوق ما حولها من مناطق.
وأشار الرفاعي إلى أن الكويت تكالبت عليها دول عظيمة، ولكن تلاحم الأهل مع قيادتها أوصل الكويت إلى ما هي عليه اليوم، ومن الدلائل التي تدل على وجود مؤسسات بها صورة جواز سفر منذ عام 1921، ويلاحظ عليه عدم وجود صورة نظرا لعدم وصول الكاميرا، ثم ظهر في الثلاثينات جواز السفر بالصورة، وتطور في الخمسينات، وأبرز شهادة تخرج طالب من مرحلة الروضة سنة 1947 بتوقيع وزير المعارف، دليلا على أهمية التعليم في الدولة، كما أبرز وثيقة من التاريخ العثماني تدل على نشأة الكويت ووجود مؤسسات بالختم العثماني، ويذكر فيها حيثيات عن أراض موجودة في الكويت قبل أكثر من 300 سنة، وصورة تظهر الشيخ مبارك الصباح، ونشأة الكويت في تاريخه يجب التركيز على هذه الشخصية حيث كان ذا حنكة سياسية كبيرة، وصورة لفصل تدرس فيه اللغة الإنجليزية سنة 1912، وصورة لسيارة سنة 1907
من جانبه، أكد أستاذ التاريخ الحديث في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور موسى الغضبان، أن أهمية التاريخ تأتي من كونه وسيلة للربط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، لافتا إلى أن التاريخ الكويتي يحتل أهمية من حيث كونه معلما للأجيال وموجها للأمة، وعليه فإن ضرورة الاعتزاز بهذا التاريخ أمر مهم جدا.
وقال الغضبان: إن « ما يميز التاريخ الكويتي هو أنه خلال 300 سنة منذ نشأة الكيان الكويتي الأول مروا بالتطورات الكبرى التي حدثت واستمرارا للمستقبل إن شاء الله، وهو تاريخ مليء بالأحداث والإنجازات، وتأتي أهمية عقد هذه المحاضرة عن نشأة الكويت كونها تحقق هذه المضامين لتحقيق الارتباط والولاء والانتماء لهذه الأرض، خاصة وأنها تأتي والكويت تستعد للاحتفال بالأعياد الوطنية، وذلك لتعليم الجيل الحالي دور الآبار والأجداد في بناء هذا الكيان، ونسعى دوما إلى رفعته وتطوره في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير وسمو ولي عهده».