«مصلحتنا المشتركة تكمُن في حُسن الجوار والتعايش السلمي»
السفير الإيراني: نسعى لتفعيل اللجان المشتركة... ومستعدون لتلبية احتياجات الشعب الكويتي
| كتب خالد الشرقاوي |
11 ديسمبر 2023
10:00 م
- تسريع التعاون الاقتصادي والتركيز على المواد الغذائية ومستلزمات البناء
- السفارة تمنح سنوياً نحو 100 ألف تأشيرة سياحية للمواطنين الكويتيين
- نأمل أن تُبادر السلطات الكويتية بمنح المواطنين الإيرانيين تأشيرات زيارة
- ما يحدث في غزة أدمى قلوب أحرار العالم أجمع وفَضَح زيف شعارات الغرب
- الكويت من الدول السبّاقة في دعم الشعب الفلسطيني... وموقفها مُشرّف
- موقف إيران من القضية الفلسطينية ثابت ومبدئي وهي تدفع ضريبته
- نرحّب بأي جهد لرأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الرؤى في المنطقة
اعتبر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد توتونجي أن التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة، أدمت قلوب أحرار العالم أجمع، مؤكداً أن فزعة الشعب الكويتي لإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم ضد الاحتلال الصهيوني، ساهمت في بلسمة جراح هذا الشعب المظلوم.
وفي مؤتمر صحافي عقده الاثنين، هو الأول له مع ممثلي وسائل الإعلام بعد تقديم أوراق اعتماده، قال السفير توتونجي إن أحداث غزة فضحت الشعارات الطنانة التي يتشدّق بها الغرب وأميركا حول حقوق الإنسان والديموقراطية، وكشفت زيفها وبطلانها وازدواجية المعايير، كما انكشفت حقيقة الكيان الصهيوني للرأي العام العالمي، منوهاً بأن الكويت كانت من أكثر الدول السبّاقة في تقديم المساعدات، من خلال الجسر الجوي الإغاثي، وتأكيد التضامن الرسمي والشعبي والإعلامي المُشرّف والمبدئي.
وأشار إلى أن أحداث غزة الراهنة دقت المسمار الأخير في نعش حقوق الإنسان الغربية وديموقراطيتهم المزعومة، مؤكداً أن موقف إيران من القضية الفلسطينية ودعم المقاومة الإسلامية موقف ثابت ومبدئي، وهي تدفع ضريبة هذا الدعم بمحاصرتها ومقاطعتها الحالية.
العلاقات الثنائية
وذكر السفير أن «مسيرة العلاقات بين بلدينا وبقية الدول المجاورة شهدت تطوراً ملحوظاً، ونسعى حالياً لتفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لتعقد اجتماعاتها في أقرب فرصة»، لافتاً إلى أنه «بفضل حكمة وحنكة القيادة السياسية في البلدين نتوقع تطوّر وازدهار العلاقات الثنائية وتعزيزها أكثر فأكثر، لأن مصالحنا المشتركة تكمُن في حُسن الجوار والتعايش السلمي».
وأكد أن إيران ترحّب بأي جهد يؤدي لرأب الصدع في المنطقة ولم الشمل وتوحيد الرؤى بين دولها، كما ساهمت وتُساهم في التغلّب على معظم الأزمات الإقليمية، مبيناً أن هناك جهوداً حثيثة لتسريع عجلة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والتركيز على تجارة وتصديرالمواد الغذائية ومستلزمات البناء.
وقال توتونجي إن السفارة تمنح سنوياً نحو 100 ألف تأشيرة سياحية للمواطنين الكويتيين، ولا يستغرق الحصول على التأشيرة أكثر من 72 ساعة، كما بدأت السفارة بإصدار تأشيرات سنوية متعددة لأصحاب المشاريع والأعمال التجارية والعقارية، ويمكن الحصول على التأشيرة كذلك في مطارات طهران ومشهد وشيراز وأصفهان وأهواز.
وأضاف: نأمل بالمقابل أن تُبادر السلطات الكويتية بمنح المواطنين الإيرانيين تأشيرات زيارة للكويت، كما كانت سابقاً، لتحقيق التواصل الشعبي والأخوي بين الأهل في البلدين.
الاستثمارات والتجارة
وأشار إلى أن إمكانيات التعاون التجاري بين البلدين لاتزال دون مستوى الطموح، فهناك إمكانيات كبيرة تتمتع بها إيران مؤهلة للاستثمار من قبل المستثمرين في الكويت، في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، مضيفاً أن السفارة مستعدة لتقديم الاستشارة اللازمة وتكون حلقة الوصل بين المستثمر الكويتي وصاحب المشروع الإيراني والاستفادة من قانون تشجيع الاستثمار والمزايا والإعفاءات المقررة له.
وقال إن التبادل التجاري بين الكويت وإيران تأثر بفعل جائحة «كورونا» ولم نصل لحد الآن إلى المستوى الطبيعي الذي بلغ في السابق 300 مليون دولار سنوياً، لكن الأمور بدأت تتحسّن تدريجياً حيث عقدنا لقاء مثمراً مع وزير التجارة والصناعة وناقشنا سُبل الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يقدمها الجانب الايراني للكويت في ما يتعلق بالأمن الغذائي عن طريق واردات المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية، كما اتفق الطرفان على ضرورة تفعيل اللجنة التجارية المشتركة بغية التنسيق بين الجهات الحكومية وجهات القطاع الخاص الفاعلة في مجال التجارة والاستثمارة والاقتصاد.
وأضاف «بكل الأحوال إيران مستعدة لتلبية الاحتياجات العامة للشعب الكويتي، في ظل جودة البضاعة والأسعار التنافسية التي تحفز التُجّار وتُعزز النشاط التجاري».
سياحة متنوّعة
ذكر توتونجي أن السياحة للأشقاء في الكويت كانت تقتصر على السياحة الدينية في مدينتي مشهد وقم في السابق، «لكننا اليوم نشهد جيل الشباب الذين يقصدون شيراز وطهران وأصفهان ومدن الشمال الإيراني للتمتع بالمناظر الخلّابة والمنتجات الراقية، لاسيما وأن مناخ الفصول الأربعة هو السائد في المدن الإيرانية، ناهيك عن توافر رحلات الطيران المباشر إلى هذه المدن».
وأوضح أن «السياحة العلاجية أو الاستشفائية والعلاج بالمياه المعدنية والكبريتية متوافرة في العديد من المدن الإيرانية، وترتقي الى المواصفات العالمية، وتعتبر مقصداً للمرضى العرب الذين يلجأون الى المستشفيات والمصحات ذات التكاليف المنخفضة».
40 ألفاً... الجالية الإيرانية
قال السفير توتونجي إن الجالية الإيرانية تُعتبر من أقدم الجاليات في الكويت وتحظى بالاحترام بسبب التزام أفرادها بالقوانين وحُسن سلوكهم، «ولاشك بأن القواسم المشتركة الثقافية والاجتماعية والقرب الجغرافي ساهم في تعزيز الأواصر العائلية وإيجاد القرابة والمصاهرة بين الشعبين الجارين، لكن عدد الجالية لا يتجاوز الأربعين ألفاً حالياً».