أولوية للقطاع الزراعي في منظومة الأمن الغذائي
7 تحديات أمام المزارع الكويتي... صيفاً شتاءً
| كتب عدنان مكّاوي |
30 نوفمبر 2023
10:00 م
-1 تسويق المنتج المحلي
-2 تشغيل العمالة الملائمة
-3 ضعف وصول المياه المعالجة
-4 انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والمفاجئ
-5 استيراد خضراوات وثمريات قليلة الكلفة قياساً بالمحلية
-6 تأخر صرف الدعم الزراعي... وصرفه منقوصاً أحياناً
-7 توقف أو تذبذب الخدمات والمواد الزراعية مثل المبيدات وحراثة الأرض
يحتار المزارع الكويتي، من أين يبدأ لدى تناوله التحديات والمشكلات التي تواجه القطاع الزراعي، ذلك القطاع المهم والحيوي في منظومة الأمن الغذائي، التي باتت ملفاً أولوياً لدى الدول والمجتمعات في عالم اليوم.
فمن أهم المشكلات وأكبر الهموم، الماء المعالج والكهرباء، إلى اليد العاملة التي باتت بمثابة عملة صعبة، ولا تنتهي بتأخر صرف الدعم الزراعي وصرفه منقوصاً أحياناً، عدا عن توقف أو تذبذب الخدمات والمواد الزراعية مثل المبيدات وحراثة الأرض، يعاني المزارع من مواجهات يومية لا تنحصر فقط في التسويق، بل تتعداها إلى المنافسة غير العادلة مع المنتج المستورد.
تسويق المنتج
من وسط مزرعته في العبدلي، يؤكد المزارع محمد العازمي، أن لا حلّ لمشكلة تسويق المنتج المحلي وبيعه بأسعار غير مربحة للمزارع الذي يتكلّف الكثير لإنتاجه، إلّا بوضع حد أدنى لبيعه لدى التحريج عليه في الصليبية أو العارضية، معتبراً أنه من الخطأ أن يجري المزاد على هذا الصنف أو ذاك من الصفر، والصحيح أن يبدأ من سعر تكلفته تصاعدياً.
وطالب «أبوبدر» بفتح الحراج على كل صنف زراعي، بدءاً من سعر تكلفته، والزيادة عليه من نصيب المزارع المنتج الذي يكد ويشقى على امتداد حدوده الصحراوية النائية في أقصى شمال الكويت وجنوبها.
العمالة... عملة صعبة
وتطرق «أبوبدر» لمشاكل الزراعة والمزارعين في العبدلي والوفرة، قائلاً: «لقد صار الحصول على عامل زراعي بنغلاديشي عملة صعبة، فرغم أنه الأنسب والأكثر عملاً للعمل الشاق في مزارعنا، إلا أن وزارة الداخلية تمنع دخوله للكويت. فلماذا؟ طالما أنه يعمل في المناطق النائية على الحدود الشمالية والجنوبية؟! ومادمنا نعطيه أجره ونكرمه، فظني أنه سيعطينا ويكرمنا ولن يهرب من مزارعنا».
مشكلة المشاكل
واستدرك العازمي بقوله «بيد أن مشكلة المشاكل الآن في معظم مزارع الشمال والجنوب، إن لم يكن كلها، ضعف وصول المياه المعالجة، بل وعدم وصولها بالمرة إلى بعض هذه المزارع، خصوصاً طوال أشهر الصيف التي نحتاجها فيها أكثر من أشهر الشتاء!».
وعرّج على «انقطاع التيار الكهربائي في كثير من الأحايين، وبشكل مفاجئ... ومن لا يحوز مولداً كهربائياً أو أكثر في مزرعته، فعليه ألا يغامر ويزرع في البيوت والمجمعات المبردة صيفاً، لأن ساعة أو ساعتين من انقطاع كهرباء المبرد في هذه البيوت والمجمعات كفيلة بحرق المزروع فيها من نباتات في سويعات، بعدما استغرق نموها عدة أشهر».
بين المستورد والمحلي
ووصف استيراد خضراوات وثمريات مماثلة لخضراوات وثمريات الكويت، بأنه «دمار» للمزارع الكويتية، لأن المستورد المنتج في بلاد زراعية، بطبيعتها يكون أقل سعراً من مثيله المنتج في ربوع الوفرة والعبدلي، رغم أن المنتج فيهما أفضل من المستورد وأكثر نضارة وأماناً من الوجهة الصحية والغذائية، ناهيك عن أهمية المحلي في دعم الاقتصاد الوطني وتحريك عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
ولفت إلى أن تكلفة الإنتاج الزراعي المحلي قد «زادت كثيراً عما سبق، ومع هذا أو ورغم هذا، فإن أسعار مبيعنا من الإنتاج الزراعي، لم ترتفع لتغطي الزيادة في أسعار المواد والمستلزمات الزراعية، والزيادة في أجور العمال، وحتى في أجور المزارع لدى أملاك الدولة، وزيادة سعر المياه العذبة والكهرباء».
وتساءل العازمي عن سرّ تدفق الثمريات المستوردة وقت ذروة إنتاج ما يماثلها محلياً. وقال: «أين حماية المزارع الكويتي المنتج وحماية المنتج المحلي من المنافسة في عقر داره؟!».
الدعم الزراعي
وقال إن كل ذلك وغيره كثير، مثل التأخر في صرف الدعم الزراعي وصرفه منقوصاً أحياناً، وتوقف أو تذبذب الخدمات والمواد الزراعية المقدمة للمزارعين المنتجين من هيئة الزراعة، مثل المبيدات الحشرية وحراثة الأرض، جعلت معظم المزارعين الكويتيين يخسرون من عملهم الإنتاجي، ومنهم من هجر الزراعة الإنتاجية، وآثر تحويل مزرعته أو جزء منها للسياحة والترفيه، والعديد من مزارعي الوفرة والعبدلي قصروا أو حصروا زراعتهم على عشرات من أشجار النخيل المثمر، وزراعة العلف الأخضر، في ظلال الأشجار أو بينها، لإطعام حيوانات المزرعة، وكفى الله المؤمنين شر الخسارة والخسران.
تقليد الإنتاج
قال العازمي «استنفدنا كل الطرق، التي تحول دون تكبد الخسارة في كل موسم، فصرنا نخالف السوق، يعني ننتج قبل ذروة الإنتاج المحلي من هذا الصنف أو ذاك أو تأخيره ليقل الإنتاج منه، وبالتالي يرتفع سعره، لكن صار الكثير من المزارعين يفعل مثلنا، فآفة مجتمعنا الزراعي التقليد الإنتاجي!».
الورقيات المبردة
ذكر العازمي «جربنا زراعة الورقيات الخضراء داخل المجمعات المبردة المكلفة والمرهقة تشغيلاً وتبريداً، لننتج كزبرة وبقدونس ونعناع وشبت وما إليها، عبر مجمعات طويلة عريضة مبردة، بغية بيعها بأسواق جيدة، حيث تقل زراعتها في الحقول المكشوفة لدى الغير صيفاً، ويصعب استيرادها، لأنها سريعة الذبول، هذا أيضا صار غيرنا من المزارعين يفعله. فما العمل؟ وكيف الخلاص أو الهروب من خسارة المزرعة ودفع أجور العمال دونما توقف طوال أشهر السنة؟».
«لولا الأمل... لخاب العمل»
يختم المزارع «أبو بدر»، بتمسكه بالتفاؤل قائلاً: «لولا الأمل لخاب العمل، فنحن نؤمّل أنفسنا مع بداية كل موسم زراعي، بأنه سيكون أفضل من سابقه، وها نحن نسوّق كميات من إنتاجنا النادر والفريد عبر بسطات سوق القشعانية وسط العبدلي، كل خميس وجمعة وسبت، وفي العطلات الرسمية، كما نسوّقها عبر بسطات (سوق إنجاز) كل اثنين وثلاثاء في منطقة الري، ومتفائلون خيراً».