ألوان

«حماس» الإرهابية!

28 أكتوبر 2023 10:00 م

كنتُ أظن حركة حماس جهادية، بيد أن الغرب والكثير من الأنظمة الغربية والشرقية ترى أنها إرهابية تقوم بقتل الأبرياء من كبار السن والنساء والأطفال.
وكنتُ أظن حركة حماس تمثل الدين الإسلامي الحنيف، إلا أن الكثير من الدول تحاربها وتحاول التضييق عليها في محاولة منها لتجفيف منابع الإرهاب.
وكنتُ أظن أن الكنعانيين هم أول من سكن فلسطين في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، بينما يؤكد الغرب أن اليهود هم السكان الأصليون وإن كانوا ينتمون إلى أكثر من دولة وثقافة وإن كانوا شعباً غير متجانس اجتماعياً وثقافياً.
وكنتُ أظن حركة حماس تلتزم بالقيم الإنسانية الإسلامية العربية في التعامل مع العدو، إلا أن الآلة الإعلامية تصر على أنها حركة لا تعرف الرحمة، فهي تقوم بقطع رؤوس الأطفال وتطبخها بالماء المغلي كما فعل أحد الضباط الأوروبيين في بعض الضباط والجنود الأتراك من الأسرى في الحرب العالمية الأولى، وهي لا تحترم حقوق الأسرى وبالتالي فإنها تقوم بالإجهاز على كل أسير ثم تدعي أنه مات بشكل طبيعي، وأنهم يشبهون من قاموا بالخيانة بالوعود التي قدموها للمسلمين عندها قاموا بقتل الرجال والنساء عند استسلام القدس قبل قرون من الزمن، بل إنهم قاموا بتحويل المسجد إلى إسطبل وجرائم حرب يفتخرون بها إلى يومنا هذا.
والذي يريد المزيد فقد تحدث الكثير من الإعلاميين والمفكرين العرب حول الجرائم التي قام بها المستعمر الغربي ومنهم الدكتور عبدالله النفيسي، ومهنا المهنا والدكتور مصطفى الفقي والدكتور عبدالوهاب المسيري، وغيرهم، وما تلك الأسماء إلا للذكر وليس للحصر.
تبا لهذا العالم المتحضر الذي يمتلك آلة إعلامية وسياسية وديبلوماسية واقتصادية وحربية ضخمة منذ سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وبات يسيطر على كل شيء تقريباً في العالم في شتى المجالات مستخدماً الوسائل كافة التي تجعل الضحية هو القاتل دون أي شعور بالحياء.
نعم، إن سبب الحرب العالمية الأولى والعالمية الثانية هو حركة حماس عبر أيديولوجيتها المبنية على الفتنة والربا والنورانية فكانت الحصيلة مقتل الملايين من الشعوب الأوروبية.
نعم، إن حركة حماس تمتلك قنبلة ذرية قامت بإلقائها على اليابان ولديها أسلحة كيماوية خطيرة استخدمتها ضد جمهورية مصر العربية وجمهورية العراق، إضافة إلى أفغانستان وهي المسؤولة عن انتشار المخدرات وارتفاع معدل الجريمة وعن ثقب الأوزون وعن تراجع الديموقراطية في العالم بشكل عام وفي الوطن العربي بشكل خاص، وهي المسؤولة عن انتشار الأمية والأمراض والجوع في قارة أميركا الجنوبية.
هذه مقدمة يريدها العالم الغربي الذي يدعي الإنسانية واحترامه للقوانين الدولية، ويبثها عبر آلة إعلامية ضخمة قامت بتحريك الرأي العام ضد حماس وضد العرب بل وضد المسلمين.
ولسوف تبقى فلسطين قضيتنا وهويتنا بالمسجد الأقصى وبقية المساجد بها وفي الكنائس ومنها كنيسة الروم الأرثوذكس التي قصفت وكان هناك ضحايا ومصابون.
وبعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة بدأ الغرب بالبحث عن التوتر في حياته كي يصنع منه مشروعاً سياسياً واقتصادياً يرهب به شعوبه المختلفة في اللغة وفي العادات والتقاليد رغم المسيحية التي يعتنقنها، علما بأن النبي عيسى، عليه السلام، ولد في فلسطين، إلا ان الغرب يستخدم الدين متى ما كان في مصلحته ويعلن علمانيته عندما يكون ذلك ضرورياً، وكان ذلك عبر الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي وتبع ذلك محاربة الإرهاب عبر الإسلاموفوبيا.
إن الدين الاسلامي هو دين السلام، وعندما كانت الشعوب اليهودية تتعرض للاضطهاد فكانت هناك الهولوكوست وكان هناك العداء من قبل الشعب الأوروبي ولم يجد اليهود الأمن والأمان إلا في ظل حكم الدول الإسلامية، وما واقع بلاد الأندلس إلا دليل على ذلك حيث كانت حقوق اليهود والمسيحيين محفوظة كاملة، لكن الدولة اليهودية ارتكبت سلسلة من المجازر عبر عقود من الزمن منها تفجير فندق الملك داود الذي سكن فيه رئيس وزراء بريطانيا في زيارته الأخيرة، علما بأنه عند تفجيره من قبل اليهود في عام 1946م على يد منظمة صهيونية تدعى «الارغون» فقُتل واحدا وتسعون شخصاً.
وإني لاستغرب من بعض القيادات والمنظمات الفلسطينية التي لم تعبر عن موقفها المؤيد للحق الفلسطيني وما يحدث في غزة من قتل وحرق وإبادة، واذا كان موقفهم بسبب خلافهم الأيديولوجي مع «حماس» فإن تلك كارثة وطنية داخل البيت الفلسطيني، ولا أعرف لماذا تذكّرت الشهيد ناجي العلي، الذي اغتالته الأيادي القذرة بتواطؤ أكثر قذارة منها بل ان حذاء «حنظلة» أكثر طهارة منهم.
والطامة الكبرى التي ستبقى في ضمير العالم الدولي أن الغرب يطالب بمحاسبة «حماس» بينما لم يجرؤ أي صوت على محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الشعب العربي في فلسطين ولبنان ومصر والأردن.
ونحن في الكويت لم ننس موقف حركة حماس من الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990م إذ كانت داعمة للحق الكويتي رغم أن حركة الإخوان المسلمين لم تساند الحق الكويتي، وقتها كان يعلن بعض قياداتهم أنهم ضد احتلال الكويت لكنهم في الوقت ذاته ضد حضور قوات التحالف لتحرير الكويت، وكأن هناك أي حل ديبلوماسي أو عسكري من قبل إحدى الدول العربية أو الاسلامية قادرة على تحرير الكويت.
نعم، نحن في الكويت لن ننسى الجمهورية اللبنانية التي كانت أول دولة تدين الاحتلال، ولن ننسى حركة حماس التي كانت أول حركة إسلامية تدين الاحتلال رغم موقف منظمة التحرير الفلسطينية السيئ، وما زالت الكويت تدعم القضية الفلسطينية وقد تسامت فوق جراحها لأنها مؤمنة بأهمية تلك القضية العربية الإسلامية.
وفي الختام، وأنا في عقدي السابع من عمري لن أقف إلا مع الشعب الفلسطيني وكلي ثقة وإيمان بالموت مثلما إيماني بالدين الاسلامي، وبأن نهاية الكيان الصهيوني آتية لا محالة وما يحدث الآن ما هي إلا ارهاصات تسبق تحرك الأمة عبر الأجيال المختلفة عندها ستتحقق النبوءة التي يؤمن بها المسلمون وكذلك الكثير من اليهود المتدينين بزوال إسرائيل وقتها كيف سنتعامل مع اليهود؟
همسة:
لم يبق إلّا الملف الفلسطيني الذي يوحد كلمتنا بعد فرقتنا.