ربيع الكلمات

غزة... نزعت الأقنعة !

25 أكتوبر 2023 10:00 م

حاجاتنا إلى الدفاع عن غزة كبيرة ومهمة في الوقت نفسه، بسبب آلة التضليل اليومية من أبواق الصهاينة حول العالم، يريدون تكوين انطباعات زائفة حتى يصدقهم الناس، والأمثلة كثيرة خصوصاً في الصور التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي في حسابه ثم تبين زيفها، إنهم يمارسون منظومة كاملة من الخداع والكذب حتى يصدقهم الناس، ولكن استهداف المستشفيات وقتل الطواقم الطبية والأطفال أفقد العالم الثقة بالصهاينة، وكلفة الدفاع عنهم ستكون كبيرة إن لم يتوقف القصف على الأبرياء، لأن تعاطف شعوب العالم مع القضية الفلسطينية أصبح كبيراً.
البعض يلوم المقاومة وأنها هي من بدأت الهجوم، وكأن أهل غزة كانوا يعيشون عيشة طبيعية قبل ذلك (!)، غزة محاصرة منذ 17 عاماً، وفي قطاع غزة ضيق المساحة البالغة 365 كيلو متراً مربعاً وتمثل أقل من 1.5 في المئة من مساحة فلسطين، وهم في أكبر سجن مفتوح في العالم، وتفوق نسبة الفقر الـ 70 في المئة من السكان، ولا يزال 80 في المئة منهم يعتمدون على مساعدات خارجية لتدبير أمورهم اليومية، وتشير الأرقام إلى أن نسبة البطالة في صفوف الشباب الخريجين وصلت لـ 75 في المئة حيث يعاني 162 ألف خريج من البطالة من قرابة 300 ألف عاطل عن العمل.
وعدد السكان 2.23 مليون نسمة، ونصف سكان غزة من الأطفال (مليون طفل)، يعيش 1.6 مليون لاجئ في غزة في 8 مخيمات مكتظة، 95 في المئة من سكان القطاع لا يستطيعون الوصول إلى المياه النظيفة، ومن 12 إلى 16 في المئة ساعة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي في اليوم الواحد، و35 في المئة من الأراضي الزراعية ممنوع الزراعة فيها، ويعيش السكان على أقل من دولارين في اليوم.
وما يجري اليوم في غزة بعد كل هذه الأرقام يجعل الإنسان يفقد الثقة بالمجتمع الدولي والعربي برمته، لأن أي عاقل يستطيع أن يميز بين الظالم والمظلوم ما عدا صاحب الهوى والمتصهينين الذين يشمتون بالدماء وهي تسيل، كيف يتم منع المظلوم بالدفاع عن نفسه بل ويجدون المبررات للظالم الذي يقتل بكل سادية ووحشية؟
أي نوع من السلام يريدونه وهم يطلبون نزع سلاح المقاومة والإبقاء على سلاح الصهاينة (!) وأي نوع من السلام يتحدثون عنه ومقياسهم التفوق العسكري لطرف على حساب الآخر، نعم... العالم يريد السلام ولكن بمواصفات خاصة، سلام الغلبة والتسلط، سلام قتل الأطفال وهدم البيوت ودور العبادة، سلام الحصار والتجويع والتركيع، وسلام تكون فيه الدماء بلا قيمة تذكر، سلام الظلم والتسلط والجور.
ما هو ومن أي نوع ميزان الدول إذا كان عدوان الصهاينة وقتل الأطفال هو دفاع عن النفس، ومقاومة شعب غزة للعدوان الصهيوني هو عدوان وانتهاك لأمن الصهاينة.
يا عقلاء العالم... يا قادة العالم... يا من بيده القرار... هذه دعوة لكم وأنتم ترون كيف تعامل الصهاينة بالقوة ضد الأطفال وهدم المساجد والمستشفيات وقتل الكوادر الطبية، انها مشاهد مرعبة من الجرحى والمصابين والدماء التي جرت على مستشفى المعمداني، خلال ساعات أكثر من 1000 شهيد ومصاب، وإذا كنتم تريدون مكافحة الارهاب، فماذا تسمون هذا الفعل المشين الذي يمارسه الصهاينة؟ بل وتتحدثون عن السلام، أي سلام عندما تكون الدماء رخيصة الى هذا الحد، ام انه سلام من نوع خاص وتفصيل معين، وأين العدالة عندما يتم القتل العشوائي على مرأى ومسمع العالم أجمع... ولكن غزة نزعت الأقنعة.