سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / المخاض العسير

1 يناير 1970 09:52 ص
إن الأمم المتقدمة هي التي تعنى بضعافها وان أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة عن مجموعة من أبناء هذه الديرة الحبيبة تقدم لهم جميع الخدمات التربوية والصحية والاجتماعية التي تعمل على تنميتهم وإعدادهم كي يكونوا لبنات صالحات في المجتمع يتأثرون به ويؤثرون فيه، لذلك سن قانون المعاقين الأول رقم 49 لسنة 96 وهو تشريع يضمن من خلاله لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم، ويعمل على تسخير الامكانات والخدمات التي تعمل على تنميتهم وتطورهم، ولما وجد المختصون، وأصحاب الاعاقات، وذووهم، والناشطون في هذا الحقل، ان هذا القانون قد لا يفي بمتطلبات المعاقين عكف على اصدار قانون جديد تبنته لجنة شؤون المعاقين بمجلس الأمة حيث عرض على المجلسين السابقين فلم يكتب له الاقرار، نظراً لعدم اكتمال النصاب لكنه أقر أخيراً بعد ان كادت جلسة اقراره أن ترفع، ولكن الله سلَّم فتم ميلاد هذا القانون الإنساني المهم بعد مخاض عسير طال انتظاره فعسى أن يحقق هذا القانون الجديد آمال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويكفل حقوقهم الاجتماعية والتربوية والصحية والنفسية لأن الأمل شيء عظيم، ونور يستبصر به المستبصرون طريقهم ويحققون أهدافهم لذا قيل:

ما أضيق العيش

لولا فسحة الأملِ

فنرى برامج تربوية تتفق وقدراتهم، ونلحظ خدمات إنشائية تعمل على تكيفهم في المجتمع، وعسى أن يحقق أيضاً هذا القانون دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، ويضمن لهم تخصصات مهنية تتفق وحاجات سوق العمل المحلية حتى يشعرون بأنهم أدوات فاعلة في المجتمع.

عزيزي القارئ

كل من في الوجود يطلب صيداً

إنما الاختلاف في الشبكاتِ

فنرى شباكاً منصوبة فيها الرزق الطيب، والعمل الصالح، والخير العميم، وبعض الشبكات نلحظ بها سرقات يدمى لها القلب تلك السرقات التي اعتدى بها على حقوق المعاقين من أناس يدعون الأصحاء المعاقين.

فعسى أن نجد ضالتنا في هذا القانون كي ينال هؤلاء السرّاق جزاءهم، وينال كل من لهُ يد في إصدار شهادة إعاقة لغير مستحقيها نصيبه من الجزاء في هذه القضية التي يندى لها جبين الإنسانية وتدمى لها قلوب الرحماء.

وصدق الأديب:

من يعمل الخير لا يعدم جوازيهُ

ما ضاع عرف بين الله والناسِ





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي