ناصر الحميدي لـ «الراي»: وفيات القدم السكري تفوق... سرطان الثدي

أكد استشاري الجراحة العامة رئيس وحدة علاج القدم السكري في مستشفى الفروانية الدكتور ناصر الحميدي، أن الوفيات الناجمة عن مرض القدم السكري، تصل إلى 35 في المئة من عدد الإصابات بها في الكويت، متفوقة على الوفيات بمرض سرطان الثدي.
وقال الحميدي في لقاء مع «الراي»، إن المجتمع الكويتي من أكثر شعوب العالم إصابة بمرض السكر، بسبب عادات الغذاء غير الصحية، وعدم ممارسة الرياضة، لافتاً إلى أن الأسباب الرئيسية للإصابة بالقدم السكري، تتمثل بالتهاب الأعصاب الطرفية وانسداد الشرايين الطرفية وارتفاع السكر وضغط الدم، في حين أن عدم انتاج الانسولين بكمية كافية أو عدم القدرة على الاستفادة منه، يؤديان إلى فقدان المريض الشعور بالقدمين.
وطمأن الحميدي إلى أن كل الخبرات والأجهزة الطبية في الكويت لعلاج المرض، تضاهي تلك الموجودة في الخارج، محذراً في الوقت عينه من خلطات «الحواج» وتوصيات «شاي الضحى»، معبراً أنها تؤدي إلى تدهور الإصابة بالقدم السكري.
وأعرب عن الأسف لأن بعض المرضى لا يثقون بعمل أطبائنا، ويراجعون بعد استفحال المرض ووصوله للعظم، مشيراً إلى أن تفاقم الحالة يجبر الطبيب على بتر القدم عند عدم القدرة على السيطرة على انتشار الغرغرينا. وفي ما يلي نص اللقاء:
• ما مفهوم الاصابة بمرض القدم السكري؟
- يعتبر «القدم السكري» من الأمراض التي تنتج من مضاعفات الإصابة بمرض السكر، والذي يعتبر المجتمع الكويتي من أكثر شعوب العالم إصابة به، نتيجة العادات السيئة في تناول الطعام، خصوصاً السكريات منها، دون ممارسة الرياضة أو أي نشاط يؤدي إلى حرق السعرات الحرارية الناتجة عنها، بالاضافة الى الإهمال في عدم الفحص الدوري للسكر ولو مرة واحدة في السنة، ما يؤدي إلى الإصابة بالسكر، ولا يشعر بها الشخص إلا إذا ظهرت المضاعفات عليه، مثل ضعف النظر، أو تعطل الكلى أو الإصابة بالقدم السكري، الذي قد يصل إلى بتر الساق أو القدم، علما أن الوفيات نتيجة الإصابة بالقدم السكري، أكبر من وفيات المصابين بسرطان الثدي، وبنسبة تصل الى 35 في المئة من عدد الاصابات في الكويت.
أسباب الإصابة
• ما الأسباب التي قد تؤدي إلى الاصابة بالقدم السكري؟
- هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي للإصابة، وأهمها فقدان الإحساس بالأطراف نتيجة الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية، وهو يؤدي إلى فقدان الإحساس بألم الجرح، أو انسداد الشرايين الطرفية كأحد مضاعفات مرض السكري، بالإضافة الى ارتفاع السكر وضغط الدم.
• كيف تحدث الإصابة؟
- يمكن ان يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى التأثير على الأعصاب الحسية والحركية، نتيجة عدم انتاج الإنسولين بكمية كافية في الجسم، أو عدم القدرة على الاستفادة منه على النحو الصحيح، ما يؤدي إلى فقدان المريض الشعور بالقدمين وتحدث مشاكل للقدم.
الأحذية والجوارب
• هل الاحذية لها دور في إصابة القدم السكري؟
- على مريض السكر أن يكون حريصاً على اختيار الأحذية والجوارب «الدلاغ» المناسبة، بحيث يكون الحذاء واسعاً وأرضيته صلبة، و«الدلاغ» قطني وواسع من أعلى، حتى لا يمنع وصول الدم الى القدمين، مع عدم لبس الكعب العالي للسيدات، وكذلك على المريض ألا يمشي حافياً، حتى لا يتعرض للإصابة ولا يحس بها، لفقدان الإحساس بالقدمين لدى مريض السكر.
• هل هناك موانع أخرى لحماية مريض السكر من الإصابة؟
- نعم هناك موانع، منها ألا يكون مصاباً بأمراض الأوعية الدموية الطرفية أو لديه العوامل الوراثية، وعدم التدخين وشرب الكحوليات والشيشة. وكذلك عدم الضغط الزائد على القدم، والراحة قدر الإمكان أثناء فترة العلاج، التى تكون عادة من 3 اشهر وقد تصل لسنة أو سنوات، وذلك حسب التزام المريض بالتعليمات والاهتمام بنظافة القدمين.
أعراض الإصابة
• ما أعراض الإصابة بمرض القدم السكرى ؟
- تؤدي الإصابة إلى ظهور عدد من الأعراض ومنها:
- فقدان الشعور بالقدمين.
- الشعور بالحرارة أو البرودة بالقدمين.
- أعراض بالتنميل والخدر في قدم المريض.
- تغير لون الجلد.
- تأخر التئام الجروح الموجودة في القدم.
- انتفاخ الأنسجة في المنطقة المصابة والمحيطة بها.
- تحول لون جلد قدم المريض إلى الأزرق، ما يعد مؤشراً لعدم قدرة الدم على الوصول إلى الساقين قبل إصابة الشرايين الطرفية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بخدر في الساقين أو الألم الشديد.
- خروج السوائل من قدم المريض، وتكون ذات رائحة كريهة في المكان المصاب.
لكن لا يشعر كافة المصابين بالأعراض، خصوصاً أن الكثير منهم مصاب باعتلال الأعصاب، لذلك لا يشعر بالألم، وقد يعاني بعض المرضى من عدم القدرة على المشي أو الحركة، ويتم عادة اكتشاف المرض، عن طريق الفحص اليومي للقدمين من قِبل المصاب بمرض قدم السكري، ومتابعة الجروح في حالة الإصابة بها.
طرق العلاج
• وهل هناك علاج للقدم السكري؟
- العلاج مشروط بسرعة التدخل في علاج الإصابة، وضرورة التحكم في مستوى السكر في الدم وضغط الدم أثناء فترة العلاج، مع العناية بالقدم السكري وعدم تعرضها لأي جروح، مع تقليل الضغط والمشي على القدم المصابة، إلى أن ينتهي العلاج. وكذلك استخدام المضادات الحيوية والأدوية لعلاج الالتهابات، مع تنظيف الجروح بدقة، وإزالة الأنسجة الميتة، لمنع تفاقم العدوى، خصوصاً في حالات انتشار الخراج والأنسجة الميتة في القدم، لمنع وصول الأمر إلى البتر.
وعلى المريض الحرص على القيام بالتغيير على الجروح بشكل مستمر للمساعدة على التئام الجرح. مع تناول أدوية تمنع تخثر الدم، والتي تعمل على تحسين الدورة الدموية ووصول الدم إلى الساقين، وعدم تعرضهما للماء قدر الامكان، والمحافظة علي جفاف القدمين.
• ما الطرق المتوافرة في الكويت لعلاج مرض السكري؟
- كل الخبرات والاجهزة الطبية متوافرة في الكويت لعلاج مرض القدم السكري سواء في المستشفيات الحكومية او الخاصة، وتضاهي الموجود منها في الخارج، ولكن المشكلة ان المرضى لا يثقون بعمل أطبائنا، خصوصاً لمن يراجعون بعد ان استفحل المرض في القدم ووصل للعظم، وأصبح البتر ضرورة في بعض الأحيان، للمحافظة على الجزء المتبقي من القدم، ولذا أدعو مرضى السكر إلى فحص القدم يومياً، واذا وجدت أى بقعة دم سوداء أو جرح او خراج، مراجعة الطبيب فوراً وعدم الاعتماد على صيدلية البيت في الغيار.
التدخل الجراحي
• متى يكون التدخل الجراحي مهماً للعلاج؟
- يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي لعلاج القدم السكري في الحالات المتقدمة، والتي تكون أيضاً بدرجات. وفي البداية يمكن أن يقتصر التدخل الجراحي على إزالة الأنسجة الميتة لمنع تفاقم العدوى، وذلك في حالات انتشار الخراج والالتهابات والأنسجة الميتة في القدم، لمنع وصول الأمر إلى مرحلة البتر.
كما ان التدخلات الجراحية لعلاج انسداد الشرايين الطرفية والأوعية الدموية، حيث يلجأ الطبيب إلى عملية تسليك الأوعية الدموية الطرفية، من خلال القسطرة العلاجية أو عملية تركيب الدعامات للحفاظ على تدفق الدم إلى القدمين.
وعند عدم القدرة على السيطرة علي انتشار الغرغرينا، يلجأ الأطباء لبتر القدم والذي يكون أيضاً حسب المنطقة المصابة. ففي بعض الحالات يكون البتر لإصبع القدم الأكبر فقط، وقد يؤدي خطر العدوى إلى تلف أصابع القدم والجزء الأوسط من القدم، وقد يكون البتر للقدم بأكملها في حالة انتشار العدوى فيها، لمنع حدوث الغرغرينا في الساقين والجسم.
• ما أهمية ترطيب القدمين؟
- يجب على مريض السكر، أن يقوم بدهن قدميه يومياً، حتى يتم ترطيب الجلد ليساعده في امتصاص الإصابات بعكس الجلد الناشف.
• البعض يستخدم زيت الزيتون او بعض العلاجات الشعبية من الحواج مثل المرة لعلاج القرح في القدم السكري؟
- على المريض ان يتبع إرشادات الطبيب والادوية التى يصرفها له، ولا يعتمد على أدوية «شاي الضحى»، خصوصاً وان معظم تدني الحالات وصعوبة علاجها، يكون من استخدام الخلطات الشعبية ولذا انصح بالابتعاد عنها.
8 نصائح للعناية بالقدم السكري
لفت الدكتور الحميدي، إلى أن مريض القدم السكري يحتاج إلى عناية خاصة وإرشادات، تتمثل بالآتي:
1 - تجنب السير بأقدام حافية وارتداء الأحذية المناسبة والجوارب القطنية.
2 - فحص القدمين بشكل يومي، والتأكد من عدم وجود جروح أو قروح أو تغييرات في لون وملمس الجلد.
3 - عدم استخدام المياه الساخنة، وغسل القدمين بالماء الدافئ والصابون.
4 - الاهتمام بنظافة الأظافر وتقليمها بشكل مناسب.
5 - الحرص على المتابعة الدورية لدى الطبيب.
6 - الحفاظ على مستويات السكر في الجسم.
7 - الاكتشاف المبكر للإصابة باعتلال الأعصاب وتلف الأعصاب واعتلال الأوعية واعتلال العظم والمفاصل.
8 - عدم الإهمال في علاج الجروح البسيطة لمنع تخلل البكتريا الموجودة فيها إلى الأنسجة من خلال القرح.
5 نصائح للأطباء
نصح الاستشاري الحميدي زملاءه من أطباء السكر في التعامل مع المصابين بالقدم السكري، بوجوب:
1 - الحرص على فحص قدم المريض عند كل مراجعة.
2 - تحديد أماكن القرح واختيار الوسيلة الأنسب للعلاج.
3 - تقييم الحالة الصحية للمريض بشكل جيد.
4 - تقديم النصائح والإرشادات اللازمة للعناية بالقدمين أثناء فترة علاج القدم السكري.
5 - متابعة المريض بصفة دورية، لتجنب حدوث مضاعفات.