للتحقق من وجود أي أجزاء في بلاطة سان بيليك

محاولات لفك رموز أقدم خريطة لمنطقة في أوروبا

16 أكتوبر 2023 10:00 م
أطلق علماء آثار عمليات تنقيب جديدة في غرب فرنسا لمحاولة فك رموز بلاطة سان بيليك المحفورة منذ أربعة آلاف سنة وتُعَدّ أقدم خريطة لمنطقة في أوروبا.
وقال عالِم الآثار الأستاذ في جامعة غرب بريتاني إيفان باييه في موقع سان بيليك في لوان بجبال بريتاني إنه وزملاءه يسعون إلى «تحديد سياق الاكتشاف بشكل أفضل، والحصول على عناصر تأريخ» وإلى «التحقق مما إذا كانت أي أجزاء لا تزال موجودة».
فأثناء التنقيب في هذا القبر، اكتشف بول دو شاتيلييه (1833-1911) اللوح المنقوش عام 1900، قبل أن يطويها النسيان لأكثر من قرن.
وكتب عالم الآثار يومها «علينا ألا نترك الخيال يضللنا، ولنترك أمر قراءة (اللوح) لشامبليون ما، ربما يصبح موجوداً ذات يوم»، في إشارة إلى عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي نجح في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة.
وسبق لإيفان باييه والباحث كليمان نيكولا أن أنجزا جزئياً عملية فك التشفير هذه منذ أن عثرا على اللوحة عام 2014، في أحد أقبية المتحف الوطني للآثار في سان جيرمان آنليه بضواحي باريس.
وروى باييه أن «بعض الرموز المنقوشة التي بدت فوراً ذات معنى»، كانت موجودة منذ البداية.
وسعى الباحثان إلى تأكيد حدسهما الأوليّ من خلال إجرائهما مسحاً ثلاثي البُعد لهذا اللوح الذي يبلغ قياسه 2.20 متر في 1.53 متر، لمقارنتها بالخرائط الحالية بواسطة طريقة إحصائية.
وتبيّن أن البلاطة تتشابه مع التضاريس الحالية بنسبة 80 في المئة.
وشرح كليمان نيكول أنهما تمكنا من التعرف في نقوش اللوح «على الشبكة الهيدروغرافية، وتضاريس الجبال السوداء». وأضاف «لا يزال يتعين علينا التعرف على كل رموز الأشكال الهندسية، والشروح المرفقة بها، والطرق...».
والأكثر غموضاً بين هذه الرموز تجاويف دائرية صغيرة يتراوح قطرها بين ملّيمتر واحد وعشرة ملّيمترات أُحدِثت في اللوح، قد تمثل مساكن أو رواسب جيولوجية.
وأشار كليمان إلى ضرورة إجراء «مسح» للمنطقة من أجل «مطابقة المواقع التي تظهر على الخريطة» بما هو موجود ميدانياً. وتوقّع أن تستغرق هذه المهمة «15 عاماً».
«خريطة الكنز»
واعتبر باييه أن «الاستناد على الخريطة لمحاولة العثور على مواقع أثرية أسلوب رائع.
فنحن لا نعمل عادةً بهذه الطريقة إطلاقاً».
ووصفها بأنها «خريطة الكنز».
ستوفر هذه المرحلة التي تجمع التصوير من الجو أو خلال المَشي دليلاً قاطعاً على الطابع الطبوغرافي للنقوش، لكنّها ستتيح أيضاً تأريخاً أكثر دقّة للخريطة.
ورأى نيكولا أن «تأريخ هذه المواقع هو الذي سيوفر نطاقاً لتأريخ النقوش».