الأسرة والتحول الرقمي... زيادة معدلات عدم الاستقرار !

فيما يلتف حبل التكنولوجيا على رقبة الأسرة الخليجية والعربية بشكل كبير اليوم، محدثاً زيادة بمعدلات عدم الاستقرار الأسري، بظهور العديد من الأعراض النفسية والاجتماعية، باتت شبكة المعلومات تحل في كل بيت مؤثرة على الحياة الأسرية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، عندما سمي عام 1995 بعام الإنترنت.
وافتتح القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري أمس، المؤتمر الـ44 لقضايا الأسرة العربية والخليجية في ظل التحول الرقمي، والذي يتضمن 6 جلسات بـ21 ورشة عمل ويستمر حتى الغد.
وأشار الكندري في كلمة الافتتاح إلى تأثير واضح للتكنولوجيا على الأسرة والعلاقات الأسرية، وعلى الجوانب الاجتماعية والنفسية تحديداً، معتبراً أن تقنيات الاتصال والمعلومات لعبت دوراً تفاعلياً بارزاً على الإنسان، وظهرت كثير من الأعراض الاجتماعية والنفسية نتيجة التفاعل بين التكنولوجيا والسلوك الإنساني.
تصاعد التقنيات
وأضاف أن القضايا الاجتماعية محل البحث في المؤتمر تلامس أبرز الأدوات والمتغيرات التي أثرت وما زالت تؤثر على الأسرة والمتمثلة في استخدامات التكنولوجيا والمعلومات والتحولات التي طرأت على التقنيات الرقمية.
وبيّن الكندري أن التقنيات تتصاعد وتتطور إلى أن ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مؤثرة بوضوح ويتم تداولها بشكل فاعل وكبير لاسيما بعد التحديثات التي طرأت على استخدامات الهاتف الذكي الذي جمع بين القدرة على التواصل التقني والمعلوماتي متخطياً حدود المكان والزمان.
نظام الأسرة
وأكد أن هذه التطورات التقنية أحدثت تأثيرا بالغا على النظام الاجتماعي للأسرة، التي تعتبر نواة المجتمع ولبنتها الأولى، مما جعل الأسرة في مواجهة هذه التحديات والتطورات وتأثرت بها بشكل كبير، وأدت إلى بروز إحدى أبرز المشكلات التفاعلية، وهي زيادة معدلات عدم الاستقرار الأسري، وظهور العديد من الأعراض النفسية والاجتماعية، والتي جاءت التكنولوجيا عاملاً رئيساً لها، كما أوضحتها الدراسات الاجتماعية والنفسية والسلوكية.
الأسرة الفلسطينية
ضرب الدكتور الكندري مثلاً للفخر بالأسرة الفلسطينية وما تقوم به في غزة من مقاومة للكيان الصهيوني الغاشم، قائلاً «كم من أسرة نالها شرف الشهادة؟ وكم من أب وأم خلفا صغارا يتامى؟ على الرغم مما يقوم به الاعلام الغربي من تضليل في نقل المعلومات عن الأحداث».
الإدمان الرقمي
قالت الأمينة العامة لمنظمة تمكين المرأة وبناء القدرات الدكتورة تغريد الحجلي في كلمتها، إن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا التحول الرقمي والطفولة وكبار السن والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وتحديات الأسرة في مواجهة الإدمان الرقمي.
وأكدت الحجلي ضرورة الالتفات إلى مستقبل الأسرة العربية والهوية الثقافية للأسر، وسط هذا التحول الرقمي، وصولا إلى رؤى جديدة وطرح الإشكاليات لإيجاد الحلول المناسبة.