على الهواء

أبونصر الكُنْدُري

28 سبتمبر 2023 10:00 م
أبونصر محمد بن منصور بن محمد الملقب الكُنْدُري، هو أول وزراء الدولة السلجوقية التي أُنشئت سنة سبع وأربعين وأربعمئة حيث ملك فيها طغرلبيك وهو محمد بن سلجوق الدولة.
طغرلبيك حكم بغداد والعراق كافة بعد حكم بني (بويه).
طغرلبيك وطغرل
هذا هو محمد بن ميكائيل بن سلجوق، وهو كاتب يجمع بين فصاحتين، العربية والفارسية من وزراء سلجوق الذي وهبه لقب حميد الملك، كان يكتب إلى سلاطين السلاجقة رسائلهم ولما تُوفي طغرلبيك خلفه السلطان عضو الدولة ألب أرسلان، فقبض على أب نصر الكُنْدُري وسجنه ببيته مدة سنة إلى أن قتله سنة سبع وخمسين وأربعمئة ودفنه بقرية كندرة.
واستحوذ السلطان على أمواله وممتلكاته.
إذاً، هو اكتسب لقبه الكُنْدُري من قرية كندرة.
وبينما كان طغرلبيك سُنياً حنفياً عُرف أبو نصر بالاعتزال والتشيّع، وقرن اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع، فاضطهد أئمتهم وعزل أباعثمان الصابوني من الخطابة على المنابر في نيسابور، وفوّض الخطابة إلى بعض الحنفية... فاضطر الجويني إلى ترك البلاد.
وكان محيطاً بكثير من علوم عصره وله كتب قيّمة عديدة أهداها إلى الوزير أبونصر سابور بن أردشير، في سنة 381 هـ بالكرخ.
احتوت مكتبته على سائر العلوم والآداب قُدّرت بنحو عشرة آلاف مجلد، وقد أخذ أبونصر محمد بن منصور بن محمد الكُنْدُري خيار كتبه وأحرقها سنة 451 هـ.
وكان ذكيّاً فصيحاً شاعراً، لديه فضائل جمّة، حاضر البديهة والجواب، ولما أرسله إلى الخليفة لطلب ابنته امتنع الخليفة من ذلك وأنشد متمثلاً بقول الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فأجابه الوزير فأطرق الخليفة وقال من شعره:
إن كان بالناس ضيق عن مناقشتي
فالموت قد وسّع الدنيا على الناس
مضيت والشامت المغبون يتبعني
كل لكأس المنايا شارب حاسي